رسائل من القافلة الرسالة الرابعة
بقلم الشيخ يقظان الخُزاعي
من رسائل القوم للإمام الحسين عليه السلام:
(عجل القدوم يا ابن رسول الله فان لك بالكوفة مئة سيف فلا تتأخر)
فساء هذا الكلام جماعة ممن لهم هوى مع بني امية منهم عمر بن سعد بن ابي وقاص وعبد الله بن مسلم بن ربيعة الحضرمي وعمارة بن عقبة بن ابي معيط فكتبوا الى يزيد يخبرونه بقدوم مسلم عليه السلام واقبال اهل الكوفة عليه وان النعمان بن بشير لا طاقة له على المقاومة.
فأرسل يزيد على سرجون مولاه يستشيره وكان كاتبه وانيسه فقال سرجون عليك بعبيد الله بن زياد قال انه لا خير عنده.
فقال سرجون لو كان معاوية حياً واشار عليه به أكنت توليه؟ قال نعم
فقال هذا عهد معاوية اليه بخاتمه ولم يمنعني ان اعلمك به الا معرفتي ببغضك له فانفذ اليه وعزل النعمان بن بشير وكتب اليه: اما بعد فان الممدوح مسبوب يوماً وان المسبوب يوماً ممدوح وقد سمي بك الى غاية انت فيها كما قال الاول.
الرسالة الرابعة:
الطواغيت والظلمة لا يهمهم سمعة وتاريخ من يعمل معهم مهما كانت لانهم من سنخٍ واحد فلكي يتمكنوا من السيطرة على مقدرات الناس وبسط نفوذهم فانهم سيستخدمون كل الوسائل للحصول على أهدافهم حتى لو كانت تلك الوسائل غير نظيفة فكان الفساد ينحدر من نفس قصور بني امية التي هي قصور الخلافة فتنصيب المسؤول ليس على أساس الكفاءة والمهنية وانما على أساس طاعته للحاكم فتجد بني أمية يُنصّبون زياد بن ابيه والحجاج وبسر بن ارطاة وغيرهم كل ذلك لكي يستوي لهم الملك.