الغدير في القران الكريم

بواسطة |   |   عدد القراءات : 1310
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
الغدير في القران الكريم

 

بقلم فضيلة الشيخ عبد الحكيم الخُزاعي

 

نزلت في واقعة الغدير هذه الواقعة العقائدية آيات من القرآن الكريم وقد نزلت ايات قبل التبليغ وفي التبليغ وبعد التبليغ وقد أخرج المحدثون من السنة والشيعة الأحاديث التي تتعلق بهذه الآيات الكريمة.

الآية الأولى والتي نزلت قبل التبليغ: 

يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَ اللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكافِرِينَ .

فعن الامام 

الصّادق (علیه السلام)- أَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّوَجَلَّ عَلَی نَبِیِّهِ (صلی الله علیه و آله) بِکُرَاعِ الْغَمِیمِ یا أَیُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَیْکَ مِنْ رَبِّکَ فِی عَلِیٍّ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَ اللهُ یَعْصِمُکَ مِنَ النَّاسِ فَذَکَرَ قِیَامَ رَسُولِ اللَّـهِ (صلی الله علیه و آله) بِالْوَلَایَةِ بِغَدِیرِ‌خُمٍّ قَالَ وَ نَزَلَ جَبْرَئِیلُ بِقَوْلِ اللَّـهِ عَزَّوَجَلَّ الْیَوْمَ أَکْمَلْتُ لَکُمْ دِینَکُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَیْکُمْ نِعْمَتِی وَ رَضِیتُ لَکُمُ الْإِسْلامَ دِیناً بِعَلِیٍّ أَمِیرِالمُؤمِنِینَ (علیه السلام)فِی هَذَا الْیَوْمِ أَکْمَلَ لَکُمْ مَعَاشِرَ الْمُهَاجِرِینَ وَ الْأَنْصَارِ دِینَکُمْ وَ أَتَمَّ عَلَیْکُمْ نِعْمَتَهُ وَ رَضِیَ لَکُمُ الْإِسْلَامَ دِیناً فَاسْمَعُوا لَهُ وَ أَطِیعُوا تَفُوزُوا وَ تَغْنَمُوا.‌ تفسير اهل البيت عليهم السلام ج٤، ص١٤٦ - بحارالأنوار، ج٣٧، ص١٣٧/ الیقین، ص٢١٢

أما من طرق أهل السنة فقد 

 

أخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه وابن عساكر عن أبي سعيد الخدري قال : نزلت هذه الآية { يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك } على رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم غدير خم ، في علي بن أبي طالب . 

 

أخرج ابن مردويه عن ابن مسعود قال : كنا نقرأ على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم { يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك } أن علياً مولى المؤمنين { وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس } . الدر المنثور السيوطي تفسير سورة المائدة ج٥ ص ٣٨٣

وأخرج هذا الحديث غيره من المحدثين الكبار .

 

الآية الثانية والتي نزلت في التبليغ:

 

الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجانِفٍ لِإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ

وهو في الحقيقة جزء من اية ولكن الأحاديث تبين أنها نزلت في واقعة الغدير 

ففي حديث طويل عن الامام جعفر الصادق عليه السلام قال :

قَالَ (صلی الله علیه و آله) أَلَا مَنْ کُنْتُ مَوْلَاهُ فَهَذَا عَلِیٌّ (علیه السلام) مَوْلَاهُ اللَّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالَاهُ وَ عَادِ مَنْ عَادَاهُ وَ انْصُرْ مَنْ نَصَرَهُ وَ اخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُ ثُمَّ نَزَلَ مِنَ الْمِنْبَرِ وَ جَاءَ أَصْحَابُهُ إِلَی أَمِیرِالْمُؤْمِنِینَ (علیه السلام) وَ هَنَّئُوهُ بِالْوَلَایَةِ وَ أَوَّلُ مَنْ قَالَ لَهُ عُمَرُ‌بْنُ‌الْخَطَّابِ فَقَالَ لَهُ یَا عَلِیُّ (علیه السلام) أَصْبَحْتَ مَوْلَایَ وَ مَوْلَی کُلِّ مُؤْمِنٍ وَ مُؤْمِنَةٍ وَ نَزَلَ جَبْرَئِیلُ بِهَذِهِ الْآیَةِ: الْیَوْمَ أَکْمَلْتُ لَکُمْ دِینَکُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَیْکُمْ نِعْمَتِی وَ رَضِیتُ لَکُمُ الْإِسْلامَ دِیناً.‌ تفسير اهل البيت عليهم السلام ج٣، ص٥٧٦ - بحارالأنوار، ج٣٧، ص١٦٥/ جامع الأخبار، ص١٠.

