• Post on Facebook
  • Twitter
  • pdf
  • نسخة للطباعة
  • save
الأكثر شعبية

مفهوم التفسير والاتجاهات الصحيحة والباطلة تطبيقات وبيان التفسير الموضوعي

بواسطة |   |   عدد القراءات : 829
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
مفهوم التفسير والاتجاهات الصحيحة والباطلة  تطبيقات وبيان التفسير الموضوعي

بقلم الشيخ محمد الجوراني 

 

الحمد لله كما هو أهله وكما يستحقه حمدا كثيرا وصلى الله على محمد واله الطاهرين واللعنة الدائمة الابدية على اعدائهم اجمعين

احاديث في فضل القران وتعلمه

قال الامام الصادق عليه السلام : من قرأ القران دفع الله عنه شر الآخرة ومن استمع إليه دفع الله عنه شر الدنيا وقال عليه السلام :من قرأ القران وهو شاب مؤمن اختلط القران بلحمه ودمه وجعله الله تعالى مع السفرة الكرام البررة وكان القران حجيزا عنه القيامة وقال عليه السلام : إن أهل القران في أعلى درجة من الآدميين ماخلا النبيين والمرسلين فلا تستضعفوا أهل القران حقوقهم فان لهم من الله العزيز الجبار مكانة عليا

معنى التفسير لغة واصطلاحًا: 

 

* التفسير في اللغة : هو الإيضاح والتبيين ، ومنه قوله تعالى: وَلاَ يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا  

 

وهو مأخوذ من الفسر أي: الإبانة والكشف ، قال في القاموس: الفسر: الإبانة وكشف المغطى كالتفسير ، والفعل كضرب ونصر . 

 

والتفسير في الاصطلاح عرفه الزركشي بأنه: علم يعرف به فهم كتاب الله المنزل على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم وبيان معانيه واستخراج أحكامه وحكمه . واستمداد ذلك من علم اللغة والنحو التصريف وعلم البيان وأصول الفقه والقراءات ، ويحتاج لمعرفة أسباب النزول والناسخ والمنسوخ 

واما التفسير اصطلاحا هو إيضاح مراد الله تعالى من كتابه العزيز، فلا يجوز الاعتماد فيه على الظنون والاستحسان، ولا على شئ لم يثبت أنه حجة من طريق العقل، أو من طريق الشرع، للنهي عن أتباع الظن، وحرمة إسناد شئ إلى الله بغير إذنه قال الله تعالى: " قل ءآلله أذن لكم أم على الله تفترون وقال الله تعالى: " ولا تقف ما ليس لك به علم وقول رسول الله صلى الله عليه واله (من فسر القران برأيه فليتبؤ مقعده من النار) إلى غير ذلك من الآيات والروايات الناهية عن العمل بغير العلم، والروايات الناهية عن التفسير بالرأي مستفيضة من الطريقين. ومن هذا يتضح أنه لا يجوز أتباع أحد المفسرين في تفسيره، سواء أكان ممن حسن مذهبه أم لم يكن، لأنه من أتباع الظن، وهو لا يغني من الحق شيئا. مدارك التفسير: ولا بد للمفسر من أن يتبع الظواهر التي يفهمها العربي الصحيح " أو يتبع ما حكم به العقل الفطري الصحيح فإنه حجة من الداخل كما أن النبي حجة من الخارج، أو يتبع ما ثبت عن المعصومين (عليهم السلام) فإنهم المراجع في الدين، والذين أوصى النبي (صلى الله عليه وآله) بوجوب التمسك بهم

• فقال: إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي، ما أن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا إذن هما ثقلان احدهما مرتبط بالآخر واحدهما يفسر الآخر يعصمان الإنسان من الزلل ويثبتانه بالقول والعمل الصالح فلابد من الالتفات إليهما وتقوية الصلة , فقد قسمت المناهج التفسيرية للقران حسب الاعتبارات التالية الاعتبار الأول: من حيث المصادر التي يستمد منها التفسير، وهو بهذا الاعتبار ينقسم إلى قسمين، تفسير بالمأثور، وتفسير بالرأي، ويدخل تحت التفسير بالرأي كل أنواع التفسير بالرأي المحمود، والمذموم، بسائر اتجاهاته الفقهية، والصوفية، والبلاغية، والأدبية، والموضوعية، والتحليلية، والإجمالية، والعلمية، وغير ذلك.

