الشيعة والتفسير الترتيبي
الشيعة والتفسير الترتيبي
قد تعرّفت على أنّ المنهج الراسخ بين القدماء وأكثر المتأخّرين هو التفسير الترتيبي، وقد قام فضلاء الشيعة من صحابة الامام علي والتابعين له إلى العصر الحاضر، بهذا النمط من التفسير إمّا بتفسير جميع سوره، أو بعضها والغالب على التفاسير المعروفة في القرون الثلاثة الاُولى، هو التفسير بالأثر، ولكن انقلب النمط إلى التفسير العلمي والتحليلي من أواخر القرن الرابع. فأوّل من ألف من الشيعة على هذا المنهاج هو الشريف الرّضي (357 ـ 406) مؤلّف كتاب «حقائق التأويل» في عشرين جزءاً ثمّ جاء بعده أخوه الشريف المرتضى فسلك مسلكه في أماليه المعروفة بالدرر والغرر. ثمّ توالى التأليف على هذا المنهاج من عصر الشيخ الأكبر الطوسي (385 ـ 460) مؤلّف «التبيان في تفسير القرآن» في عشرة أجزاء كبار، إلى عصر هذا.
فقد قامت الشيعة في كل قرن بتأليف عشرات التفاسير وفق أساليب متنوّعة، ولغات متعدّدة. لا يحصيها إلاّ المتوغّل في المعاجم ورفوف المكتبات.
ولقد فهرسنا على وجه موجز أسماء مشاهير المفسّرين من الشيعة وأعلامهم في 14 قرناً، وفصلنا كل قرن عن القرن الآخر واكتفينا بالمعروفين، لأنّ ذكر غيرهم عسير ومحوج إلى تأليف حافل. فبلغ عددهم 122 مفسّرا. ومن أراد الالمام بذلك فعليه الرجوع إلى المقدمة الّتي قدّمناها لتفسير التبيان للشيخ الطوسي ولأجل ذلك نطوي الكلام في المقام