أفتتاحية مجلة رؤى العدد الأول
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة وأتم التسليم على نبينا الأمين محمد واله الطيبين الطاهرين
تلقّى مركز الإمام الصادق (عليه السلام) للدراسات والبحوث التخصصية، وكادر مجلة (رؤى) العديد من الكلمات الصادقة والطيبة التي عبَّرت عن التأييد والإعجاب والثناء على العدد التجريبي رقم (صفر) من المجلة من قبل بعض علماء الدين الكرام وعدد من الأساتذة والفضلاء والمثقفين من المؤمنين والمؤمنات, وجملة من المؤسسات العلمية والبحثية، داخل العراق وخارجه، وقد حثّوا العاملين فيها على الاستمرار بهذا الإصدار المبارك وعلى منوال هذا النمط العلمي والبحثي التثقيفي الديني الواعي
لذا نرى أنَّ المسؤولية الشرعية قد تضاعفت علينا في الاستمرار في هذا المشروع المبارك وإخراج العدد رقم (1) من المجلة الى النور بحلة زاهية بالعلم والفقه والوعي والفكر والاخلاق ومختلف المعارف الإسلامية الأصيلة، ممَّا يوفقنا الله تبارك وتعالى له لخدمة الدين والعقيدة والمجتمع امتثالا لقوله تعالى: (وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ) التوبة: 105
ومن هنا حقَّ علينا الشكر لله تعالى على حسن توفيقه وفاضل مننه، كما يقول تعالى: (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ) ابراهيم: 7
ووجوه الشكر كثيرة ومتنوعة تتناسب مع حال الفرد ووعيه ومقدار إيمانه
وأول تلك الوجوه هو الإقرار بنعم الله تعالى، والاعتراف بأنه المنعم، وأنَّ كلّ ما جرى لنا من توفيق هو من لطفه ومنه بعباده، قال تعالى :( أَلَمْ تَرَوْاْ أَنَّ ٱللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَّا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً) لقمان: 20
وثانيها: التحدّث بنعم الله تبارك وتعالى وحث الناس اليها وترغيبهم فيها ،قال تعالى :( واما بنعمة ربك فحدث) الضحى: 11
وثالثها / اظهار آثار تلك النعم على العبد، فعن الإمام الصادق (عليه السلام)، أنّه قال: (إذا أنعم الله على عبده بنعمة، فظهرت عليه سمّي حبيب الله محدّثاً بنعمة الله، وإذا أنعم الله على عبده بنعمة، فلم تظهر عليه سمّي بغيض الله مكذّباً بنعمة الله ... )
ورابعها : الشكر اللساني والقلبي بالحمد والثناء والتسبيح والتهليل، والصلاة ركعتين، والاكثار من السجود شكرا لله تعالى على هذه النعمة
وخامسها : المحافظة على هذه النعم وآثارها وتسخير ها واستثمارها في طاعة الله تعالى بحسب المتيسّر والممكن.
وسابعها : الولاء والطاعة لله تعالى ورسوله واولياءه الصالحين والثبات على المبادئ الحقة التي أناروا بها الطريق للناس، فأنَّ في ذلك نحو شكر لله تعالى على حسن توفيقه لعبده على هذه النعم
وهكذا تتصاعد وجوه الشكر كلّما ازدادت المرتبة الإيمانية والمعرفية للفرد حتى يحقّق اعلى مراتب الشكر .
وهنا نودُّ أنْ نُلفت النظر الى أهم الأهداف المتوخاة من اصدار مجلة رؤى، وهو التأكيد على نشر الوعي والفكر الإسلامي في المجتمع، من خلال رفع الرصيد المعرفي والعقائدي والأخلاقي والفقهي ونحوه، والإسهام في تطوير المعرفة ونشر البحوث العلمية الأصيلة، والدراسات التخصصية المختلفة، وتوطيد الصلات العلمية والفكرية بين الباحثين أنفسهم ومع المراكز البحثية والجهات المتخصصة، و معالجة القضايا المعاصرة في إطار البحث العلمي، وتوظيفها في خدمة الإنسانية، وخدمة القضايا الجوهرية التي تأسست من أجلها المجلة، وترسيخ ثقافة التعايش السلمي ونبذ الخلاف والتأكيد على العناصر المشتركة بين المسلمين عموما، ورصد ومتابعة الشبهات التي تعصف بالمجتمع المسلم خاصة و الانسانية بصورة عامة، وكلُّ ذلك وغيره مع التأكيد على التنوّع والانفتاح والانضباط المنهجي، والاستفادة من كل معطيات الفكر السليم، والمساهمة في صناعة المعرفة مع المحافظة على رسالة الدين الإسلامي المبارك وهويته
وغير ذلك مما يوفق الله تبارك وتعالى له ((وما توفيقي الا بالله )) سائلين المولى القدير ان يتقبل منا هذا القليل ويجعله خالصا لوجه الكريم وينفعنا به يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم
آملين ممن يقرأ كلماتنا من العلماء والفضلاء والمفكرين والمثقفين وعموم المؤمنين أنّْ يرفدونا بكتاباتهم وآرائهم وملاحظاتهم عبر البريد الالكتروني للمجلة
وآخر دعوانا انْ الحمد لله على ما أنعم والشكر له على ما الهم