• الاعتبار الثاني: من حيث التوسع والإيجاز في التفسير، وهو بهذا الاعتبار ينقسم إلى قسمين، تفسير تحليلي، وتفسير إجمالي.

1- التفسير بالراي وهو محرم شرعا لانه لا يستند الى ماهو مقبول شرعا قال تعالى ((وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُّنِيرٍ )) - الحج - الآية - 8 ((وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ )) - آل عمران - الآية - 7 واما الطريق الصحيح

2- اعتماد العلم واتباع من اهل الذكر في ذلك (فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ ) - النحل - الآية – 43 وهم اهل التفسير واهل القران ال بيت النبي صلى الله عليه واله ومن سار بنهجهم وهذا يسمى التفسير الاثري

الاعتبار الثالث: من حيث عموم موضوعات التفسير، التي تقابل المفسر في كل سورة، ومن حيث خصوص موضوع بعينه في القرآن الكريم كله، وهو بهذا الاعتبار ينقسم إلى قسمين، تفسير عام، وتفسير موضوعي واما

 

وهنا اشارة موجزة لابد منها في التفسير الموضوعي او التوحيدي انه يتألف مصطلح (التفسير الموضوعي ) من جزأين ركبا تركيباً وصفياً فنعرف الجزأين ابتداء ثم نعرف المصطلح المركب منهما. فالتفسير لغةً : من الفسر وهو كشف البيان ، قال الراغب : "هو إظهار المعنى المعقول ". واصطلاحاً: الكشف عن معاني القرآن الكريم.. والموضوع لغةً: مــن الـوضـع ؛ وهو جعل الشيء في مكان ما، سواء أكان ذلك بمعنى الحط والخفض ، أو بمعنى الإلقاء والتثبيت في المكان ، تقول العرب : ناقة واضعة : إذا رعت الحمض حول الماء ولم تبرح ، وهذا المعنى ملحوظ في التفسير الموضوعي ، لأن المفسر يرتبط بمعنى معين لا يتجاوزه إلى غيره حتى يفرغ من تفسير الموضوع الذي أراده. أما تعريف (التفسير الموضوعي ) علماً ان له اكثر من تعريف ومنها علم على فن معين ، فقد عرِّف عدة تعريفات نختار منها ما نظنه أجمعها وأخـصـــرهـا وهو: علم يتناول القضايا حسب المقاصد القرآنية من خلال سورة او اكثر وسياتي بيان ذلك...

 وام التفسير الموضوعي تعريفه ونشاته وأصوله ومميزاته وكيفية تطبيقه)

 

 

ا التفسير الموضوعي

تعريفه: هو ذلك التفسير الذي يعتمد على الموضوع المشترك بالسورة القرآنية بل وفي القران مع ملاحظة الاشتراك المعنوي وزيادة البيان في السياقات المتعددة وينظر له نظرة توحيدية ولااعتيار للتسلسل فيه ويسمى أيضا بالتفسير الواقعي كونه يهدف إلى ربط الواقع الاجتماعي بالقران الكريم لينال سعادته في كلا الدارين

 

بدايته:لابد من معرفة متى ظهر التفسير كمادة توضيحية للقران حيث انه جاء مرافقا لنزوله لكنه كان بشكل مبعثر وغير مرتب بمنهاج تفسيري واضح تتناوله الأمة آنذاك إلا أن وصل القرن الثالث الهجري والرابع الهجري حيث ظهر التفسير بمعالمه الواضحة حسب تسلسل السور فيه وأما الموضوعي ظهر حديثا بشكل ممنهج ومنظر له وابرز من كتب فيه هو آية الله العظمى السيد محمد باقر الصدر قدس ووضع أسسه العلمية وله كتاب فيه بعنوان مقدمات في التفسير الموضوعي وكانت المحاضرة الأولى فيه السنن التاريخية في القران وغيره كثير

 

