العزّة، ورفض الذل والهوان في مدرسة أبي الأحرار
(العزّة، ورفض الذل والهوان في مدرسة أبي الأحرار )
بسمه تعالى
العزّة: حالة مانعة للإنسان من أنْ يُغلب. من قولهم: أرض عزاز. أي: صلبة).
والعزة في المنهج القرآني إنَّما تكون لله تعالى ورسوله وأوليائه المؤمنين الصادقين الثابتين على الحق، قال تعالى: (وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ) المنافقون: 8
وقوله تعالى: (وَلاَ يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ إِنَّ الْعِزَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) يونس: 65
وإنَّما العزة والكرامة، ورفض الهوان والذل، من الثوابت الأساس في نهضة الإمام الحسين (عليه السلام)، حتى صار شعار الأحرار في كلّ العالم: (هيهات منا الذلة) يردّدونه ويتغنَّونَ به كلَّما عصفت بهم عواصف الظلم والجور والاضطهاد، ذلك المبدأ القرآني العزيز الذي عكسه الإمام الحسين (عليه السلام) في الميدان العملي وساحة القتال، حينما ألهم الأحرار دروساً عملية في العزّة والكرامة والإباء، وهو يردّد: (لا ولله لا أعطيكم بيدي اعطاء إعطاء الذليل ، ولا أفرّ فرار العبيد)، (وإنَّي لا أرى الموت إلَّا سعادة، والحياة مع الظالمين إلَّا برما)، (ألا وإنّ الدعي بن الدعي ـ يعني ابن زياد ـ قدْ ركز بين اثنتين، بين السلّة والذلّة، وهيهات منّا الذلّة، يأبى الله لنا ذلك ورسوله والمؤمنون، وحُجور طابت وحجور طهرت، وأُنوف حمية، ونفوس أبية، من أنْ نؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام، ألا وإنّي زاحف بهذه الأسرة على قلّة العدد وخذلان الناصر)
ففي مدرسة أبي الأحرار (عليه السلام) إنَّما معيار السعادة هو العزة والعيش بكرامة، وإنَّما الموت حاصلٌ، على كل حال ولا مفرَّ منه، فعلى المؤمن أن يعيش بعزة وكرامة في هذه الحياة، أو أنْ يموت بشرف، وفي ذلك سعادة الدنيا والآخرة.
وما أحوجنا اليوم الى هذه المبادئ الفذّة التي رسمها لنا سيد الشهداء بدمه الطاهر، ليخط للأجيال طريق العزة والكرامة، ونحن نرى الخضوع والاستسلام أمام مخططات شياطين الأنس والجن، لسلب المبادئ والقيم الإسلامية المباركة، وابدالها بالفسق والفجور والتحلّل وغياب القيم والأخلاق، بينما المسلمون في سبات ينقادون خلف فتات وملذات هذه الدنيا، قد رمى العدو الخلاف فيما بينهم، وأصبح المسلم يظلم ويقتل أخاه المسلم بغير حقٍّ، وقوى الشر في المنطقة هي التي تحرّك اللعبة وتستفيد من المواقف، وإن لم يستنهض المسلمون الهمم، ويرجعوا الى قرآنهم، وتعاليم دينهم، وموقف نبيهم وأئمتهم، في رفض الذل والهوان، والتمسك بالعزة والكرامة فسيسوء الأمر كثيرا، والله المستعان.
هذا هو المنهج الحسيني المبارك الذي قرَّره القرآن الكريم حينما جعل العزة لله ولرسوله وللمؤمنين