أما من طرق أهل السنة

فقد أخرج 

الحافظ ابن مردويه الاصفهاني المتوفى 410، روى من طريق أبي هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري: إنها نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم غدير خم حين قال لعلي: من كنت مولاه فعلي مولاه، ثم رواه عن أبي هريرة وفيه: إنه اليوم الثامن عشر من ذي الحجة، يعني مرجعه عليه السلام من حجة الوداع . تفسير ابن كثير ج 2 ص 14 .

وقد اتفق أهل السنة والشيعة ان هذه الأية نزلت في حجة الوداع بل هي اخر ما نزل على بعض الآراء 

قال الإمام الصادق (عليه السلام) : (يقول الله عزوجل : لا أنزل عليكم بعد هذه ـ فريضة الولاية ـ فريضة ، قد أكملت لكم الفرائض) (الكافي : 1/289) .

 

الآية الثالثة التي نزلت بعد الغدير:

وَ إِذْ قالُوا اللَّهُمَّ إِنْ كانَ هذا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنا حِجارَةً مِنَ السَّماءِ أَوِ ائْتِنا بِعَذابٍ أَلِيمٍ . الانفال ٣٢ 

وظاهر الآية ان القائلين جماعة وان كانت الروايات تركز على شخص واحد

عَنْ أَبِی‌هُرَیْرَةَ قَالَ: طُرِحَتِ الْأَقْتَابُ لِرَسُولِ اللَّـهِ (صلی الله علیه و آله) یَوْمَ غَدِیرِ خُمٍّ قَالَ فَعَلَا عَلَیْهَا فَحَمِدَ اللَّهَ تَعَالَی وَ أَثْنَی عَلَیْهِ ثُمَّ أَخَذَ بِعَضُدِ أَمِیرِ‌الْمُؤْمِنِینَ عَلِیِّ‌بْنِ‌أَبِی‌طَالِبٍ (علیه السلام) فَشَالَهَا وَ رَفَعَهَا ثُمَّ قَالَ اللَّهُمَّ مَنْ کُنْتُ مَوْلَاهُ فَهَذَا

 

عَلِیٌّ (علیه السلام) مَوْلَاهُ اللَّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالَاهُ وَ عَادِ مَنْ عَادَاهُ وَ انْصُرْ مَنْ نَصَرَهُ وَ اخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُ فَقَامَ إِلَیْهِ أَعْرَابِیٌّ مِنْ أَوْسَطِ النَّاسِ فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّـهِ (صلی الله علیه و آله) دَعَوْتَنَا أَنْ نَشْهَدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ نَشْهَدَ أَنَّکَ رَسُولُ اللَّـهِ (صلی الله علیه و آله) فَصَدَّقْنَا وَ أَمَرْتَنَا بِالصَّلَاةِ فَصَلَّیْنَا وَ بِالصِّیَامِ فَصُمْنَا وَ بِالْجِهَادِ فَجَاهَدْنَا وَ بِالزَّکَاةِ فَأَدَّیْنَا قَالَ وَ لَمْ یُقْنِعْکَ إِلَّا أَنْ أَخَذْتَ بِیَدِ هَذَا الْغُلَامِ عَلَی رُءُوسِ الْأَشْهَادِ فَقُلْتَ اللَّهُمَّ مَنْ کُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِیٌّ (علیه السلام) مَوْلَاهُ فَهَذَا عَنِ اللَّـهِ أَمْ عَنْکَ قَالَ (صلی الله علیه و آله) هَذَا عَنِ اللَّـهِ لَا عَنِّی قَالَ اللَّهُ الَّذِی لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهَذَا عَنِ اللَّـهِ لَا عَنْکَ قَالَ اللَّهُ الَّذِی لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهَذَا عَنِ اللَّـهِ لَا عَنِّی وَ أَعَادَ ثَالِثاً فَقَامَ الْأَعْرَابِیُّ مُسْرِعاً إِلَی بَعِیرِهِ وَ هُوَ یَقُولُ اللهُمَّ إِنْ کانَ هذا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِکَ فَأَمْطِرْ عَلَیْنا حِجارَةً مِنَ السَّماءِ أَوِ ائْتِنا بِعَذابٍ أَلِیمٍ وَاقِعٍ قَالَ فَمَا اسْتَتَمَّ الْأَعْرَابِیُّ الْکَلِمَاتِ حَتَّی نَزَلَتْ عَلَیْهِ نَارٌ مِنَ السَّمَاءِ فَأَحْرَقَتْه.‌ تفسير اهل البيت عليهم السلام ج٥، ص٥٤٠ - بحار الأنوار، ج٣٧، ص١٧٣/ شواهد التنزیل، ج٢، ص٣٨٥؛ «بتفاوت»

