• Post on Facebook
  • Twitter
  • pdf
  • نسخة للطباعة
  • save

ما هو هدف رجل الدين - سماحة السيد محمد محمد صادق الصدر

بواسطة |   |   عدد القراءات : 1021
حجم الخط: Decrease font Enlarge font

هدف رجل الدين



أعوذ بالله من الشيطان اللعين الرجيم

توكلت على الله رب العالمين

وصلى الله على خير خلقه محمد وآله أجمعين

بسم الله الرحمن الرحيم



أنا بالأمس ما جئت الى الدرس عن علم وعمد, في الحقيقة قصاصا عن غيابكم يوم السبت, كما إنكم تركتموني عن علم وعمد في الأعم الأغلب, كذلك ينبغي أن أترككم, لأنكم تركتموني درسا واحدا, إذن أترككم درسا واحدا, لا حاجة الى أن أترككم كثيرا, لان هذا فيه مفسدة عامة.

في الحقيقة أنا ما ذكرت التعطيل يوم الأربعاء, وأيضا سألوني ثلاثة أو اكثر انه: يوجد درس يوم الأحد قلت: يوجد درس يوم الأحد, وكذلك عادتي في السنين السابقة أو في الحقبة السابقة ــ لو صح التعبيرــ على انني ادرس في التحصيل بين التعطيلين حرصاً على كثرة الحصص الدرسية وحرصاً على هذه الحياة التي تعد بالأصابع، الإنسان إذا مضى عمره غير مستفيد لا في الدنيا ولا في الآخرة فقط يأكل وينام, إذن لماذا خلقنا ولماذا هكذا تكون الحوزة، ولماذا التحقنا بالحوزة، ولماذا هكذا زعمنا لا نفسنا إننا نخدم الله ورسوله.

إن قلت: إن الآخرين عطلوا فينبغي التعطيل أو هناك ظن راجح على التعطيل, هذا الظن الراجح طبعا أنا أقمت قرينه ضده، أنا قلت أدرس، وكذلك تعطيل غيري ليس حجة عليَّ إن كان غيري ينظر بمنظار آخر إلى الحوزة، فانا أيضا انظر بمنظار آخر إلى الحوزة غير منظار الآخرين, وان شاء الله لا يكون طرفة عين في حياتي أني انظر بمنظار الآخرين، قلت في يوم السبت ــ كان جماعة قليلة حاضرين ربما ثلاثة بالمائة أو خمسة بالمائة من مجموع الطلاب ــ قلت لهم ما مضمونه: أنا احمد الله واشكره على أن مرجعيتي على خلاف المشهور عن علم وعمد لا نني اعلم أن المشهور فيه الظلم لكم ولي, إذن فينبغي تغيير الواقع الحوزوي عن واقعه كل ما في الموضوع ــ من قبيل يقول العامي إن اليد الواحدة لا تصفق ــ أنا وحدي لا استطيع أن اعمل شيئا وإنما بالتعاون إذا كنا نقدم مصالحنا الشخصية فهذا من مصالحنا الشخصية صحيح أنا أقول مصلحة عامة, لكن لكل فرد منكم.

إذن, فهذا يعود لكم نفعه علماً وعملاًَ أي شيء تعبر في رضا الله سبحانه وتعالى، أنا ما أردت لكم شرا حتى تعصوني، اعصوني أنا ما أسوى, والحصة الواحدة أيضا فلتترك، لكنه هذا يعبر عن كبرى عامة وهو إننا لا نتحرك الا بالخوف او بالطمع, هل هذه جيدة الى متى نبقى هكذا؟!!.

انه أي شيء غير مهم الا أن يرجع إلى مصالحنا الشخصية الاقتصادية, إذا كنا هكذا فعلى أهل الدنيا العفا, القضية لا تحتاج إلى اعتذار؛ لأنه [وَمَا ظَلَمُونَا وَلَـكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ]([١]) كل واحد يعتذر إلى نفسه ولا يعتذر اليَّ، أنا لم افعل شيئاً ولا أنت فعلت شيئاً تجاهي وإنما ظلمت الله ورسوله لماذا، لأنه إذا يتجمع توجيهات ــ لو صح التعبير ــ أو نصائح غير مجزية وغير مؤثرة, إذن فسوف نصل الى نتيجة مظلمة, سوف نستحق البلاء الآتي كما استحققنا البلاء الماضي، لا ينبغي أن نقول وأنا أجلكم عن هذا: إن النصائح الأخلاقية لا تؤثر، لا إن شاء الله تؤثر من الماضي والى الآن والى المستقبل إن شاء الله تؤثر، إما أن يكون الإنسان نموذجا لا تؤثر فيه المواعظ الأخلاقية, والنصائح والتوجيهات فشيء مؤسف لا ينبغي أن أكون أو تكونوا على هذا الغرار نسمعها هنا ثم ننساها في الشارع, ننساها في دروسنا ننساها في أسرتنا ننساها في علاقاتنا, كل هذا من الأخطاء, الله تعالى يريد أن يرانا حيث طلبنا ويفقدنا حيث نهانا, من جملة الأشياء انه نتعاون في الحوزة لأجل بناء الحوزة لا اكثر ولا اقل, لأجل ترتيبها بالشكل الذي تصان عن الضرر والخطأ, انه شخص مثلا صار له ثلاث سنين لم ينه الاجرومية, هل هذا إنصاف منه ؟ أو مثلا: صار له ثلاثين سنة ولم ينه المكاسب لا يصح ذلك, لا يصح ذلك هذه نماذج مضرة اكثر من كونها مفيدة، وأي واحد منا يريد أن نكون مفيدين اكثر مما نكون مضرين، صحيح توجد نفس أمارة بالسوء لكن النهاية الضرر لابد منه، لكنه على الأقل نفعها اكثر من ضررها, لا نكن كالخمر ضررها اكثر من نفعها،لا، ينبغي أن تكون لنا أسوة برسول الله (ص) وبأمير المؤمنين اللذين لهم نفع وليس بهم ضرر، لا يهم، فينا نفع وفينا ضرر، لكنه كلما تعمدنا أن يكون ضررنا اقل ونفعنا اكثر يكون أحسن بطبيعة الحال.

