وظائف المؤمنين في الأعياد
بِسْم الله الرحمن الرحيم
وظائف المؤمنين في الأعياد
يتقدم مركز الإمام الصادق (عليه السلام) للدراسات والبحوث الاسلامية التخصصية في النجف الاشرف بالتهاني والتبريكات لكل المؤمنين والمسلمين في أصقاع الارض بمناسبة أيام الاضحى المباركة.
تلك الأيام التي تذكر البشرية بمواقف أبي الأنبياء إبراهيم وعائلته (صلوات الله عليهم) الرافضة لأهواء النفس واتباع خطوات الشيطان
وذبح أضحية التقرب الى الله والإقرار له بالعبودية.
لقد قرأنا في دعاء الإمام الحسين (عليه السلام) قوله مخاطبًا رب العزة والجلالة:
(مَتى غِبْتَ حَتّى تَحْتاجَ اِلى دَليل يَدُلُّ عَليْكَ،
وَمَتى بَعُدْتَ حَتّى تَكُونَ الاْثارُ هِىَ الَّتى تُوصِلُ
اِلَيْكَ، عَمِيَتْ عَيْنٌ لا تَراكَ عَلَيْها رَقيباً،
وَخَسِرَتْ صَفْقَةُ عَبْد لَمْ تَجْعَلْ لَهُ مِنْ حُبِّكَ
نَصيباً) (بحار الانوار، المجلسي: ج٦٤، ص ١٤٢)
فالعيدُ هو يوم نجاح الصفقات والتجارات، ويوم الحصول على الجوائز ، والتذكير بالاخرة والنجاة من النار، فقد ورد عن أميرالمؤمنين (صلوات الله عليه واله) :
(أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ يَوْمَكُمْ هَذَا يَوْمٌ يُثَابُ فِيهِ الْمُحْسِنُونَ وَيَخْسرُ فِيهِ الْمُسِيئُونَ، وَهُوَ أَشْبَهُ يَوْمٍ بِيَوْمِ قِيَامَتِكُمْ، فَاذْكُرُوا بِخُرُوجِكُمْ مِنْ مَنَازِلِكُمْ إِلَى مُصَلَّاكُمْ خُرُوجَكُمْ مِنَ الْأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّكُمْ، وَاذْكُرُوا بِوُقُوفِكُمْ فِي مُصَلَّاكُمْ وُقُوفَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ رَبِّكُمْ، وَاذْكُرُوا بِرُجُوعِكُمْ إِلَى مَنَازِلِكُمْ رُجُوعَكُمْ إِلَى مَنَازِلِكُمْ فِي الْجَنَّةِ أَوِ النَّارِ).(امالي المرتضى: ص 100).
وورد عنه (صلوات الله عليه واله) أيضا:
(کل يوم لا يعصى اللَّهُ فيه فَهُوَ عيد).
(نهج البلاغة طبعة صبحي الصالح: ص 852).
فينبغي للمؤمن الفطن ان لا ينخدع بالأجواء العامة التي تشيع عند الناس في أيام الاعياد فيضيع على نفسه فرص الطاعة والتقرب والتوبة والعبادة.
وفي ايام الاعياد يستجاب الدعاء ، بل ان الدعاء من جملة الاعمال المنصوص عليها في اعمال الاعياد، فلنتوجه الى الله ليرفع هذا البلاء والوباء عن البشرية فلعل بدعائنا يرحم الله الاخرين.
وينبغي ان نقدم بين يدي حوائجنا كلِّها (دعاؤنا )لمولانا صاحب الزمان (عجل الله فرجه) بل نرى أن دعاء الندبة من جملة اعمال الاعياد وهذا يشير الى حقيقة مهمة يجب ان يعيها المؤمن وهي:
ان العيد واكتمال الفرح فيه مقرون بالظهور المبارك لمولانا صاحب الزمان؛ اذ به وبوجوده المبارك تخضر ُ الارض وتُشرق السماءُ، ويومئذ يفرح المؤمنون.
ربنا امنا بما انزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين، وعد علينا في العيد برحمتك وغفرانك وعجل فرج وليك صاحب الزمان وادفع البلاء والوباء عن عبادك وارحم شهدائنا برحمتك وشاف مراضانا بلطفك وغير سوء حالنا بحسن حالك بحق محمد واله الطاهرين.
مركز الإمام الصادق (عليه السلام) للدراسات والبحوث الاسلامية التخصصية في النجف الأشرف
عيد الاضحى / ١٤٤٢