• Post on Facebook
  • Twitter
  • pdf
  • نسخة للطباعة
  • save

حركة (الممهدون المولوية)

بواسطة |   |   عدد القراءات : 16507
حجم الخط: Decrease font Enlarge font

حركة (الممهدون المولوية)

 

تنظيم (صوفي سياسي) ظهر بعد سقوط النظام البائد، واعتمد على السرية والتكتم الشديدين، وكانت انطلاقته الأولى من محافظة بابل ثم راحت تنتشر شيئا فشيئا حتى شملت كربلاء والنجف والديوانية والسماوة وظهر لها أتباع في المحافظات الجنوبية في السنوات الأخيرة إلا أنهم ليسوا بمستوى محافظات الفرات الأوسط من ناحية العدد، وقد سميت الحركة بالمولوية لان أتباعها يكثرون من استعمال مصطلح (الولى) واشتقاقاتها فيما بينهم وبصورة لافتة.

 

ليس لهم أية مكاتب ظاهرية، ويعتمد نشاطهم الفكري والتبليغي على أتباع الحركة حيث يقوم كل فرد منهم بالتبليغ من خلال التحدث إلى أصدقائه ومعارفه ومن خلال المجالس في البيوت أو ما شاكل ، وقد ظهرت لهم في الفترة الاخيرة منشورات تثقيفية يتداولونها فيما بينهم، ويوزعونها على الناس.

 

عقائدهم:

 

في الواقع أن اغلب العقائد هذه الحركة ومثيلاتها أنما هي مأخوذة من المدرسة الصوفية ومن العقائد المغالية المنقرضة وغير المنقرضة، كالخطابية والنصيرية والبابية والبهائية وغيرها، وقد قسمناها إلى قسمين أساسي وثانوي.

 

أ- العقائد الأساسية:

 

1- أن أساس عقيدة هذه الحركة هو نظرية (الاتحاد والحلول) ويبدو إن الحركات المهدوية المعاصرة قد وجدت بغيتها في هذه النظرية فادعوا بان الله جل وعلا في شخص الإمام المهدي بحيث يكون وجوده هو وجود الله في الأرض، وبذلك يكون توحيد الله بوليه.

 

أي هناك اله في السماء هو (الله) واله في الأرض هو (الإمام المهدي) عليه السلام وهي نفس دعوى الخطابية في الإمام الصادق عليه السلام، حيث يفسرون آية (إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ) تفسيراً مخالفاً لكل قوانين اللغة وضوابط التفسير، فتكون (إنا) بمعنى الجمع، أي أن هناك إلاهين، إله في السماء وهو الذي خلقك، وإله في الأرض وهو الذي يخلقك من انسان ضال إلى انسان مهتدي، وهذه الفكرة لا تقتصر على المهدي بل ان كل (مولى) مسؤول ح**ي- هو إله ثان، وهكذا عادوا بنا إلى نظرية تعدد الآلهة، ليحرفوا ديانة التوحيد إلى ديانة (شركية) باسم التوحيد...

 

ومن ناحية أخرى فان الإنسان يتوفر على الصفات الجلالية والصفات الجمالية الأولى للأفعال الظاهرية والثانية للكمالات الباطنية، (الإدارة والقوة والنية)، ومادام متوفرا على هذه الصفات الكمالية وان كانت نسبية، إلا انه كلما ارتقى بها سيقترب من المعصوم حتى يتحدى به، وتوحده بالمعصوم هو توحد بالله فتكون المعادلة (الله- المهدي- الموالي) وهم ذات واحدة بثلاثة وجوه.

 

وهذه العقيدة تقرب كثيراً عقيدة التثليث الهندوسية ومن العقيدة المسيحية (الأقانيم الثلاثة)

 

أن هذه العقيدة وكما هو واضح قد غلت في الإمام المهدي لترفعه إلى درجة الإلوهية حيث جعلته الهاً ثانياً في الأرض.