 

وقال القرطبي في كتابه الجامع في أحكام القرآن بعد نقله الأقوال في الآية 

وقيل : إن السائل هنا هو الحارث بن النعمان الفهري . وذلك أنه لما بلغه قول النبي صلى الله عليه وسلم في علي رضي الله عنه : ( من كنت مولاه فعلي مولاه ) ركب ناقته فجاء حتى أناخ راحلته بالأبطح ثم قال : يا محمد ، أمرتنا عن الله أن نشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله فقبلناه منك ، وأن نصلي خمسا فقبلناه منك ، ونزكي أموالنا فقبلناه منك ، وأن نصوم شهر رمضان في كل عام فقبلناه منك ، وأن نحج فقبلناه منك ، ثم لم ترض بهذا حتى فضلت ابن عمك علينا ! أفهذا شيء منك أم من الله ؟ ! فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( والله الذي لا إله إلا هو ما هو إلا من الله ) فولّى الحارث وهو يقول : اللهم إن كان ما يقول محمد حقا فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم . فوالله ما وصل إلى ناقته حتى رماه الله بحجر فوقع على دماغه فخرج من دبره فقتله ؛ فنزلت : " سأل سائل بعذاب واقع " . الجامع لاحكام القرآن للقرطبي 

تفسير سورة الانفال .

 

الآية الرابعة سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ‌ . المعارج 

 

قال الشيخ ناصر مكارم الشيرازي عن سببب نزول الآية الكريمة: انها تشير أيضا إلى قصة النعمان بن حارث الفهري ثم نقل كلام العلامة الأميني قدس سره :

 

و ينقل «العلّامة الأميني» ذلك في كتابه (الغدير) عن ثلاثين عالما مشهورا من أهل السنّة (مع ذكر السند و النّص) و من ذلك:

 

‏تفسير غريب القرآن (للحافظ أبي عبيد الهروي).

‏تفسير شفاء الصدور (لأبي بكر النقاشي الموصلي).

‏تفسير الكشف و البيان (لأبي إسحاق الثعالبي).

‏تفسير أبي بكر يحيی (القرطبي).

‏تذكرة أبو إسحاق (الثعلبي).

‏كتاب فرائد السمطين (للحمويني).

‏كتاب درر السمطين (للشّيخ محمّد الزرندي).

‏كتاب السراج المنير (لشمس الدين الشّافعي).

‏كتاب (سيرة الحلبي).

‏كتاب نور الأبصار (للسّيد مؤمن الشبلنجي).

‏و كتاب شرح الجامع الصّغير للسيوطي من (شمس الدين الشّافعي و غير ذلك. الغدير ج١ ص ٢٣٩ _٢٤٦.

 هذه أبرز الآيات القرآنية التي لها مساس مباشر في واقعة الغدير وهذا لا يعني عدم وجود غيرها فهناك الكثير من الآيات التي ترتبط بالولاية فهناك أية الولاية والمودة وأغلب القرآن نزل في أهل البيت عليهم السلام.

نسال الله ان يجعلنا من شيعة امير المؤمنين عليه السلام

Powered by Vivvo CMS v4.7