• Post on Facebook
  • Twitter
  • pdf
  • نسخة للطباعة
  • save
الأكثر شعبية

الشيخ محمد بن الحسن الطوسي

بواسطة |   |   عدد القراءات : 1324
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
الشيخ محمد بن الحسن الطوسي

الشيخ محمد بن الحسن الطوسي

 آية الله العظمى الشيخ محمد بن الحسن الطوسي (قدس سره)

(385 – 460 هـ)

ولادته ونشأته:

ولد الشيخ أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي في طوس خراسان، في شهر رمضان (385 هـ).

 فرضع من ثدي الإيمان الصادق، والولاية المخلصة الحقة، وتربى تربية سالمة من شوائب الأدران، فجعلت منه أمّةً في وضعه وسيرته، أمّةً في أخلاقه وأفعاله، وبالتالي أمّةً عظمى في فكره وقلمه.

 دراسته وأساتذته:

درس أولاً في مدارس خراسان، وقطع بذلك أشواطاً عالية من العلم والمعرفة، ولمّا لم يجد ما يطفئ غليل ظمأه، شدَّ الرحال إلى بغداد في عام (408 هـ)، بعد وفاة السيد الرضي بسنتين، للاغتراف من نمير علمائها، والارتشاف من مناهل غدرانها، وهو ابن ثلاثة وعشرين عاماً، وذلك أبَّان زعامة ومرجعية الشيخ المفيد.

 فلازم الشيخ المفيد ملازمة الظل، للإستزادة من عبيق يمِّه الصافي، والغور في بحر علومه.

 كما وأدرك شيخه الحسين بن عبيد الله بن الغضائري المتوفى عام (411 هـ).

 وتتلمذ على أبي الحسين علي بن أحمد القمي، الذي يروي عنه النجاشي، فتفقه على المذهب الشافعي وبقية المذاهب الأخرى، وتضلَّع بها، وكتب عنها، ولا يفتي ذلك أنه قد انتمى إلى أحدها، كما لم يتحدثنا التاريخ عن ذلك.

 مرجعيته:

ذاع صيت الشيخ الطوسي، وانثنت له وسادة المرجعية العليا للطائفة، وتفرَّد بالزعامة الكبرى، وأصبح وحيد العصر بلا منازع.

 فأخذ العلماء يشدون إليه الرحال من كل حدب وصوب، ليستمتعوا بغزير علومه، على اختلاف مسالكهم ومذاهبهم، ويستزيدوا من سعة دائرة استبحاره في شتى العلوم.

 حتى بلغ عدد تلاميذه الذين اجتهدوا على يديه، وتلقّوا منه رموز العلم وكنوز المعرفة، أكثر من ثلاثمِائة مجتهد من الخاصة.

 فضلاً عن العامة الذين لا يمكن حصرهم وعدُّهم، لما رأوا فيه من شخصية علمية وقادة ونوبغ موصوف، وعبقرية ظاهرة في العلم والعمل.

 حتى أن الخليفة القائم بأمر الله عبد الله بن القادر بالله أحمد، أسند إليه كرسي الكلام والإفادة، ولم يكن هذا الكرسي ليُمنح إلا للأوحدي من الناس في ذلك العصر، والمتفوق على الكل علماً، وعملاً، وكمالاً.

 فلم يفتأ شيخ الطائفة على هذا المنوال اثنتي عشرة سنة، مقصوداً لحلِّ المشكلات، وأداء المهمات، وقضاء الحاجات.

 أيام الفتنة:

شَنَّ (طغرل بيك) أول ملوك السلجوقيين حملة شديدة على الشيعة العُزَّل من السلاح، عند دخوله بغداد عام (447 هـ)، اذ قام بإحراق مكتبة شيخ الطائفة، العامرة بأمهات الكتب الخطية الثمينة، والتي لا تقدر بثمن.

 تلك المكتبة التي بذل أبو نصر سابور وزير بهاء الدولة البويهي جهده العميم في إنشائها في الكرخ عام (381 هـ)، على غرار بيت الحكمة التي بناها هارون العباسي.

 يقول ياقوت الحموي في معجم البلدان: إن هذا الوزير قد جمع فيها أنفس الكتب والآثار القيمة، ونافت كتبها على عشرة آلاف مجلد، وهي بحق من أعظم المكتبات العالمية، وكان فيها مِائة مصحف بخط ابن مقلة.