 

2- المعلم الأساسي الثاني في عقيدة هذه الحركة هو ادعاؤها بأن الإمام المهدي عليه السلام قد غاب عن الناس بشخصه لكنه ظهر بنائبه (السيد الممهد اليماني) والذي هو سيد وزعيم هذه الحركة، وهنا أيضا طبقت نظرية (الاتحاد والحلول) بين الإمام المهدي ونائبه اليماني، بل زادوا على ذلك إذ ادعوا إن الإمام المعصوم يتجلى في خمسة أشخاص هم علي بن الحسين، محمد بن الحنفية، واليماني، وشخصان سريان وهؤلاء موجودون وهم يحركون الموالين للوصول إلى الإمام المعصوم، وهذا عين ما ذهبت إليه الفرقة (البهائية) المنحرفة المغالية إذ ادعت بان الله يتجلى لعباده من خلال أشخاص هم {برهما، بوذا، إبراهيم، موسى، عيسى، محمد، وأخيراً (البهاء) زعيم البهائية}، وعقيدة التجلي من لوازم عقيده (وحدة الوجود).

 

ويدعي هؤلاء بان اليماني لا يظهر لأغلب أتباعه ومريديه إلا للخاصة منهم، وهذه الخاصة القليلة تقول أن كبيرهم (اليماني) هو في طور الدعوة السرية، وانه لو أعلنها حاليا سوف يحارب من قبل علماء السوء حسب تعبيرهم والمقصود بهم (المرجعيات الدينية).

 

وعلى ضوء ذلك ستكون طاعته (السيد الممهد) طاعة للإمام المهدي عليه السلام وبما إن وجود الإمام وجود الله تعالى، إذا ستكون النتيجة (طاعة اليماني هي طاعة الله) وبما أن السيد الممهد وهو القائم مقام المهدي عليه السلام ففي هذه الحالة لا يجوز التشكيك والجدال والرد عليه لأنه بمثابة رد على الإمام الذي هو ظاهر بوليه وهو الله تعالى.

 

3- ولكن كيف للإمام المهدي ولليماني أن يحركا الأحداث، هنا يأتي دور (الموالين أو الأولياء) حيث يقولون، لابد من وجود معصوم يسير أمور العباد، ولا بد لهذا المعصوم من نائب يمهد له الأمور وهو (اليماني) فلابد أذن من ان يكون لليماني (موالون) مؤيدون له يأخذون الاوامر و التعليمات منه.، وهؤلاء الأشخاص الذين يلتقون باليماني هم (15) شخصاَ وهم من الأولياء الذين قطعوا شوطاً كبيراَ في محاربة النفس وجهادها، ونظفوا قلوبهم من أدرانها ومن الهواجس والذنوب والأوهام، ويستدلون على ذلك بالآية الكريمة (أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأْمْرِ مِنْكُمْ) حيث يذهبون إلى أن أولى الأمر هم (الأولياء) الذين نصل من خلالهم إلى المعصوم، فالآية في نظرهم غير مختصة بالأئمة عليهم السلام فقط، بل تشملهم ، هم ، أيضا فكل شخص منهم لديه مجموعة من الأتباع يعدونه من (أولي الأمر)

 

بل أنهم يربطون معرفة المنهج (الأطروحة الإلهية) بقضية (الطاعة والتسليم) المطلق للموالين من اجل الوصول إلى معرفة الإمام المعصوم وهو مظهر تجلي (الرحمة الإلهية) لان حكومة العدل الإلهي لا تتحقق إلا بالإتباع والموالاة من الموالين إلى الأولياء إلى الباب وهو اليماني إلى المعصوم.

 

حيث لا بد لكل موال من مولى يكون هو المسؤول عنه من اجل أن يصل به كي يكون من القواعد الممهدة لظهور الإمام، وهو نفس نظام المرشد مع السالك في المدرسة الصوفية العرفانية.

 

وبناءا على هذه العقيدة وعلى هذا الشحن المتواصل بضرورة الطاعة العمياء والانقياد المطلق، فأنهم يقومون بإدخال أتباعهم في دورات (غسل دماغ)، وبأساليب غاية في القسوة والغرابة لتمرينهم على الطاعة، حتى يتحول المنتمي لهم إلى (آلة) فاقدة لأي وعي أو أرادة أو أي انتماء - عداهم بعد ان تمارس معه عمليات الترويض وغسل الدماغ وبطريقة محترفة وغاية في المكر والدهاء تحكي خطورة واحتراف المشرفين على هذه العملية وجذورهم المخابراتية والأمنية.

