• Post on Facebook
  • Twitter
  • pdf
  • نسخة للطباعة
  • save
الأكثر شعبية

أفذاذ من حوزة النجف الأشرف . الحلقة الثانية . الشيخ المفسر محمد جواد البلاغي

بواسطة |   |   عدد القراءات : 656
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
أفذاذ من حوزة النجف الأشرف . الحلقة الثانية . الشيخ المفسر محمد جواد البلاغي

 

عداد: نافع علوان الشاهين


 ثانياً/الشيخ المفسر محمد جواد البلاغي .....رائد حوار الاديان في النجف الاشرف


ولادته ونشأته العلمية

هو الشيخ محمد جواد بن الشيخ حسن بن الشيخ طالب البلاغي ،وال البلاغي من قبيلة ربيعة العربية ولد في مدينة النجف الاشرف عام 1280 هـ /1865م في ادى دور محلة البراق (1)

درس عند ايات الله العظام وكبار الفقهاء فقد تتلمذ على يد العلامة محمد طه نجف والحاج اغا رضا الهمداني والعلامة الخراساني صاحب الكفاية وقطن في سامراء عشر سنين حضر فيها دروس الميرزا محمد تقي الحائري الشيرازي (2)

وقد اتقن اللغة العبرية والسريانية والفارسية وشئ من الانكليزية اضافة للعربية ،تخرج من تحت منبره العديد من العلماء والفضلاء منهم السيد ابو القاسم الخوئي والسيد محمد هادي الميلاني والسيد عبد الاعلى السبزواري والسيد المرعشي النجفي والسيد عبد الرزاق المقرم والشيخ احمد امين الكاظمي صاحب(التامل في الاسلام)والشيخ علي الخاقاني صاحب(شعراء الغري)والشيخ محمد امين زين الدين والشيخ جعفر محبوبة صاحب(ماضي النجف وحاضرها)واخرون(3)

 

جهاده الفكري والسياسي

عاش الشيخ البلاغي في فترة سياسية حرجة شهدت انهيار الدولة العثمانية والحرب العالمية الاولى واحتلال العراق وثورة العشرين العراقية وتشكيل الحكومة العراقية وغيرها من الاحداث، ويمكن القول ان عصر الشيخ البلاغي يمثل اكثر العصور صعوبة واكثرها خطورة لان الامة كانت تعيش اشكالاً من الضعف والانحلال اضافة الى فقدان الكيان السياسي للمسلمين في وقت كان فيه العرب المستعمر في ذروة تألقه المادي والسياسي والاستعماري على حساب الشعوب الاسلامية الضعيفة(4)

هذه الاسباب وغيرها دفعت الشيخ البلاغي ليكون مجاهدا على اكثر من صعيد فكان من اوائل العلماء المشاركين في ثورة العشرين من اثارة العواطف وتأجيج المشاعر ضد الاحتلال الانكليزي (5)ولاجل ذلك هاجر الى الكاظمية وسكن فيها سنتين ثم عاد الى النجف الاشرف(6)

ولم يكتفي بالجهاد السياسي فقد حمل قلمه مدافعا عن الشريعة والدين وخصص جل وقته لمواجهة الانحرافات في عقائد الاديان الاخرى ودخل معهم حوارات فكرية وتعلم لاجل ذلك لغتهم السريانية القديمة ودخل بيعهم وكنائسهم واجتمع مع كبارهم وفحص بنفسه كتبهم (7)

وكتب في الرد على اليهودية والمسيحية والقاديانية والبابية والملاحدة والشيوعيون وقد وصلت كتبه الى اوربا واكتسبت شهرة عظيمة وترجمت الى اللغات الاجنبية (8)،حتى صار و المرجع الوحيد المتخصص في نقد العقائد الفاسدة للاديان والطوائف وكتب في ذلك عدة كتب تعد هي الوحيدة يومذاك لبيان اصول الديانات السماويةوقد اعتمد فيها المنهج العقلي والنقلي فضلا عن المنهج المقارن (9)

وكان شديد الصلة بالامام الحسين(ع) مدافعا عن الشعائر الحسينية والمواكب بشراسة وقد كان يتقدم المواكب في النجف الاشرف وكانت له في الحسين عقيدة راسخة وحب ثابت (10) وقدعنها بانها شعار المودّة في القربى وولاء اهل البيت الطاهرين ومواساة الامام المجاهد الشهيد المظلوم سيد شباب اهل الجنة وسبط رسول الله (11)

وكان شاعراً مجيداً وقد اشتهرت اشعاره في ال محمد وفي غيره ومنها قصيدته التي رثا فيها المجاهد السيد محمد سعيد الحبوبي وقال في مقدمتها:

شاقك البرق فاسرعت سباقا وتركت الصب يلتاع اشتياقا

وارحت العين في ربع الهدى فارث للفانين اذ اعيوا لحاقا

ورد على قصيدة ابن سينا في النفس التي يقول في مطلعها:

هبطت اليك من المحل الارفع ورقاء ذات تعزز وتمنع 

فكتب قصيدة كانت مقدمتها:

