السيد مهدي الحيدري العطّار

بواسطة |   |   عدد القراءات : 977
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
السيد مهدي الحيدري العطّار

السيد مهدي الحيدري العطّار

السيد مهدي الحيدري (قدس سره)

(1250 هـ – 1336 هـ)

اسمه ونسبه:

السيّد مهدي بن أحمد بن حيدر بن إبراهيم بن محمّد المعروف بالعطّار، وينتهي نسبه إلى السيّد عبد الله المحض بن الحسن المثنى بن الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام).

 ولادته:

ولد السيّد الحيدري حوالي عام 1250 هـ، بمدينة الكاظمية المقدّسة في العراق.

 دراسته:

تلقَّى في الكاظمية المقدسة دروسه الأُولى، حتّى نال حظًا وافرًا من العلم والفضل، ولمّا فرغ من مرحلة السطوح اشتاقت نفسه إلى المزيد، فسافر إلى مدينة النجف الأشرف، ودرس عند فطاحل أساتذتها.

 أساتذته: نذكر منهم ما يلي:

1- الشيخ مرتضى الأنصاري.

2- الشيخ محمّد حسين الكاظمي.

3- الشيخ حبيب الله الرشتي.

4- السيّد محمّد حسن الشيرازي، المعروف بالشيرازي الكبير.

 تلامذته: نذكر منهم ما يلي:

1- الشيخ مهدي المراياتي.

2- الشيخ عبد الحسين البغدادي.

3- الشيخ مهدي الجرموقي.

4- الشيخ إبراهيم السلماستي.

5- السيّد محمّد أمين الحسني.

6- الشيخ أسد الله الخالصي.

7- الشيخ محمّد هادي القائيني.

8- الشيخ جواد آقا التبريزي.

9- السيّد عبد الكريم الأعرجي.

10- السيّد مصطفى الحيدري.

 مرجعيته:

عندما سافر أستاذه السيّد الشيرازي إلى مدينة سامرّاء سافر معه السيّد الحيدري، لأنّه كان من أبرز تلامذته، فلم يزل معه في سامرّاء مُجدًّا في طلب العلم، ومُكبًّا على الدرس والبحث حتّى نال درجة الاجتهاد، فعاد إلى مسقط رأسه في مدينة الكاظمية المقدّسة، تقلَّد فيها الزعامة المطلقة، وأصبح كثير من الناس يرجعون إليه في التقليد بعد وفاة السيّد الشيرازي.

 أقوال العلماء فيه: نذكر منهم ما يلي:

1- قال السيّد محسن الأمين في أعيان الشيعة: (إنّه عالم، فقيه، وإنّ له رئاسة علمية في عصره، وإنّه من بيت علم وسيادة، رأيته مرارًا وحادثته، فأُعجبت به).

 2- قال الشيخ محمّد حرز الدين في المعارف: (إنّه العالم، الفقيه، المجاهد، الثقة، الأمين، وإنّه كان مقدّمًا، وبارزًا، ونافذ الكلمة، ومطاعًا عند الأكابر والوجوه).

 صفاته وأخلاقه:

كان من الورع والتقوى، وشدّة الزهد، ولزوم العبادة، وصدق النية، ورسوخ الإيمان، وسمو النفس، وطهارة القلب، وكرم الأخلاق، وسعة الفكر، وتوقّد الذهن، وعلو الهمّة، والخشونة في ذات الله، والصلابة في الحق، والعزوف عن الدنيا، بالمنزلة التي لا يصل إليها إلاّ رجل امتحن الله قلبه للإيمان.

 ومن الصفات التي تميّز بها، نذكر منها ما يلي:

 1- كان (قدس سره) إذا وردته الحقوق الشرعية يقسّمها على مستحقيها من الطلاّب، ولا يترك له ولأولاده إلاّ بمقدار ما يعطي للآخرين دون أي تمييز.

 2- كان عازفًا عن لذائذ الدنيا وطيِّباتها، وكثيرًا ما كان يأكل الأدنى من الطعام، وإن تهيّأ له الأعلى.

 3- كان يحدب على الصغير والكبير، ويعطف على القريب والبعيد، ويحنو على الفقراء والمساكين ويتفقّد شؤونهم، حتّى صاروا يفزعون إليه في المهمّات والملمّات.

 4- كان مؤيّدًا ومسدّدًا بالعناية الإلهية، فكثيرًا ما كانت تكشف له الحقائق الغامضة، كأنّما ينظر من وراء الغيب، ولا غرابة في ذلك، لأنّ المؤمن ينظر بنور الله كما قال نبينا محمد (صلى الله عليه وآله).

