امام الرحمة ,وقائد الخير, ومفتاح البركة

بواسطة |   |   عدد القراءات : 1337
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
امام الرحمة ,وقائد الخير, ومفتاح البركة

 

 

بقلم فضيلة الشيخ عبد الحكيم الخزاعي 

 

بهذه الكلمات الرائعة يصلي الامام السجاد عليه السلام في الصحيفة السجادية على النبي محمد صلى الله عليه واله , ويريد بذلك تعريف الامة بنبيها حتى تتأسى به في هذه الصفات العظيمة التي تحتاجها دائما بل تحتاجها جميع البشرية .

1. امام الرحمة : يقول القران الكريم عن هدف وفلسفة ارسال النبي صلى الله عليه واله (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) وهذا الاسلوب يفيد الحصر اي ان الامر الوحيد الذي ارسل الله نبيه له هو ( الرحمة) كيف لا والله هو ( الرحمان الرحيم) هذه الكلمة التي افتتح الله بها كل سور القران الكريم ,والرحمة هي كما يقول العلامة الطبأطبائي قدس (افاضة النعمة على مستحقها وإيصال الشيء إلى سعادته التي تليق به) تفسير الميزان ج7 ص13.

فالله افاض رحمته على العباد واعظم نعمة افاضها هي نعمة النبي محمد صلى الله عليه واله لانه من خلاله تتم رحمة العباد تكوينيا وتشريعيا ,بل حتى العذاب مرتفع ببركة وجوده (ومَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ ۚ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ) لذا عبر عنه امير المؤمنين بانه امان ( كَانَ فِي الأرْضِ أَمَانَانِ مِنْ عَذَابِ اللهِ سُبْحَانَهُ، وَقَدْ رُفِعَ أَحَدُهُمَا، فَدُونَكُمُ الآخَرَ فَتَمَسَّكُوا بِهِ: أَمَّا الأمَانُ الَّذِي رُفِعَ فَهُوَ رَسُولُ اللهُ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ). وَأَمَّا الأمَانُ الْبَاقِي فَالاسْتِغْفَارُ، قَالَ اللهُ عَزَّوَجَلَّ: (وَمَا كَانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللهُ مُعَذِّبَهُمْ وهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ(نهج البلاغة .

فوجوده رحمة وكتابه رحمة وشريعته رحمة ووفاته رحمة حيث صلاتنا تصل اليه وزيارتنا واعمالنا تعرض عليه فيستغفر لنا وهكذا شفاعته الكبرى حيث اشتهر عنه صلى الله عليه واله ( ادخرت شفاعتي لاهل الكبائر من امتي)

وما احوجنا لهذه الصفة في هذه الازمنة التي انتشر فيها العنف والبغض والكره والحقد على جميع المستويات وهذه امته تقطعت بينها السبل وانتشر فيها التباعد وتقطعت شيعا بل نشبت بينها الحروب , وما احوج الفرد والعائلة والمسؤول والدولة لهذه الصفة صفة الرحمة وما احوجنا لنشر هذه الثقافة في جميع المستويات وعلى كافة الاصعدة فنحتاج الى الفكرة الرحيمة , والسلوك الرحيم , والام الرحيمة , والاب الرحيم , والقائد الرحيم متأسين برسول الله صلى الله عليه واله فهو قدوة واسوة .

2. قائد الخير : ما اجملها من عبارة انه يقود الخير بينما نحن نرى ونقرأ ونسمع ونعيش في الغالب مع قائد الشر واي خير اعظم من الهداية الالهية حيث استنقذ الامة من الضلالة , وكانت تعبد الاصنام فحطمها في عقلها فحطمتها هي خارجيا , واي خير اعظم من ان يجمعهم بعد الفرقة فان اشر الشرور هي الفرقة (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) واكبر الخير هو التأليف بين القلوب ببركة النبي صلى الله عليه واله وهاهي الصديقة الزهراء تصفه باعظم الاوصاف (ابتعثه الله إتماماً لأمره ، وعزيمة على إمضاء حكمه ، وإنفاذاً لمقادير حتمه ، فرأى الأُمم فرقاً في أديانهم ، عُكَّفاً على نيرانها ، عابدة لأوثانها ، منكرة لله مع عرفانها ، فأنار الله بأبي ، محمّد ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ ظُلَمَها ، وكشف عن القلوب بهمها ، وجلا عن الأبصار غممها ، وقام في الناس بالهداية ، فأنقذهم من الغواية ، وبصّرهم من العماية ، وهداهم إلى الدّين القويم ، ودعاهم إلى الصّراط المستقيم. الخطبة الفدكية

فبعثته خير ووجوده خير وبركة واهل بيته خير وشريعته خير للامة وقرانه اعظم الخير بحيث لو سارت الامة وفقه نهجه لرات الخير في الدنيا والاخرة

وما احوجنا للخير وترك الشر ما احوجنا لتعاليم الاسلام في الاخوة والمحبة واشاعة المعروف والابتعاد عن المنكر فالشرور بجميع انواعها قد انتشرت والخير كله في شريعة النبي محمد ص فهو قد حرم الشر ومسبباته قد حرم القتل وحرم الغيبة والنميمة وظن السوء ,وحرم المسكرات والربا والزنا وقذف المحصنات , ودعوته كلها خيرا وشريعته سمحة فيها البركات والخيرات الدنيوية والاخروية (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَىٰ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ) .

3.مفتاح البركة: ما اعظمها من ثلاثية ( الرحمة والخير والبركة) وما احوجنا ان تكون حياتنا وفق هذه البركات تظللنا رحمة وبركة النبي صلى الله عليه واله , فالرحمة تقود الى الخير لانه اذا سادت الرحمة استقر الخير في الحياة واذا ساد الخير ظهرت البركات والنبي صلى الله عليه واله مفتاح البركة اي ان كل بركة فمفتاحها النبي ص فكل البركات تبقى مغلقة من دونه فهو قد فتح لنا كل البركات المعنوية العظيمة وكل بركة من دون ذكره لاتنزل ففي الصلاة عليه تفتح البركات .

والبركة كما يذكر العلماء هي ثبوت الخير الالهي ودوامه واستمراره وثباته معنويا وحسيا , ولاشك انه ببركة النبي ص ثبتت البركة الالهية وازدادت ونمت وعظمت وظهرت جميع الخيرات فقد بوركت الامة بكيانها العظيم , وبوركت بعددها , وبوركت بعلومها الالهية وبوركت بايمانها فهي مباركة وكتابها مبارك .

وما احوجنا لهذا المفتاح وما اشد حاجتنا للنبي صلى الله عليه واله , وما اكثر تعطشنا لبركته وبركة تعاليمه .

ولاشك ان كل البركة تنتظرنا على يد ولده القائم الحجة الذي ستظهر البركات المعنوية والمادية على يديه .

نسأل الله ان يعرفنا مقام النبي صلى الله عليه واله وان يرزقنا شفاعته بحق اله الكرام .

والحمد لله رب العالمين

عبد الحكيم الخزاعي 27صفر1445

 

Powered by Vivvo CMS v4.7