مادته: المادة الأساسية هي القران لكن بشكل موضوعي موحد نعني بذلك لو أراد المفسر أن يختار موضوعا لمادته التفسيرية مثل الإنسان فعليه أن يبحث في السور التي ذكرت هذا الموضوع ويستجمع المعاني المطروحة ويستخلص النتائج المشار إليها التفسيرية التربوية الاجتماعية

 

أصوله: لكل منهج تفسيري للقران أصولا محددة تميزه عن غيره وأما أصول التفسير الموضوعي فهي كالتالي

1-اعتماد النظرة التوحيدية للنصوص القرآنية ضمن الموضوع الواحد

2-جمع النتائج من خلال الاستقراء الكلي للآيات المشيرة إلى موضوع البحث

3-تغليب ثقافة النص القرآني وثقافة نص المعصوم على العقل والعناية الجيدة بأدوات التفسير

4-الإحاطة بالواقع الاجتماعي وفهم أسرار تحركه من خلال القران كحاكمية السنن التاريخية في القران لأنه قانون الهي في أي واقع اجتماعي لان هذا التفسير يبدأ من الواقع وينتهي بالقران 

مميزاته: يتميز هذا التفسير بما يلي (الواقعية والحركية مع كل جيل ينهل من القران حياته وسعادته فمن الواقع إلى القران لا من القران إلى القران فيكون القران منعزلا عن الواقع وهذا مايرفضه هذا التفسير وكذلك الابتعاد عن الجو التقليدي للتفسير الذي يعتمد الجانب التسلسلي ألتجزيئي دون حصول تمام الفائدة وكذلك انه أغنى عطاءا وأكثر قدرة على التحرك والإبداع وعلى تحديد المواقف النظرية الشاملة للقران وكذلك الشوط الزمني فيه اقصر مما هو عليه في الاتجاه الآخر من التفسير وكذلك هذا التفسير يعتبر حوارا مع القران وطرح الموضوعات عليه والمشاكل وهو يجيب أي بعنى استنطاق النص بشكل ايجابي وفعال

وأما طرق الخوض فيه فمرجعه إلى الإحاطة المجزية بأصوله العلمية وهذا سيتضح جليا من خلال المحاضرات الآتية اقصد بذلك التطبيقات على النصوص القرآنية حسب الموضوع المتناول    

مستويات التفسير للنص القرآني

هنالك عدة مستويات تناولت النص القران من جهة التفسير لكنه من زاوية واحدة دون غيرها حسب طبيعة المفسر وميوله العلمي فنجد أحيانا (النحوي والصرفي والبلاغي والدلالي والصوتي والواقعي الاجتماعي) فالتفسير النحوي يعتمد أحوال أواخر الكلم والإعراب وبيان مواقع الكلمات والجمل والتفسير الصرفي يعتني ببنية الكلمة ومظهرها الخارجي وبيان التحولات الحاصلة فيها والتفسير البلاغي يهتم بالحس الجمالي للنص من بيان ومعاني وبديع والتفسير الصوتي يهتم بأصوات الحروف ودلالاتها ومعرفة نفس الخطاب النازل من الباري سبحانه من الشدة والزجر والرقة والين والعذاب والعقاب والعطاء والجزاء والخوف

 

وأما كلامنا فهو في الواقعي الاجتماعي فهو جوهر التفسير الموضوعي وقطبه الذي يدور حوله ويبني أصوله عليه وحقيقته كما بينا إن فيه الواقعية والحركية مع كل جيل ينهل من القران حياته وسعادته فمن الواقع إلى القران لا من القران إلى القران فيكون القران منعزلا عن الواقع وهذا مايرفضه هذا التفسير وهو أغنى عطاءا وأكثر قدرة على التحرك والإبداع وعلى تحديد المواقف النظرية الشاملة للقران وكذلك الشوط الزمني فيه اقصر مما هو عليه في الاتجاه الآخر من التفسير وكذلك هذا التفسير يعتبر حوارا مع القران وطرح الموضوعات عليه والمشاكل وهو يجيب أي بمعنى استنطاق النص بشكل ايجابي وفعال مجرى التفسير فيه يكون كالتالي

1-اختيار أي موضوع اجتماعي وطرحه على القران ليخبرك عنه

2-أخبار القران بشكل كلي شامل لامنقطع جزئي كي تتحقق الفائدة منه 

3-جمع النتائج من مجموع النصوص التي ذكرت موضوعا واحدا والتأكد من سلامة الاستقراء لأنها تؤدي إلى سلامة النتيجة

