الحرية في المنظور الحسيني (كونوا أحرارا)
بقلم الشيخ عبد الحكيم الخُزاعي
ثورة الحسين عليه السلام ثورة شاملة على المستوى الاجتماعي باشكاله المتعددة وعلى المستوى الفردي ،وهنا جوهر التغيير، تغيير الفرد من حيث الذات الإنسانية في عمق وجودها وهي أن تملك الحرية الذاتية كما خلقها الله .
بعيدا عن الجبر الكلامي والاجتماعي الذي كان ينادي به الناس دائما في قبال حركة الإصلاح للانبياء عليهم السلام ،حيث يتحججون بالجبر الاجتماعي ونظرية الملأ وأنهم على آثارهم مهتدون .
جوهر الإصلاح الديني هو هذا رجوع الفرد إلى العقل حتى يتفكر والى حريته حتى يختار بعيدا عن المسبقات الذهنية والانتماء الضيق ،لذلك يقول القران الكريم عليكم بالتفكير والتدبر وان تقوموا لله ، وان تختاروا وتخرجوا على الجماعة اذا كانت منحرفة باطلة وما قصص الانبياء والمرسلين والاولياء في القران الكريم الا هذا الاختيار والعزلة الابراهيمية والموسوية واليوسفية الا ذلك ...
الحسين عليه السلام امام الحرية :
لقد أراد الحسين عليه السلام للأمة أن تكون حرة وللافراد إن يكونوا كذلك ،لذلك خاطب الجموع بخطاب العقل ، وخاطب الأفراد كذلك وما (الحر بن يزيد الرياحي أو زهير بن القين) الا نماذج لتحريك الإرادة الحرة ،واستخدام لمنطق العقل ورحلة وبينونة أخرى في قبال الجماعة المنحرفة ، وهذا عمق الإصلاح الحسيني ...
"ان حرية الحسين عليه السلام حرية مسؤولة تحت إطار العقل والشرع وليست حرية منفلتة انها قيمة عظيمة للتغيير وليس قيمة بما هي هي ، لذلك لما يقول كونوا أحرارا اي كونوا مسؤولين عن حريتكم اختاروا ماهو الاصلح والاوفق لكيانكم الإنساني "
إن خطاب الحسين عليه السلام بالحرية في مجتمع العبيد هو ثورة بحد ذاته فقد تعلمت هذه الجموع أن تسمع خطاب العبودية خطاب الطاعة خطاب عدم شق عصا الأمة والدخول في ما دخل فيه الناس ولو ذهب بالناس.
ونحن نتصور هذه الحرية التي نادى بها سيد الشهداء عليه السلام بأشكالها المتعددة :
• الحرية الفردية.
• حرية الأمة في تقرير مصيرها.
• الحرية الدينية والمذهبية وعدم قتل الناس وجبرهم كما فعل بنو أمية.
• الحرية السياسية حيث الناس احرار في ما يختارون دون عنف أو جبر بالانتماء للحزب الأموي وتقتيل باقي الانتماءات والجور عليها.
علينا أن ندرس الثورة الحسينية من خلال منطلقاتها التي نادى بها سيد الشهداء عليه السلام وقيمة الحرية وارسائها في المجتمع الإسلامي في قبال عبودية الجماعة والحاكم الظالم الذي طلب من الناس بيعتهم كعبيد وبايع الناس آنذاك حتى الكبار منهم مع شديد الأسف واحدة من هذه المنطلقات العظيمة التي ضحى الامام الحسين عليه السلام لأجلها،لذلك المجتمع الحسيني مجتمع حر بهذه الحرية الواعية العظيمة .