الغدير امتحان الهي للبشرية بقيام دولة العدل المطلق ..

بواسطة |   |   عدد القراءات : 1787
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
الغدير امتحان الهي للبشرية بقيام دولة العدل المطلق ..

بقلم: الشيخ حميد وناس ال عجمي

لم يكن يوم الغدير من سنة حجة الوداع يوما كباقي الايام، حين شهد الاعلان الالهي على اللسان النبوي بضرورة قبول الامة بقيام دولة الله في الارض بتولي سيد الاوصياء دفة حكم الامة وقيادتها ..

لكن يوم الغدبر لم يخرج من سنن الله في الكون، تلك السنن القائمة على عدم الاجبار واعطاء الفرد البشري حرية تحديد موقفه من التشريعات الالهية، نعم كان يمكن ان يكون الغدير هو اليوم الموعود لاقامة دولة الحق المطلق، والبدأ الفعلي ببسط العدل على تمام وجه المعمورة، ليتسلسل على حكم المجتمع البشري حكومة عادلة تبدأ بالحاكم الاول امير المرمنين وتنتهي بالحاكم الخاتم مولانا الامام المهدي عليه السلام ..

كان ذلك اليوم سيكون نهاية معاناة وابتلاءات البشرية، ولا نعلم كيف يمكن ان يصير حال الكون اليوم بعد مضي اكثر من 1400 سنة على اقامة دولة العدل المطلق، وفي عهد اي حاكم عادل نعيش، الاول او الثاني او غيرهما ..

لكن النفوس الخبيثة والارواح الشريرة ابت الا معارضة ارادة الله تعالى، وازاحة الامة بل عامة المجتمع البشري بل كل الكون عن السكة والطريق المقدر لها ان تسير عليه.

ازاحوها الى سكة الظلم والتعدي والابتعاد عن ارادة الله تعالى، وستبقى الامة البشرية تكابد الويلات مرة بعد مرة وتذوق مر العذاب، مادامت مستمرة في السير على الطريق الذي رسمته الشياطين ودفعت البشرية نحوه بالجبر والقهر ..

ولن تنتهي كل تلك الويلات حتى يرتفع صوت البشرية مناديا بالعودة لمقررات يوم الغدير، والقبول والتسليم بالقيادة والمنهج الذي ارتضاه الله لها، عند ذلك فقط سيظهر بقية الله في ارضه، بقية ال محمد وبقية الغدير، مولانا صاحب الزمان عليه السلام وترى البشرية وتعرف ماهو العدل وماهو الحق وما هو الانصاف حين يكون الحاكم الاعلى هو خير الناس واعدلهم واكثرهم حقانية وانصاف عبدالله ووليه الخالص .

Powered by Vivvo CMS v4.7