رسائل من القافلة ... الرسالة الأولى
بقلم الشيخ يقظان الخزاعي
اخر كتاب ورد للإمام عليه السلام من شبث بن ربعي، والحجاج بن ابجر ويزيد بن الحارث وعزرة بن قيس وعمرو بن الحجاج ومحمد بن عمير بن عطارد وفيه: ان الناس ينتظرونك لا رأي لهم غيرك فالعجل العجل يا ابن رسول الله فقد اخضر الجناب واينعت الثمار وأعشبت الارض وأورقت الاشجار فأقدم اذا شأت فإنما تقدم على جند لك مجندة.
وبين ليلة وضحاها انقلبت الامور
وفي يوم العاشر من المحرم أصبح هؤلاء في معسكر يزيد لعنه الله ..
فقال لهم الامام عليه السلام: (( فإنْ كنتم في شكّ من هذا القول، أفتشكّون أثراً ما أنّي ابن بنت نبيّكم ؟! فو الله، ما بين المشرق والمغرب ابن بنت نبيّ غيري منكم ولا من غيركم، أنا ابن بنت نبيّكم خاصّة.
أخبروني: أتطلبوني بقتيل منكم قتلته ؟! أو مال لكم استهلكته ؟! أو بقصاص من جراحة ؟! ))
قال: فأخذوا لا يكلِّمونه.
قال، فنادى عليه السلام: (( يا شبث بن ربعي ويا حجّار بن أبجر ، ويا قيس بن الأشعث ويا يزيد بن الحارث ، ألمْ تكتبوا إليَّ أنْ قد أينعت الثمار واخضرّ الجناب وطمت الجمام ، وإنّما تقدم على جند لك مجنَّد فأَقْبِلْ ؟! )) .
قالوا له: لمْ نفعل. فقال عليه السلام: ( سبحان الله ! بلى، والله لقد فعلتم )
*الرسالة الأولى*
مهما كانت أعمال الانسان حسنة من عبادات وطاعات ومعاملات عليه أن يدعو بحسن العاقبة والثبات عليها فالأمور بخواتيمها فقد ورد في دعاء أبي حمزة الثماليّ:"اللّهمّ ألحقني بصالح من مضى، واجعلني من صالح من بقي وخذ بي سبيل الصالحين، وأعنّي على نفسي بما تُعين به الصالحين على أنفسهم، ولا تردّني في سوء استنقذتني منه أبداً، واختم عملي بأحسنه، واجعل ثوابي منه الجنّة، برحمتك يا أرحم الراحمين. اللّهمّ إنّي أسألك إيماناً لا أجل له دون لقائك، أحيني ما أحييتني عليه، وتوفّني إذا توفّيتني عليه، وابعثني إذا بعثتني عليه.
*نسأل الله لنا ولكم حسن العاقبة*