 جهاده ضد الإنجليز:

في عام 1332 هـ – أي خلال الحرب العالمية الأولى – هاجمت الجيوش البريطانية العراق من جهة البصرة، تريد احتلال هذا البلد الإسلامي، والسيطرة على ثرواته، وعلى أثر ذلك أصدر السيّد الحيدري فتواه في وجوب الدفاع عن بلاد الإسلام، ومحاربة الغزاة والمعتدين، فدعا الناس إلى الجهاد، وحذَّرهم من التخاذل، كما أبلغهم بأنّه خارج بنفسه وأولاده وجماعة من أسرته لأداء هذا الواجب المقدَّس.

 وكان كلّما يصل موكبه إلى مدينة من المدن، أو إلى قبيلة من القبائل، ينزل هو وأصحابه، ويجمع الناس ويحثّهم على الجهاد، حتّى رابط في جنوب العراق، قرب مدينة (القرنة)، وبعد رحلة دامت سنة كاملة إلاّ أيّامًا معدودة كان فيها مثلاً أعلى للزعيم الروحي، والبطل الإسلامي الفَذّ، عاد السيّد الحيدري إلى مدينة الكاظمية المقدّسة، بسبب انسحاب الجيش العثماني، بعد أن صال وجال ضد العدو، معرضًا نفسه لأهوال الحرب ومخاطرها.

 وبسبب ضعف الجيش العثماني، وخيانة بعض قوّاده، وتخاذل بعض العشائر، تمكّن العدو البريطاني المحتل من الزحف نحو بغداد وإسقاطها، وقد حاول الإنجليز بعد الاحتلال زيارته في مدينة الكاظمية المقدّسة، لاستمالته وإغرائه بالأموال الطائلة، لكنّه كان يرفضها أشدَّ الرفض، ولا يزداد عن قوّات الاحتلال إلاّ بُعدًا ونُفورًا.

 موقف مُشرِّف:

قام السيّد الحيدري خلال حياته الشريفة بمواقف إصلاحية مشرِّفة كثيرة، تفوق العدَّ والإحصاء، نذكر منها ـ وعلى سبيل المثال لا الحصر ـ هذا الموقف:

 في عام 1334 هـ وقع الاختلاف والتباغض الذي أدَّى إلى التطاحن بين الحكومة العثمانية وأهالي مدينة كربلاء المقدّسة، بسبب تدخّل بعض المتمرّدين الذين أثاروا عواطف الجماهير وحرّكوها، ممّا دفع الحكومة إلى محاصرة المدينة، وضربها بوابل من قذائف المدفعية، فهبّ الأهالي للدفاع عن مدينتهم المقدّسة، وقاموا بفتح الماء على الأراضي المحيطة بالمدينة، لكي تكون حاجزًا بين الجيش العثماني والمدينة.

 وللخروج من المأزق طلب فريق من علماء مدينة كربلاء وأشرافها من السيّد الحيدري للتدخّل في إخماد الفتنة عند الدولة العثمانية، لأنّها كانت تقيم للسيّد الحيدري اهتمامًا واحترامًا خاصًّا، فلبَّى السيّد طلبهم، وتوجّه نحو مدينة كربلاء المقدّسة رغم تدهور وضعه الصحي، فلمّا وصل المدينة استقبله الأهالي استقبالاً عظيمًا، وبقي السيّد الحيدري في مدينة كربلاء المقدّسة مدّة شهر ونصف، حتّى جمع الكلمة، ورأب الصدع بين الأهالي والحكومة، وعادت الأُمور إلى مجاريها، فعاد إلى مدينة الكاظمية المقدّسة والجميع يدعو له العلي العظيم أن يرعاه ويجزيه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء.

 مؤلفاته: نذكر منها ما يلي:

1- كتاب الطهارة.

2- كتاب الصلاة.

3- كتاب الصوم.

 4- تعليقة على رسالة الاستصحاب للشيخ الأنصاري.

5- كتاب في الهيئة.

6- حاشية على كتاب القوانين للمحقّق القمّي.

7- حاشية على تبصرة المتعلّمين للعلاّمة الحلّي.

8- حاشية على كتاب نجاة العباد للشيخ صاحب الجواهر.

 وفاته:

توفّي السيّد الحيدري (قدس سره) في العاشر من المحرّم 1336 هـ، ودفن بمقبرة الأسرة الحيدرية الخاصّة في مدينة الكاظمية.

Powered by Vivvo CMS v4.7