 

4- أما المعلم الرابع من معالم هذه العقيدة المنحرفة فهو الدعوة إلى الاهتمام بتطهير الباطن ورفع الأوهام من القلب وأتباع الحقيقة التي هي (طاعة المولى) لأنه المرتبط بالمعصوم، إما الأفعال الظاهرية للجوارح (كالعبادات والمعاملات فأنها ليست ضرورية.

 

حيث يستدلون هنا بالآية الكريمة (وَ اعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ) بمعنى أن الغاية من العبادة هي الوصول إلى لحظة اليقين حيث يتحقق المبتغى من العبادة و هذا هو المدخل الذي يدخلون منه في دعواهم لإسقاط التكاليف الشرعية، الصوم، الصلاة، الحج، الزكاة، وغيرها) باعتبارها أحكاماً ظاهرية غير مهمة ويجب أن تستبدل بتطهير الباطن لنصل إلى طاعة المولى والتي هي طاعة للمعصوم وبه نصل لليقين، وهم يمهدون لذلك بالدعوة لترك طلب العلم، طبقا لحديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم (العلم نور يقذفه الله في قلب من يشاء)، ثم العمل على ترويض النفس حتى تصل إلى درجة اليقين عن طريق أذكار خاصة، مع محاربة النفس وعدم الانقياد لملذاتها وشهوتها من أكل وراحة، فهم يخالفونها حتى في الحلال، ونسوا قوله تعالى: (قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبادِهِ وَالطَّيِّباتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَياةِ الدُّنْيا خالِصَةً)، وبالمخالفة للمباحات يكونون قد حصلوا على درجة اليقين، عندها يقذف الله العلم في قلوبهم فيحصلوا على كل ما يريدون عن طريق الإلهام الرباني كما هو عند الأئمة المعصومين عليهم السلام الذين كانوا يعبدون الله حق عبادته.

 

ويكونون بذلك مصداقا للحديث القدسي (عبدي اطعني تكن مثلي تقل للشيء كن فيكون) واذن فان الضابط في قياس درجة الوصول لليقين، هي القدرة على محاربة النفس وحرمانها من (الملذات والشهوات والطيبات من الرزق التي أحلها الله) ونسوا قصة النبي صلى الله عليه وآله وسلم مع جملة من اصحابه ممن ترك اهله وعياله وآوى إلى الكهف في الجبل يعبد الله، حيث قال لهم (انا معشر الانبياء نأكل الطعام وننام الليل ونتزوج النساء، ومن رغب عن سنتي فليس مني).

 

وان (لا رهبانية في الاسلام)، ثم ان كان في ذلك كرامة فالانبياء أحق بها.

 

5- الدعوة العلنية والواضحة لإسقاط التكاليف والأحكام الشرعية وبهذا يتحول الأتباع بأيديهم إلى آلات وأشخاص ممسوخين فقدوا ارتباطهم بمجتمعهم وتمردوا على كل انتماءاتهم وتخلوا عن كل المنظومة القيمية (الدينية والأخلاقية والوطنية وحتى العاطفية)، وبذلك يكونون قد تأهلوا للمرحلة الأخيرة وهي مرحلة إكثار الفساد في الأرض للتعجيل بظهور المهدي عليه السلام.

 

6- يؤمنون بضرورة (إرغام النفس على ما تكره) كنوع من انواع التربية والترويض ويعتبرونه (الجهاد الأكبر) فالنفس المؤمنة تكره ارتكاب المعاصي، ولذلك لابد من مخالفتها بارتكاب هذه المعاصي. وذلك للتعجيل بظهور الإمام المهدي عليه السلام وكلما كانت المعاصي أكبر كان الظهور أسرع، وهذه هي فلسفة إكثار الفساد.

 

وفي هذا يلتقون مع فرقة الإسماعيلية الأغاخانية (الحشاشين) ومع عقائد (البابية والبهائية) ومع جماعة الحجتية في ايران، والتي كانت تدعي إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سيؤخر ظهور الإمام، وعليه فلا بد من استفزازه ليظهر سريعاً.

