يوم القدس العالمي ... في ضمير النجف الاشرف

بواسطة |   |   عدد القراءات : 1611
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
يوم القدس العالمي ... في ضمير النجف الاشرف

بسمه تعالى

((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُم)) محمد: 7

لازالت القضية الفلسطينية الهم الأكبر في ضمائر وعقول المسلمين الصادقين، وستبقى ما بقيت الحياة، رغم المآسي والويلات التي يعاني منها المسلمون في بلدانهم، والتي هي جزء من المؤامرة الكبرى لدعم الكيان الصهيوني الغاصب، وتثبيت جذوره في المنطقة، وها هي صفقة القرن تلوح في الأفق لتسجّل أكبر إذلال وتركيع في مسيرة هذه القضية المصيرية في حياة المسلمين.

فوجود إسرائيل في نظر علماء المسلمين كافة وجود غاصب لا شرعية له، إنما بُني على الغصب والقتل والتعذيب والترويع والاعتقال والتشريد والتجويع وهتك الحرمات واستباحة المقدسات، ولازال بهذه الوحشية والظلم

ومما يؤسف له، أنَّ كلَّ ذلك يجري بمرأى ومسمع من العالم أجمع، دون أن ينبري أحد للتصدي لهذا الظلم والاعتداء، الّا بعض ممّن آمن بالله تعالى وعرف تكليفه الشرعي تجاه اخيه المسلم، وبلاد المسلمين عامه، فكان للنجف الاشرف وحوزتها المباركة وعلماؤها الكرام دورا مبرَّزا في الردع والدفاع عن هذه القضية وأهلها بعد أن وعت المؤامرة الكبرى منذ بدايتها فأصدرت الفتاوى وعقدت الاجتماعات وحضرت المؤتمرات وأرسلت المساعدات وغير ذلك على كل المستويات.

شعورا منها بدورها الرائد في مساندة المسلمين، بل عموم البشرية والإنسانية في بقاع الأرض، لأنها تمثل خط نبي الانسانية (صلى الله عليه واله) الذي وصفه الله تعالى في محكم كتابه: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ) الأنبياء: 107    

واقتداءً بسيرة علي أمير المؤمنين (عليه السلام): (وأشعر قلبك الرحمة للرعية، والمحبة لهم واللطف بهم فانهم صنفان: اما اخٌ لك في الدين، او نظير لك في الخلق)

ولارتباط النجف الاشرف بالقضية الفلسطينية من عدة جهات :

1/ الارتباط الديني، فالقدس أولى القبلتين، والمسجد الأقصى أحد المساجد الأربعة المعظمة عند المسلمين بعد المسجد الحرام والمسجد النبوي ورابعها مسجد الكوفة، وهو منتهى إسراء النبي (صلى الله عليه واله) ومحل عروجه، وكلَّها مقدسات يتبرك بها عموم المسلمين.

2 / ارتباط الاخوة الإسلامية فان المسلم أخو المسلم، وإنًّ المسلمين كالبنيان المرصوص وكالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعت له بقية الأعضاء

3 / الإنسانية، فان مأساة الشعب الفلسطيني قلَّ نظيرها في التأريخ، وما جرى ويجري وصمة عار في جبين الغرب ادعياء الديمقراطية وحقوق الانسان، وحجة على حكام الدول العربية والإسلامية.

فقد روي عن النبي (صلى الله عليه واله): (من أصبح ولم يهتم بأمور المسلمين فليس منهم ومن سمع رجلا ينادي يا للمسلمين فلم يجبه فليس بمسلم)

ولهذا كانت فلسطين والقدس حاضرة في قلب النجف الأشرف منذ انعقاد المؤتمر الفلسطيني عام 1931 ـ 1350 هـ بمشاركة واسعة من زعماء المسلمين، فحضرت مرجعية النجف بنفسها ممثلة بالشيخ محمد حسين كاشف الغطاء (قدس) الذي ألهب حماس الحضور بخطاب ارتجالي بليغ استمر حوالي ساعتين.

قد قدموك أمامهم بصلاتهم          علماً بأنك في الزمان إمام  

ولو أردنا استعراض المواقف لطال بنا الحديث، وهكذا استمر الحال الى يومنا الحاضر فكانت كل أحداث فلسطين تلقى صدى في النجف الاشرف على شكل مهرجانات أو مؤتمرات أو بيانات أو مظاهرات، وستستمر النجف الأشرف بهذه المسيرة المعطاء والمشعل الوقاد الذي حملته المرجعية الدينية قديما وحديثا، امتدادا للمسيرة الجهادية لهذه المدينة المقدسة وحوزتها المعطاء.

نسأل الله أن يأخذ بأيدي المسلمين الى ما فيه الخير والصلاح ويمن عليهم بالنصر على أعدائهم: (وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ)  

وسيعلم الذين ظلموا أيَّ منقلب ينقلبون، والعاقبة للمتقين، والحمد لله رب العالمين.  

مركز الامام الصادق عليه السلام

النجف الاشرف

الجمعة الأخيرة من شهر رمضان 1440

Powered by Vivvo CMS v4.7