نعمت بان جائت بخلق المبدع ثم السعادة ان يقول لها راجعي (12)

 

مؤلفاته :

خط قلمه الشريف العشرات من الكتب المهمة والتخصصية في شتى صنوف المعارف كالتفسير والفقه والعقيدة والتاريخ ومن اشهر كتبه:

الاء الرحمن في تفسير القران وقد كتب له الشيخ مقدمة في علوم القران تعد من النوادر في بابها واختصاصها والتفسير للاسف لم يكتمل وهو مطبوع ومتداول الانز

الهدى الى دين امصطفى في الرد على النصارى بجزئين

الرحلة المدرسسة وهي وارية مفترضة للمقارنة بين الكتب السماوية الاربعة الانجيل والتوراة والزبور والقران 

رسالة في التوحيد والتثليث لنقد عقيدة التثليث 

انوار الهدى للرد عل الطبيعين والماديين وشبهاتهم الالحادية

نسمات الهدى ونفحات المهدي للرد على الكاتب زكي نجيب وشبهاته على عقيدة الامامية

وغيرها من الكتب التي طبعت مؤخرا من قبل العتبات المقدسة بموسوعة موحدة (13)

 

قالوا فيه:

وصفه تلميذه السيد ابو القاسم الخوئي بانه بطل العلم المجاهد وكان قد حضر دروسه في التفسير والكلام والمناظرة ودورة كاملة في الاصول (14)واستفاد منه في علمي الكلام ةالتفسير وتأثر بمدرسته الفكرية في تتبع شبهات الضلال والرد عليها (15) .

وقد وصف تلميذه الشيخ جعفر محبوبة فقال:حضرت بعضاً من دروسه واستفدت منه مدة فهو بقلمه سحبان الكتابة عنده اسهل من الخطابة ،كان لين العريكة خفف الروح منبسط الكف لايمزح ولايحب ان يمزح امامه تبدو عليه هيبة الابراروتقرأ على اساريره صفات اهل التقى والصلاح(16)

وقال تلميذه الشيخ علي الخاقاني:

بحر خضم لاساحل له يستوعب الخاطرة ويحوم حول الهدف ويصور الموضوع تصويرا دقيقاً (17)

ووصفه مؤلفاته باحث معاصر بانها امتازت بالغزارة وتنوع الموضوعات المبتكرة بعمق البحث وسلامة التعبير مع السهولة في البيان وحسن الوصف(18)

وفاته:

بعد صراع مع جملة من الامراض فاضت روحه الطاهرة الى بارئها في النجف الاشرف يوم 22 شعبان 1352 الوافق لعام 1933 م ودفن في الصحن العلوي الشريف في الحجرة رقم 7 (19)وكان يوم وفاته له صدى كبير في النجف الاشرف 

 

رسائل ومؤلفات عن حياته ومنجزاته الفكرية:

كًتبت عنه العيد من الدراسات والكتب والبحوث منها:

1-البلاغي مفسراً للدكتور علي الاوسي

2-منهج الشيخ البلاغي في نقد الفكر الديني اليهودي دراسة فلسفية للباحث ثائر عباس هويدي النصراوي

3- الشيخ البلاغي دراسة تاريخية للباحثة رغد فلاح عبد الخزرجي

4- علوم القران عند الشيخ البلاغي للباحث كنعان عبد كطافة

5-الفكر العقائدي عندالشيخ البلاغي دراسة علمية للباحثة يسرى علي الدلفي

6-الشيخ البلاغي وجهوده في علم الاديان للباحثة فاطمة محمد

7-الشيخ محمد جواد البلاغي ومنهجة في تفسير الاء الرحمن للباحثة انسام زيد

 

المصادر 

...........................................

١٠.غد الخزرجي-محمد جواد البلاغي دراسة تاريخية-ص27

٢.جعفر محبوبة –ماضي النجف وحاضرها-ج2-ص63

٣.نفس المصدر-ص 151

٤.رغد الخزرجي-مصدر سابق-ص19

٥.كنعان عبد كطافة-علوم القران عند الشيخ البلاغي-المقدمة

٦.كاظم الفتلاوي-مشاهير المدفونين في النجف الاشرف-ص306

٧.المصدر نفسه-ص306

٨.جعفر الدجيلي-موسوعة النجف الاشرف-المجلد 14-ص92

٩.جغد الخزرجي-مصدر سابق-ص75

١٠.جعفر محبوبة-مصدر سابق-ص62

١١.محمد الحسون-رسائل الشعائر الحسينية-ج2-ص329

١٢.جعفر محبوبة-مصدر سابق-ص64

١٣.كاظم الفتلاوي- مصدر سابق-ص307

١٤.رغد الخزرجي-مصدر سابق-ص51

١٥.ضياء الخبار -دوحة من جنة الغري-ص48

١٦.جعفر محبوبة-مصدر سابق-ص62

١٧.نفس المصدر-ص56ن

١٨.كنعان عبد كطافه-مصدر سابق-المقدمة.

١٩.كاظم الفتلاوي-مصدر سابق-ص307

Powered by Vivvo CMS v4.7