وقفات في حياة الامام الحسين (عليه السلام)
بقلم الشيخ عبد الحكيم الخُزاعي
خطب الحسين عليه السلام فقال:
أيّها الناس إنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: من رأى سلطانا جائراً مستحلاً لحرم الله ناكثاً لعهد الله مخالفاً لسنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يعمل في عباد الله بالاثم والعدوان فلم يغيّر عليه بفعل ولا قول كان حقا على الله أن يدخله مدخله، ألا وإنّ هؤلاء قد لزموا طاعة الشيطان وتركوا طاعة الرحمن وأظهروا الفساد وعطلوا الحدود واستأثروا بالفيء وأحلّوا حرام الله وحرّموا حلاله، وأنا أحقّ من غيّر".
*إرادة التغيير (أنا أحق من غَيّر)
طبيعة الإنسان في هذه الحياة انه اتكالي لا أبالي يلقي دائما كله على غيره ويهرب من التكليف الشرعي والعقلي،فالمهم هو مصالحه الشخصية اما الشعور الاجتماعي والحس التغييري والسعي للاصلاح فهو يختص بقلة قليلة جدا لذلك دائما ما كان الظلم والانحراف هو المسيطر على ربوع البشرية
بينما نجد المجتمعات التي نما فيها الحس الجماعي والشعور بالظلم مع إرادة قوية للتغيير قلّ فيها الظلم واستقرت .
*واقع الحياة في زمن الحسين عليه السلام
لقد فعل بنو أمية أفعال كثيرة جعلت المجتمع خائفا مترردا لا يملك أدنى إرادة للتغيير ولم يكن هناك من طريق سوى عمل ثوري يقوم به قائد يغير ويحرك المجتمع ويكون كالفداء لهذه الحركة والإرادة
ومن غير الحسين عليه السلام اولى بذلك؟ فهو ابن رسول الله صلى الله عليه وآله وابن امير المؤمنين عليه السلام وابن فاطمة وهو من تربى في بيت الإرادة وبيت التغيير رأى جده رسول الله صلى الله عليه وآله يجابه القوى المتعددة وينتصر عليها ورأى اباه امير المؤمنين عليه السلام يجابه الناكثين والقاسطين والمارقين وينتصر عليهم و لولا غدر الخارجي لازاح كل هذه الطبقات من المجتمع وتحرر منها وانطلق في حياته حرا كريما
وهكذا رأى اخاه الحسن عليه السلام يواجه ويجابه معاوية إلى أن حدث ما حدث
فهل يتراجع وهل يبقي التغيير على غيره وهل يقول أنا غير مكلف باعتبار أن الأمة بايعت فهل يسقط التكليف عن نفسه ؟
مستحيلٌ ان يكون ذلك في ابجديات الحسين عليه السلام كيف وهو يروي عن جده رسول الله صلى الله عليه وآله هذا الحديث - الذي تصدرت به المقالة - وان من يصمت يكون مع الطاغية واي طاغية أنه يزيد بن معاوية فهل يحشر الطهر مع الدنس هل يكون سيد شباب اهل الجنة مع سيد شباب اهل النار ؟
لقد قال أنا أحق بالتغيير وفعلا نهض بذلك خير نهضة .
*معالم التغيير الحسيني
• التغيير الثقافي وهذا ماقام به طيلة فترة إمامته في زمن معاوية ثم في زمن يزيد هذه الثورة الثقافية التي تركت لنا وثائق مهمة عن حركة الحسين عليه السلام تحتاج إلى دراسة شاملة وليست هي بمعزل عن
الحدث
الثورة
الدم
بل هي مقدمة وشارحة للثورة لقد فضح الحسين عليه السلام معاوية ثم فضح يزيد ثم بين أسس نهضته المباركة ثم بين أخطاء وباطل القوم في جميع المستويات ثم بين أصحابه وأهل بيته ومعسكره.
وبيّن الجيش المقابل وبيّن سبب النهضة ثم النتيجة بعد ذلك .
• التغيير المجتمعي وهذا قام به طيلة نهضته المباركة منذ خروجه إلى مكة ثم رحيله إلى العراق أراد صياغة مجتمع آخر لذلك جاء معسكره نموذج حي لهذا المجتمع حيث الأهداف الواحدة ذات الطابع الإنساني بعيدا عن نماذج ضيقة لذلك قبل في معسكره المخالف والمؤالف بل من غير دين آخر .
• التغيير الثوري تغيير الدم حيث لم يبق أمام الحسين عليه السلام سوى أن يجاهد ويقتل في سبيل الله تعالى ويكون هذا القتل مقدمة لإحداث تغيير اسلامي وإنساني كبير فلما لا يقدم عليه السلام وهو الذي يتمنى الشهادة؟