السبيل للتشرف برؤية الامام المهدي عليه السلام في زيارة الاربعين

بواسطة |   |   عدد القراءات : 2020
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
السبيل للتشرف برؤية الامام المهدي عليه السلام في زيارة الاربعين

 

بقلم الشيخ حميد وناس ال عجمي 

 

لو قدر لاحدهم أن يقف في طريق زوار الامام الحسين عليه السلام، وطرح عليه السؤال التالي: هل تريد التشرف برؤية الامام المهدي عليه؟ كم تدفع مقابل هذا التشرف؟

يقينا سيكون الجواب عند الغالبية: نعم، وسادفع كل ما املك، او نعم، وستدفع عمري، وما شاكل من الاجابات المتوقعة، ولكن لنسمع الجواب الصحيح ونفهم معناه، من تراث ال محمد الاطهار صلوات الله عليهم اجمعين، فقد ورد في الغيبة للشيخ النعماني: ص٢٥٢ رواية عن خلاد بن الصفار، قال: سئل أبو عبد الله عليه السلام: (هل ولد القائم فقال: لا، ولو أدركته لخدمته أيام حياتي)، هذه الرواية الجميلة فيها بيان من الامام الصادق لعظيم فضل المهدي عليهما السلام، لحد تمنى الامام الصادق ادراك ظهوره عليهما السلام ليخدمه طيلة ايام حياته، وحياة الامام الصادق عليه السلام لم تكن من النوع الذي يخالطه العبث واللهو وتضييع العمر فيما لافائدة فيه، بل حياته الشريف هي حياة من اسس مذهبا شامخا ينسب اليه فيقال المذهب الجعفري وينسب لاهل البيت فيقال اهل البيت عليهم الصلاة والسلام، حياة فيها جهاد في سبيل الله وتضحية وبذل كثير، فهي حياة في منتهى النفاسة والعظمة، لانها حياة بها وبسببها اهتدى للحق مئات الملايين من الناس وعرفوا كيف يعبدون الله تعالى وينالوا رضاه، ومع هذا كان الامام الصادق عليه السلام على استعداد لاستبدال كل هذه الاعمال العظيمة بعمل واحد هو خدمة ولده المهدي عليه السلام .

والرواية الشريفة تصلح لان تكون جوابا للسؤال السابق الذي افترضنا طرحه على زوار الامام الحسين عليه السلام، فكأن الرواي سأل الامام الصادق عليه السلام: كم تدفع في مقابل ادراك زمان حفيدك المهدي عليه السلام؟ فلم يجب الامام بانه سيدفع مالا كثيرا او يبذل عمره، لان اصحاب هذه الاجوبة وامثالها بعيدون نوعا ما عن معرفة التكليف الشرعي تجاه امام الزمان عليه السلام، فليس تكليفنا ان نبذل المال او نقتل انفسنا، بل تكليفنا ان نخدمه ايام حياتنا كما اجاب الامام الصادق عليه السلام، وكما ورد صريحا في دعاء العهد: (اللّهُمَّ اجْعَلْنِي مِنْ أَنْصارِهِ وَأَعْوانِهِ وَالذَّابِّينَ عَنْهُ وَالمُسارِعِينَ إِلَيْهِ فِي قَضاء حَوائِجِهِ وَالمُمْتَثِلِينَ لأَوامِرِهِ وَالمُحامِينَ عَنْهُ وَالسَّابِقِينَ إِلى إِرادَتِهِ)، فالتكليف الصحيح تجاه امام الزمان عليه السلام هو المسارعة في خدمته ونصرته واعانته والذب عنه وقضاء حوائجه والامتثال لاوامره والمحاماة عنه والمسابقة الى ارادته، كل هذه المعاني جمعها الامام الصادق عليه السلام بقوله: (لو أدركته لخدمته أيام حياتي) .

وزيارة الاربعين بما تتضمنه من خدمة حسينية ميدان واسع لتطبيق هذه التكاليف، فيبادر الفرد لنصرة الامام وخدمته والدفاع عنه، باي معنى كان يفهمه هو لمعنى الخدمة والنصرة، لكن من الواضح ان خدمة الامام المهدي عليه السلام المثلى تكون بخدمة مبادئه العادلة التي يريد تطبيقها بعد تعرف الناس عليها وحصول القناعة منهم بها .

ومن استطاع ان يصل لمقدار معتد به من الشعور باهمية هذه الخدمة وشارك فيها عمليا في مواكب زيارة الاربعين، فان مولانا الامام عليه السلام اكرم واعظم من ان ينساه او يهمل وجوده، ولا يرسل له اشارة واضحة او خفية تناسب حال الخادم، يعبر له فيها عن شكره وامتنانه للخدمات المبذولة ..

والنقطة الاخيرة التي لا ينبغي الاغفال عنها، هي شعور بعض الافراد سامحهم الله تعالى بالاهمية الذاتية او الدور الوظيفي الرسمي الذي يقومون به، فيرون ان الاستمرار باداء هذه الوظائف اهم من الانخراط بمواكب الخدمة الحسينية في زيارة الاربعين، وهؤلاء على اهمية وفائدة ما يقومون به من وظائف الا انها قطعا واكيدا اقل بكثير من الوظائف والمهام التي قام بها الامام الصادق عليه السلام، ومع ذلك فالامام الصادق كان على استعداد لاستبدالها بالخدمة المهدوية، فمنا نسمعه هنا او هناك من انتقاد لتعطيل الحياة العامة في موسم الزيارة وتاجيل لمصالح الناس واعمالهم، انما هي انتقادات فارغة واصحابها في غفلة تامة عن السنن الغيبية التي تؤثر في الكون، وما يقع في موسم الزيارة الاربعينية يمثل في واقعه تفعيل للحياة وتنشيط لمصالح الناس واسراع بانجاز اعمالهم، لان ما يقع في هذا الموسم يتناسب تماما مع النشاط المهدوي الذي به فعالية الكون وحركته، لانه خدمات مقدمة للامام المهدي عليه السلام ومبادئه وقضيته، رزق الله تعالى جميع خدمة وزوار الامام الحسين عليه السلام الوعي والشعور العالي بأهمية ما يقومون به ويقدمونه، وانالهم رضا وقبول وعناية مولانا الامام عليه السلام .

Powered by Vivvo CMS v4.7