ذكرى هدم قبور البقيع طواها النسيان فبث الصدر الثاني الحياة فيها
بقلم :نافع علوان الشاهين
في العام ١٩٢٥اقدمت السلطات الوهابية السعودية على جريمة بشعة اقشعرت لها الانسانيه وخالفت كل الاعراف الدولية حين افتى ابن بليهد مفتي الفرقة الوهابية في السعودية يومذاك بجواز هدم قبور ائمة البقيع وصحابة الرسول فقامت معاول الحقد والغل والكراهية بازالة البناء الطاهر للذوات المقدسة في مقبرة البقيع وشمل التهديم قبور الامام الحسن الزكي والائمة السجاد والباقر والصادق(عليهم السلام) وقبر فاطمة بنت اسد وام البنين وحمزة سيد الشهداء وبيت الاحزان وقبور الانصار والمهاجرين واهل بدر واعمام النبي وابنائه وزوجاته(صلى الله عليه واله).
وحصل استنكار هنا وهناك يوم الواقعة واستنكر العلماء في العراق وايران والهند وباكستان الواقعة المشؤومة واصدروا بينات شجب واستنكار واحتج البرلمان الايراني يومها بقوة ولكن دون جدوى وانشد الشعراء قصائد الاسف والحزن واللوعة للفاجعة العظيمة.
وبعد سنوات اُهملت القضية ولفها النسيان وازيلت من ذاكرة الرجال والعلماء وتناسوها جيلاً بعد اخر حتى حل العام ١٩٩٨ حين استطاع الشهيد الصدر الثاني ان يقيم صلاة الجمعة في مسجد الكوفة المعظم فخصص احدى خطبه(الخطبة ٤٣) لهذه الفاجعة واعاد ذكراها وكان لرمزيته ومقامه المرجعي وقوة منطقة وصدق مشاعره الاثر الاكبر في تحريك العواطف باتجاهها واثارة الرأي العام نحوها.
فلقد قال قدس سره في طيات كلامه عن الحادثة: لقد اصبح هذا الهدم والاجرام مصدر اسى وحزن للمسلمين عامة وللشيعة خاصة حتي قال قائلهم:
اثامن شوال جلبت لنا الاسى
كانك من شهر المحرم عاشر
وقال قدس سره في مقطع اخر من الخطبة :ان اليوم الثامن من شوال يوم ذكرى تهديم القبور يوازي في الاهمية يوم وفاة احد المعصومين سلام الله عليهم.
وبعد شهادته قدس سره تعاهد محبوه احياء الذكرى وبث الحياة فيها وتطورت لمطالبات رسمية وشعبية للضغط على الحكومة السعودية الوهابية لاعادة البناء وهي جهود تحتاج لتنظيم اكثر وقوة ازيد ليتحقق مطلب الموالون لاهل البيت(ع) وهو مطلب شرعي وقانوني ونصت عليه الاعراف الدولية والشرائع السماوية.