مداخلة من احد الطلبة : مولاي هل تسمح لي بهذا السؤال.

[الصدر المقدس]: تفضلوا .

الطالب : مولاي نحن نطلب رضا الله سبحانه وتعالى بتوجيهكم وان شاء الله فيه فائدة، ولكن هناك ملاحظة تفضلتم وهي إن يوم التعطيل الواحد يؤثر بالحوزة لكن هناك بعض رجال الدين يخرجون في العطل إلى بعض المناطق للإرشاد, والتوكيل فيهم وإذا لم تكن هناك عطلة من الصعب أن يعود ثم يرجع, فهنا يمكن أن تكون الفائدة عامة وإذا سمحتم لهم أن يذهبوا تكون الفائدة واحدة ولا اعرف رأيكم الأخير.

[الصدر المقدس]: متفضلين بالحقيقة أنا لي رأي بالتفصيل؛ لان الهدف من الحوزة أهداف متعددة مرة الاجتهاد ومرة التبليغ ومرة التأليف مرة الخطابة كلها أهداف وأنا كنت أتمنى لو كانت الظروف الاجتماعية تسمح ينبغي أن يتربى الطلبة يكرسون جهدهم في الحوزة لأجل هدف معين, ( اجعل همك هما واحدا) مثلا يريد أن يكون (روزخون)[[٢]], يربى على هذا الأساس الى أن يبرع فيه, أو يريد أن يكون مجتهدا يربى على هذا الأساس الى أن يبرع فيه, لكنه ــ حسب فهمي ــ حسب الظاهر إن الظروف الاجتماعية لا تسمح بذلك, فمن هذه الناحية عدم النظام لا زال محفوظا, لكن مع ذلك القول بالتفصيل موجود, وهو انه من يطلب الاجتهاد يبقى ويدرس.

وليس المخاطب بهذا الا من طلب الاجتهاد, والمفروض فينا جميعا اننا نطلب الاجتهاد, أنا هذا الذي آخذه مُسلَّم, بقي إذا كان طلبة مسؤوليتهم الشرعية أو أحيانا وربما في كثير من الأحيان مسؤوليتهم الدنيوية على أن يذهبوا الى الخارج ويجمعوا الحقوق ويصلوا جماعة هذا باب آخر, حتى من يقرأ الاجرومية, أمس لبس العمامة واليوم يذهب فكيف بمن حضر البحث الخارج.
أنا لا دخل لي بهؤلاء , هؤلاء يجعلون هناك تزاحم بين أهمية درسهم وأهمية وظيفتهم إن كانت إن شاء الله وظيفة شرعية ولعله ٧٠% منه ليست وظيفة شرعية لكنه إن كانت وظيفة شرعية يجعلون ذاك أهم من هذا ويتركون الدرس هذا مسؤوليته عليهم, وهذا لا ينتج أن ٣% من الحاضرين يوم السبت لا ٥٠ أو ٦٠ اقل اكثر ٢٠% له باب وجواب, ولو حضر ٢٠% لدرست وأعطيت مادة فقهية, والدرس لمن حضر وليس معاتبا إذا خسر, لكنه كثيرين سبحان الله أيضا أجلكم عن ذلك انه لا تفوتني المادة الفقهية لا يهم درس يوم غير لازم, كأنها دراسة رسمية لأنه لا يؤثر في النجاح والرسوب في حين ان النجاح أمام الله دقي وليس عرفي وليس عقلائي أو تسامحي بهذا المعنى.

([١]) سورة البقرة : الآية ٥٧.

[[٢]] اسم فارسي لخطباء المنبر الحسيني , والتسمية منقولة من كتاب اسمه روضة خوان التي تعني بالعربية روضة الشهداء كتبه الملا حسين ألكاشفي (ت: ٩١٠) باللغة الفارسية و لما كان هذا الكتاب يحتوي على الكثير من المراثي أصبح المادة الرئيسية لقراء المراثي الحسينية, ولما كانوا يقرؤونه على المنبر قراءةً كما هو, صار يطلق على قراء التعزية قراء الروضة, أي روضة خوان. انظر بصدده أيضا الملحمة الحسينية للشهيد مرتضى مطهري , ج٣ص ٢٦٣. 

Powered by Vivvo CMS v4.7