 

إن الثمرة النهائية لكل ما سبق في الوصول إلى درجة اليقين ثم ترك التكاليف، وإكثار الفساد في الأرض مع جملة من الرياضات الروحية هو رؤية الإمام المهدي.

 

(فان من يؤمن ويصفي نيته فسيؤهل لرؤية الإمام المهدي، فلا داعي للعلماء والمراجع والتقليد والشريعة).

 

عرفنا في كلام سابق عن هذه الحركة انها ظهرت بعد سقوط النظام البائد وإنها سميت (المولوية) لان أصحابها يكثرون من مصطلح (الولي) واشتقاقاته, وكانت انطلاقتها الأولى من محافظة بابل ثم انتشرت, ومما عرفناه عنهم أنهم يدعون إلى إسقاط التكاليف والأحكام الشرعية, وبهذا يتحول الاتباع بأيديهم إلى آلات وأشخاص ممسوخين.

 

وفي هذه الحلقة نسلط الضوء على أمور أخرى في هذه الحركة.

 

تتصف هذه الحركة بصفات وتتحرك في مجالات وكالآتي:

 

مجال عمل هذه الحركة:

 

1- تنشط هذه الحركة في بغداد (الشعلة- الكرادة- بغداد الجديدة- مدينة الصدر- الكريعات).

 

وفي محافظات (بابل- واسط- ذي قار- ميسان).

 

2- لها علاقات وثيقة، وتداخل بين قواعدها وقياداتها مع كل من:

 

أ- حركة أنصار المهدي: للمدعو احمد الحسن اليماني والتي مقرها (البصرة) ولها امتدادات في المحافظات الوسطى والجنوبية.

 

ب- حركة جند السماء: حيث انظم الكثيرون من بقاياهم إليها، ومن أهمهم المدعو (أبو علي المختار) القيادي في حركة (جند السماء)، والذي نجى من الموت والاعتقال في معركة الزركة.

 

آليات عملهم التنظيمي

 

أ- شروط وصفات مريديهم:

 

1- أن يكون المريد ضعيف الارتباط بالعلماء ليسهل الحط من مقامهم عنده، لذلك فقد ركزوا على المنتمين لبعض الفئات من ضعيفي الارتباط بالعلماء.

 

2- أن يكون قليل الثقافة الدينية (أو قليل الثقافة بصورة عامة او جاهلاً بالعلوم الدينية خاصة) ليصبح وعاءً يتلقى فقط.

 

3- أن يكون شديد العاطفة لآل البيتk ليكون شديد الولاء لحركتهم.

 

4- أن يكون ممن يعاني من عقدة الاضطهاد والظلم، وكذلك الفقر، ليكون مهيئاً للتمرد.

 

5- أن يكون ممن يؤمن ويعتقد بالأحلام والرؤيا والجن والسحر والغيبيات لان لديهم وسائل إقناع تعتمد هذا النوع.

 

وباختصار فأن خطابهم موجه بالدرجة الأولى لفئة الشباب الذين تجتمع فيهم الصفات التالية:

 

(ضعف الارتباط بالعلماء- الجهل- الفقر- الإحساس بالمظلومية- الاستعداد للتمرد- البحث عن منقذ).

 

ب- طريقة الكسب عندهم:

 

