اليهود

بواسطة |   |   عدد القراءات : 1197
حجم الخط: Decrease font Enlarge font

 اليهود

خاصة هاد الرجل: أي رجع وتاب وإنما لزمهم هذا الاسم لقول موسى عليه السلام، إنا هدنا إليك أي رجعنا وتضرعنا.

وهم أمة موسى عليه السلام وكتابهم التوراة وهو أول كتاب نزل من السماء أعني: أن ما كان ينزل على إبراهيم وغيره من الأنبياء عليهم السلام ما كان يسمى كتاباً بل صحفاً وقد ورد في الخبر عن النبي ص أنه قال إن: الله تعالى خلق آدم بيده وخلق جنة عدن بيده وكتب التوراة بيده فأثبت لها اختصاصاً آخر سوى سائر الكتب.

واليهود تدعي أن الشريعة لا تكون غلا واحدة وهي ابتدأت بموسى عليه السلام وتمت به فلم تكن قبله شريعة إلا حدود عقلية وأحكام مصلحية.

ولا يجيزوا النسخ أصلاً قالوا: فلا يكون بعد شريعة أصلاً لأن النسخ في الأوامر بداء ولا يجوز البداء على الله تعالى.

و مسائلهم تدور على: جواز النسخ ومنعه وعلى التشبيه ونفيه والقول بالقدر والجبر وتجويز الرجعة واستحالتها، وأما التشبيه فلأنهم وجدوا التوراة ملئت من المتشابهات مثل الصورة والمشافهة والتكليم جهراً والنزول على طور سينا انتقالاً والاستواء على العرش استقراراً وجواز الرؤية فوقاً وغير ذلك.

وأما القول بالقدر فهم مختلفون فيه حسب اختلاف الفريقين في الإسلام فالربانيون منهم معتزلة فينا والقراءون كالمجبرة والمشبهة.

وأما جواز الرجعة: فإنما وقع لهم من أمرين أحدهما حديث عزير عليه السلام إذ أماته الله مائة عام ثم بعثه والثاني حديث هارون عليه السلام إذ مات في التيه وقد نسبوا إلى موسى قتله بألواحه قالوا حسده لأن اليهود كانوا أميل إليه منهم إلى موسى.

واختلفوا في حال موته فمنهم من قال: إنه مات وسيرجع ومنهم من قال غاب وسيرجع.

واعلم أن التوراة قد اشتملت بأسرها على دلالات وآيات تدل على كون شريعة نبينا المصطفى عليه السلام حقاً وكون صاحب الشريعة صادقاً.

وقد ذكروا ان ابراهيم عليه السلام وابنه إسماعيل ودعاؤه في حقه وفي حق ذريته وإجابة الرب تعالى إياه أني باركت على إسماعيل وأولاده وجعلت فيهم الخير كله سأظهرهم على الأمم كلها وسأبعث فيهم رسولاً منهم يتلو عليهم آياتي، واليهود معترفون بهذا القضية إلا أنهم يقولون: أجابه بالملك دون النبوة والرسالة.

ومن العجب أن التوراة أن الأسباط من بني إسرائيل كانوا يراجعون القبائل من بني إسماعيل ويعلمون أن في ذلك الشعب علماً لدنياً لم تشتمل التوراة عليه، وورد في التواريخ‏ أن أولاد إسماعيل عليه السلام كانوا يسمون إل الله وأهل الله وأولاد إسرائيل آل يعقوب وآل موسى وآل هارون.

وقد ورد في التوراة أن الله تعالى جاء من طور سيناء وظهر بساعير وعلن بفاران وساعير جبال بيت المقدس التي كانت مظهر عيسى عليه السلام ، وفاران جبال مكة التي كانت مظهر المصطفى صلى الله عليه وسلم

ولما كانت الأسرار الإلهية والأنوار الربانية في الوحي التنزيل والمناجاة والتأويل على مراتب ثلاث: مبدأ وسط وكمال والمجيء أشبه بالوسط والإعلان أشبه بالكمال عبرت التوراة عن طلوع صبح الشريعة والتنزيل بالمجيء من طور سيناء وعن طلوع الشمس بالظهور على ساعير وعن البلوغ إلى درجة الكمال بالاستواء والإعلان على فاران

وفي هذه الكلمات إثبات نبوة المسيح عليه السلام والمصطفى محمد صلى الله عليه وسلم وقد قال المسيح في الإنجيل ما جئت لأبطل التوراة بل جئت لأكملها قال صاحب التوراة النفس بالنفس والعين بالعين والأنف بالأنف والأذن بالأذن والسن بالسن والجروح قصاص وأنا أقول  إذا لطمك أخوك على خدك الأيمن فضع له خدك الأيسر.

والشريعة الأخيرة وردت بالأمرين جميعاً أما القصاص ففي قوله تعالى :( كتب عليكم القصاص في القتلى)، واما العفو ففي قوله تعالى:( وأن تعفوا أقرب للتقوى ).

وفي التوراة أحكام عامة وأحكام خاصة، إما بأشخاص وإما بأزمان وإذا انتهى الزمان لم يبق ذلك لا محالة ولا يقال إنه إبطال أو بداء كذلك ها هنا وأما السبت فلو أن اليهود عرفوا لم ورد التكليف بملازمة السبت وهو يوم أي شخص من الأشخاص وفي مقابلة أية حالة من الأحوال وجزئي أي زمان عرفوا أن الشريعة الأخيرة حق وأنها جاءت لتقرير السبت بذلك وبأن موسى عليه السلام بنى بيتاً وصور فيه صوراً وأشخاصاً وبين مراتب الصور وأشار إلى تلك الرموز.

ولكن لما فقدوا الباب باب حطة ولم يمكنهم التسور على سنن اللصوص تحيروا تائهين وتاهوا متحيرين فاختلفوا على إحدى وسبعين فرقة، ونحن نذكر منها أشهرها وأظهرها عندهم ونترك الباقي هملاً والله الموفق:

Powered by Vivvo CMS v4.7