4-مثالا توضيحيا لو كان الموضوع المطوح على القران هو( النفس) فان موضوع النفس مبثوث في القران بسور متعددة وبمعاني متعددة فالتفسير هنا يجمع الآيات المتحدثة عن النفس بكل أشكالها ثم يبدأ بعملية التفسير وجمع النتائج الشاملة عن الموضوع ومعرفة الوجه الحقيقي لهذا الموضوع فتكون عملية التفسير أسرع واشمل وأدق واضح بيانا عن غيره من التفسير 

5-الله تعالى يقول ((مافرطنا في الكتاب من شئ)) يعني لايوجد موضوع ليس له جواب في القران فلابد من إحياء القران وطرح عليه كل صغيرة وكبيرة ابتداءا من النفس الإنسانية وتركيبها وميولاتها الى القضايا الاجتماعية الكبرى في الهداية والدعوة الى الله تعالى والقضايا الرسالية والاقتصادية والسياسية وغيرها

6- الله تعالى ذكره يقول ((وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ)) يعلمنا التفسير الموضوعي للقران النظر الى صغائر الأمور كما ننظر الى كبارها لان المدار هو الرضا والسخط الإلهي فكم من حسنة نظنها لاشي فيها من الأجر إلا القليل أو عدمه ويكون أجرها عند الله سبحانه عظيم وكم من سيئة نظن أنها لاشي فيها من العقاب وهي مهلكة وعقابها كبير وكم من عمل عولت عليه سنين عمرك كلها وتركت ماهو اصغر منها ويوم تبلى السرائر فيكون ماعولت عليه لاشي أمام ماتركت من العمل استهانة بقدره وثوابه الذي يكون اقله الرضا من رب العباد جل شانه وملمح ذلك ان المفردة القرانية او الموضوع المتناول لوكان بفرده دون استقراء للايات الشريفة لم يكن الا ناقصا وغير مكتمل ولا يعار له اهمية كما لو كان بضميمة الايات المتحدثة عنه

 

فالمفسر يجب عليه الالتفات إلى الآيات المشابهة (من حيث اللفظ أو المحتوى)

القرآن الكريم كتاب هداية وتربية، فقد يطرح الموضوع الواحد في عدّة سور وتتناول كلّ سورة من السور جانباً من جوانب هذا الموضوع بصورة قد تتشابه في التفسير، فإذا أراد المفسِّر الشموليّة في فهم الموضوع، عليه أن يضع الآيات بعضها مع بعضها الآخر حتّى يتّضح معناها.

فقد تأخذ هذه الطريقة في الواقع اسم التفسير الموضوعي كما فعل ذلك آية الله مكارم الشيرازي في كتابه التفسيري (نفحات القرآن) وآية الله السبحاني في كتاب (مفاهيم القرآن)، أو قد تأخذ طابع التفسير الترتيبي فيما إذا قام المفسِّر بجمع آيات الموضوع الواحد في موارد مختلفة من التفسير، كما استخدم العلامة الطباطبائي هذه الطريقة في تفسير الميزان.

المثال الأوّل: قام العلامة الطباطبائي في الآية (29) من سورة البقرة بدراسة المباحث المتعلّقة بإعجاز القرآن والآيات الّتي جاءت حوله.

المثال الثاني: طريقة تفسير القرآن بالقرآن لها ثمرات عمليّة كثيرة في تفسير القصص القرآني فقد ذكرت قصّة النبيّ آدم عليه السلام وإبليس في الآيات (20ـ 38) من سورة البقرة، والآيات (11ـ 25) من سورة الأعراف، وكذلك وردت قصّة النبيّ موسى عليه السلام وإبليس في الآيات (103ـ 155) من سورة الأعراف،

والآيات (90ـ 98) من سورة طه، والآية (10) من سورة الشعراء فما بعد، فقد تناولت كلّ من هذه السور أحد المواضيع بصورة مختلفة ومن أبعاد وزوايا متعدّدة، فنضطر حينئذٍ لمراجعة جميع هذه السور للحصول على تفسيرها بشكل شمولي.

Powered by Vivvo CMS v4.7