يقوم الداعي، وهو حلقة الوصل بين الباب والمريد باختيار المريد الجديد ضمن المواصفات أنفة الذكر، ويلقنه بعض العقائد والأفكار (الخاصة بالحركة) مبتدئاً بقوله: إنني لم أفاتحك من تلقاء نفسي بل إني مرسل من الإمام المهدي عليه السلام _دون أن يوضح له كيفية الإرسال وآليته_ وكذلك يوهمه بأنه شخص مهم وفرد مهيأ ليكون من أصحاب الإمام، ثم يشوقه ويعطيه مقاماً أعلى من مقامه وفي نفس الوقت يحط من باقي الناس في نظره وينعتهم بأنهم لا يعلمون. وبعد التشويق والترغيب يعده بإيصاله إلى الباب (باب الإمام) وهو من خواص السيد اليماني ومن المقربين عنده، ولكن ينبهه بأنه في حالة اختبار فلا يجوز له في هذه المرحلة أن يناقش أو يعترض أو يستفهم عن شيء ، بل عليه الاستماع والإنصات وإظهار الأدب والاحترام فقط، وفعلا يتم اللقاء بين المجموعة التي تتكون من (الباب+الداعي (المولى)+ المريد الجديد (الموالي) ويؤطر هذا اللقاء بطقس ديني خاص بهم يميزهم عن باقي الناس، الا وهو الذهاب إلى كربلاء سيراً على الأقدام في غير أوقات الزيارة ابتداء من مدينة (الهندية)، عندها يقوم (المولى- المسؤول الح**ي-) بسرد العقائد والأفكار لهذه الحركة بدون أن يذكر له هيكليتها ولا الشخص المسؤول عنها، ويشترطون عليه المبيت في بيت (السيد) الواقع على الطريق بين كربلاء والهندية، ويطلبون منه قبول ما سمع ورأى، وعندها يصبح احد أفراد هذه الحركة، أخيراً يخصصون له ذكراً خاصاً في وقت معين, وعدد من الأذكار وسجود وتفكير خاص، ويوصونه بعدم البوح بهذا اللقاء لأحد ولا الأخبار بما شاهد وسمع, وكتمان هذا الأمر كي لا يؤخر الظهور المقدس للإمام المهدي عليه السلام، وبذلك يغلقون عليه كل منافذ العلم والمعرفة.

 

ومن ناحية أخرى يوصون الاتباع الجدد بان يقوموا بأكل الخبز اليابس، وعدم أكل اللحوم، والزهد في الدنيا، والتقرب إلى الله وحده (لكسب قلوبهم) وإيهامهم بتقوى وورع وزهد قادتهم ليتحولوا إلى اتباع مطيعين إطاعة عمياء.

 

ج- أساليبهم في كسب الناس:

 

إن طريقة كسب الناس لهذه الحركة تكون على ثلاث مراحل هي:

 

1- الإيهام:- فأنهم يوهمون مريديهم بأنهم ضالون ومنحرفون عن طريق الحق وأنهم بحاجة إلى من يهديهم.

 

2- الاستدراج:- ثم يستدرجونهم بفك الارتباط بالعلماء، وعدم الاعتقاد بهم والحط من شأنهم.

 

3- التلقين:- وهو ثلاث مراحل أيضاً (تسبيحات, محاضرات ثم زيارة)

 

أ- في البدء يلقنونهم مجموعة من الاوراد والأذكار والتسبيحات، ثم يوجهونهم للتفكر في خلق السماوات والأرض، وهذه تستمر عدة أسابيع.

 

ب- ثم يدخلوهم في دورات ثقافية عقائدية مكثفة وحسب مستوياتهم.

 

جـ - وأخيراً تبدأ مرحلة (الزيارة) مشياً على الأقدام إلى الإمام الحسين عليه السلام، حيث يقضون الطريق بالتسبيح والتلقين العقائدي ، ...وطرق التلقين والمشي عندهم، تبدأ اما من طويريج إلى كربلاء أو من خان النصف إلى كربلاء أو من مقام زيد بن علي عليه السلام إلى النجف الاشرف، وهناك طرق اخرى غير معروفة.

 

ان من يجتاز هذه المراحل سيكون مؤهلاً لان يدعو الآخرين للعقيدة الجديدة او ما يسمونه (التوسع) اي الكسب، فإذا نجح في كسب مجموعة من الأشخاص وأحسن تهيأتهم وإعدادهم فانه سيصبح (مولى) أي مسؤول خلية بالمصطلح الح**ي المتعارف.

 

د- أساليبهم في غسل الدماغ:

 

1- الدعوة لترك طلب العلم لأنه غير نافع في زمن المعصوم وهو أسلوب لإغلاق ذهن المتلقي عن المصادر المعرفية الأخرى، والتي قد تفضح أكاذيبهم، ويستدلون على ذلك بحديث النبيn (العلم نور يقذفه الله في قلب من يشاء)، وهذا بالطبع يتوافق مع منهجهم المعرفي الصوفي الذي يؤكد على (الحدس والكشف والشهود) وليس على العلم والثقافة والدليل والعقل.