 هجرته:

وفي خِضَمِّ الأحداث المؤلمة آثر الشيخ الطوسي الهجرة إلى مدينة النجف الأشرف، حيث مرقد الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) بعد أحداث سنة (447 هـ)، ليبقى بعيداً عن المعمعات الطائفية، متفرغا للتأليف والتصنيف.

 وبعد استقراره في مدينة النجف قصده الفضلاء، للاغتراف من معينه الذي لا ينضب، والتطلُّع على درايته الصائبة، وقريحته الثاقبة، وهمته العالية.

 فوضع بذلك اللبنة الأولى لأكبر جامعة علمية إسلامية للشيعة في مدينة النجف الأشرف (الحوزة العلمية)، وشيَّد أركانها، فأصبحت ربوع وادي الغري تشع بمظاهر الجلال والكمال، صانها الله وحرسها من كل سوء.

 مكانته العلمية:

إن اليراع لعاجز عن وصفه، والإطراء عليه، ومهما أراد الإنسان الغور والغوص في عظمة هذه الشخصية الفذة، كلما ازداد تعجباً من مواطن عبقريته، ونبوغه الفكري الخلاق، وكفاه مدحاً أن يلقب بـ(شيخ الطائفة).

 يقول آغا بزرك الطهراني: (مضت على علماء الشيعة سنون متطاولة، وأجيال متعاقبة، ولم يكن من الهَيِّن على أحد منهم أن يعدو نظريات شيخ الطائفة في الفتاوى).

 وكانوا يعدون أحاديثه أصلاً مسلَّماً، ويكتفون بها، ويعدون التأليف في قبالها، وإصدار الفتوى مع وجودها، تجاسراً على الشيخ وإهانة له.

 وقال فيه العلامة الحلي: (شيخ الإمامية ووجههم، ورئيس الطائفة، جليل القدر، عظيم المنزلة، ثقة عين صدوق، عارف بالأخبار والرجال، والفقه والأصول، والكلام والأدب، وجميع الفضائل تُنسب إليه، صنَّف في كل فنون الإسلام).

 ونعته السيد بحر العلوم بقوله: (شيخ الطائفة المحقة، ورافع أعلام الشريعة الحقة، إمام الفرقة بعد الأئمة المعصومين (عليهم السلام)، وعماد الشيعة الإمامية في كل ما يتعلَّق بالمذهب والدين).

 مؤلفاته:

امتاز الشيخ الطوسي بكثرة التآليف القَيِّمة، والتصانيف الجيدة، الغنية عن كل إطراء وثناء، ولم يتوخَّ من كل ذلك إلا الخدمة الصادقة لآلِ بيت أذهَبَ الله عنهم الرجس وطهَّرهم تطهيراً، مبتعداً عن الشهوات واللذائذ الدنيوية، وأهم تلك الآثار هي:

1- الغيبة.

2- الاقتصاد الهادي إلى طريق الرشاد.

3- الرسائل العشر.

4- النهاية.

5- الفهرست.

6- الآمالي.

7- الاستبصار (الجزء الأول).

8- الاستبصار (الجزء الثاني).

9- الاستبصار (الجزء الثالث).

10- الاستبصار (الجزء الرابع).

11- تهذيب الأحكام (الجزء الأول).

12- تهذيب الأحكام (الجزء الثاني).

13- تهذيب الأحكام (الجزء الثالث).

14- تهذيب الأحكام (الجزء الرابع).

15- تهذيب الأحكام (الجزء الخامس).

16- تهذيب الأحكام (الجزء السادس).

17- تهذيب الأحكام (الجزء السابع).

18- تهذيب الأحكام (الجزء الثامن).

19- تهذيب الأحكام (الجزء التاسع).

20- تهذيب الأحكام (الجزء العاشر).

21- اختيار معرفة الناقلين.

22- تلخيص كتاب الكافي في الإمامة.

23- العدة في الأصول.

24- المبسوط في الفقه.

25- شرح الشرح في الأصول.

26- الخلاف في الحكام.

27- التبيان في تفسير القرآن.

28- مصباح المجتهد.

 وفاته:

واستمرت السنون المتطاولة، والشيخ الطوسي منهمك بالتأليف والتصنيف، مُكبّ على البحث والتدريس، منشغل بالقضاء والإفتاء.

 حتى وافاه (قدس سره) الأجل المحتوم في ليلة الاثنين الثاني والعشرين من محرم الحرام، سنة (460 هـ)، عن عمر يناهز الخمسة والسبعين عاماً.

 ودفن (قدس سره) في داره التي كان يقطنها بوصيةٍ منه، وهي الآن من أشهر مساجد النجف الأشرف.

 

Powered by Vivvo CMS v4.7