 

2- تسقيط المرجعيات الدينية، للتخلص من مشكلة العلماء الذين يردون عليهم (بالحجة والدليل) والادعاء بأن العلم علمان- إحاطة وأخبار، وان الإخبار هو حصة الفقهاء بينما علمهم هو علم إحاطة لان المعصوم بينهم.

 

3- تدريب المنتمين لهم على الطاعة المطلقة.

 

4- الدعوة لإسقاط التكاليف وإكثار الفساد.

 

وهنا فأنهم يمارسون عملية هدم وبناء في وقت واحد, هدم للبنى القديمة وبناء للبنى الجديدة (أي التي يريدونها).

 

هـ- تنظيماتهم:

 

1- تنظيماتهم عنقودية وعلى درجة عالية من الدقة.

 

2- الدعوة عندهم هذه الأيام سرية بانتظار تكامل إعدادهم.

 

3- أفكارهم تقترب بكثير من أفكار (جند السماء).

 

4- سياقات العمل التنظيمي لديهم دقيقة وشديدة السرية.

 

5- تعتبر قضية الطاعة المطلقة والتسليم الكامل (روح هذه الحركة), فأنها تريد إتباعاً (من غير عقل أو نظر أو سمع أو لسان) كي ينفذوا ما تريده منه وأن كان هذا ضد العقل والعاطفة والدين والوطن والأسرة، حيث يتحولون إلى ما يشبه (الآلات) الصماء البكماء, أو الإنسان المسير الفاقد لكل إحساس وشعور كي يتم تفجيره في المكان والزمان المحدد.

 

6- ومن اجل قياس درجة الطاعة والولاء التي وصلها أتباعهم، فإنهم يقومون بين فترة وأخرى بإجراء امتحانات ميدانية لهم، فمرة ابلغوهم بضرورة ان يتبرعوا بكل ما يملكون، وفعلا فعلها الكثيرون منهم، وفي اليوم التالي أعادوها لهم، ومرة أمروهم بعدم الصيام في رمضان، وفعلوها، ومرة أمروهم بتطليق نسائهم وقد فعلها الكثيرون منهم، وهكذا.

 

الهيكلية التنظيمية

 

سلم التدرج التنظيمي للقواعد:

 

سلم التدرج التنظيمي للكوادر (الموالي)

 

ت/عنصر جديد.

 

ق4/ مولى مسؤول خلية (20-30) فرد

 

ج لم2/ جاهز لم يزر

 

ق3/مولى مسؤول خلايا

 

ج لم1/ جاهز زائر

 

ق2/ مولى مسؤول التنظيم العام/ وصي الإمام

 

ج ز/ مهيأ لتلقي التبليغ

 

ق1/ الإمام الحجة وهو المولى رقم(1)

 

المسؤول يسمى (مولى) وجمعها (أولياء)، اما العضو في التنظيم فيسمى (موالي) والجمع (موالون)

 

عرفنا في الحلقة الأولى ان حركة (الممهدون المولوية) هي حركة تعتمد السرية والتكتم الشديدين وإنها سميت بالمولوية لأن أتباعها يكثرون من مصطلح (الولي) واستقامتها فيما بينهم وبصورة لافتة, وأن هذه الحركة تقوم بالدعوة العلنية لإسقاط التكاليف والأحكام الشرعية, وبهذا يتحول الأتباع بأيديهم إلى آلات وأشخاص ممسوخين فقدوا ارتباطهم بمجتمعهم وتمردوا على كل انتماءاتهم, وتخلوا عن كل المنظومة الدينية والأخلاقية والوطنية وحتى العاطفية.

 

 

 

وفي هذه الحلقة سنواصل ما بدأنا الحديث عنه فنقول:

 

ب- العقائد الثانوية للجماعة المولوية: وهي بعض معتقداتهم وممارساتهم ومنها:

 

 

 

١- يؤمنون بأنهم خارقون ومحروسون من الإمام واليماني والموالين.

 

 

 

٢- عند الزيارة لا يزورون المراقد المقدسة.

 

 

 

- لا يهتمون للصلاة ومواقيتها ويتعاملون معها بإهمال، فهم يقرأون ورقة فيها بضعة كلمات في فترة الصلاة تعتبر عندهم مجزية عن الصلاة.

 

 

 

٤- يدعون إن يوم ظهور المهدي قريب جداً ويكون في الكوفة في يوم حظر للتجوال.

 

 

 

٥- يدعون إن اليماني موجود بينهم وهو إنسان بسيط وفلاح.

 

 

 

٦- ممارسة السحر والشعوذة والإدعاء بأنها كرامات كي يخدعوا بها السذج والبسطاء.

 

 

 

٧- التماس الأعذار لجرائم الإرهابيين بحق الشيعة،واعتبارها أرادة إلهية، وان علينا أن نستغفر لهؤلاء الإرهابيين وأن لا نؤذيهم لان الإمام عليه السلام لا يرضى ان نؤذي أحدا، ومن ناحية أخرى فهم يقولون بتكفير عموم الشيعة ممن يختلفون معهم.

 

 

 

- إن الملاحظ على جميع الحركات أنها متعاطفة مع الجماعات الإرهابية، كذلك فان أعداداً كبيرة من السنة ينتمون أليها ويعملون في صفوفها رغم الاختلافات العقائدية، وهو ما يضع علامة استفهام كبيرة تدعو للتأمل والبحث حول دور بعض الجهات الإرهابية والبعثية في صناعة وتسيير ورسم خطوات هذه الحركات.

 

 

 

فليس مستبعداً في النهاية وبمقاييس العمل المخابراتي أن يكون اليماني الذي يسير هذه الحركات هو احد عتاة الوهابيين أو البعثيين من أمراء الإرهاب والذبح.

 

 

 

نماذج من ممارساتهم المنحرفة:

 

 

 

إن الإنسان الذي يعتقد بإسقاط جميع التكاليف الشرعية، وضرورة إكثار الفساد في الأرض للتعجيل بالظهور، سيكون قطعا مستعداً لفعل أي شيء يؤمر به أو يطلب منه، خاصة بعد تعرضه لعمليات (غسل دماغ) وترويض على الطاعة حولته إلى جهاز ينفذ فقط وفقط، لذلك فلا غرابة فيما يصدر من هؤلاء من أفعال مشينة يأباها العقل والذوق والفطرة السليمة، فهم أشبه ما يكونون (بالإنسان المسير).

 

 

 

وسنعرض أدناه جملة  من هذه الممارسات المشينة على نحو المثال لا الحصر:

 

 

 

أ- عملية إلغاء الذات أو نزع الذات/ حيث يؤمر التابع بان يصلي عريانا، وهو ينزع ذاته ويتوجه إلى الله عاريا من كل شيء، وهو يجب أن يطيع (المولى)- إذا أمره فعليه الطاعة فلو قال له ان الشمس تشرق من المغرب فيجب عليه التصديق، وعليهم أن يختبروا أنفسهم في تلك اللحظات فكل من يشك أو يستغرب أو ينفر من هذا المشهد فهنالك خلل في إيمانه عليه إصلاحه.

 

 

 

ب- يجيزون الزنا، والشذوذ الجنسي، (اللواط والسحاق) وأخيرا تبادل الزوجات والزنا بالمحارم، وهو حديث شاع بصورة واسعة جداً عنهم، ويعتبر من أعلى مراحل التضحية للتعجيل بظهور الإمام عليه السلام.

 

 

 

مصادرهم في التلقي

 

 

 

أما أهم مصادر المعرفة والفكر الديني والعقيدي عندهم فهي:-

 

 

 

١- التأويل الباطني للقرآن/ حيث تؤول الآيات حسب الأهواء وليس وفق ضوابط التفسير وعلوم اللغة والحديث وباقي العلوم الشرعية، معتمدين في ذلك على حديث (إن للقرآن ظاهراً وسبعين باطناً) وهو ان صح فان المقصود فيه بمعرفة ظاهر القرآن من بواطنه هم العلماء والمجتهدون والمفسرون وذوو الاختصاص من أصحاب اليد الطولى في هذه العلوم، وليس أشخاصاً مغمورين تحوم الشكوك والشبهات حول ماضيهم وحاضرهم.

 

 

 

وهم برفعهم لشعار (السبعون باطن) إنما يطلقون العنان لأنفسهم كي يصولوا ويجولوا ويحرفوا الكلم عن مواضعه ويؤولوا بما تشتهيه أنفسهم من غير رقيب ولا حسيب.

 

 

 

٢- اقتناص الروايات العامة والمتشابهة حول قضية الإمام المهدي عليه السلام ليقوموا بتوظيفها بالاتجاه الذي يريدون للاستدلال على مدعياتهم.

 

 

 

٣- يستندون على دعواهم المغالية بالخطبة التطنجية أو خطبة البيان المنسوبة إلى الإمام على عليه السلام ، وهي خطبة ظاهرة في الغلو والشرك، إذ ترتفع بالإمام علي عليه السلام إلى درجة الإلوهية وقد كانت هذه الخطبة ومنذ القدم رافداً من روافد الغلو ومصدراً لأفكار الفرق المنحرفة والمغالية، وقد أعلن أكثر العلماء وأخيراً السيدين الخوئي قدس سره والسيستاني دام ظله، ان لا صحة لنسبتها إلى الإمام علي عليه السلام (فهي من موضوعات الغلاة).

 

 

 

٤- ادعاء اللقاء المباشر بالإمام المهدي والأخذ عنه، وفي هذه الحالة فلا حاجة للقرآن والحديث والأحلام والكشوف، ما داموا يلتقون بالمعصوم ويأخذون عنه.

 

 

 

٥- الأثر الصوفي والعرفاني واضح التأثير في أدبياتهم وأفكارهم ومناهجهم فهم يستدلون على عقادئهم بالمكاشفات والأحلام والإلهامات وغيرها من الأدلة غير القابلة للإثبات، ولكنهم قد حرفوه عن منهجه الصحيح والذي هو تعميق الإيمان بالله والالتزام بالشريعة والزهد في الدنيا، ليتحول على أيديهم إلى منهج للشرك في نظرية (الاتحاد والحلول)، ولإسقاط العملية السياسية والحكومية الشرعية المنتخبة، بدل الزهد في الدنيا وتقوى الله.

 

 

 

خطابهم

 

 

 

إن خطابهم تكفيري تخويني معارض للوضع الجديد في العراق بكل تفاصيله، بل إنه يكاد أن يتطابق مع الخطاب التكفيري الوهابي (للقاعدة) في سعيه لإسقاط العملية السياسية، بل ويتطابقان حتى في تكفير عموم الشيعة وتجويز قتلهم، وأهم معالم هذا الخطاب ما يلي:

 

 

 

١- يتفقون على الحط من شأن مراجع الدين، ويعتبرون تقليدهم باطلاً، ويثقفون أتباعهم على ان الإمام إذا ظهر سوف يقتل جميع العلماء، لأنهم علماء ضلال، (وإن ما لم يتحقق في الزركة سوف نحققه) كما يزعم احد قادتهم.

 

 

 

٢- معاداة الديمقراطية ونظام الانتخابات.

 

 

 

٣- رفض الدستور.

 

 

 

٤- معاداة العملية السياسية بكل تفاصيلها.

 

 

 

٥- الإيمان بمبدأ العنف المسلح، ولديهم ميلشيات.

 

 

 

٦- تجويز استهداف الجيش والشرطة.

 

 

 

٧- لهم اتصالات مع المجاميع الإرهابية (الوهابية)، ومع بعض القوى السياسية المعادية للحكومة.

 

 

 

تمويلهم:

 

 

 

تقوم الحركة بتمويل نفسها بالطرق التالية

 

 

 

١- التمويل الذاتي والتبرعات.

 

 

 

٢- يقوم بتمويل هذه الحركة رموز (بعثية وطائفية) كبيرة داخل العراق.

 

 

 

٣- دعم خليجي/سعودي- إماراتي- قطري/ مفتوح.

 

 

 

 

Powered by Vivvo CMS v4.7