قتل الأطفال سياسة الجبناء والأشرار: اسرائيل انموذجاً
بقلم فضيلة الشيخ ميثم الفريجي
يبدو أن قتل الاطفال سياسة الجبناء والأشرار في كلّ زمان ومكان، وهي موروثة بينهم يتناقلونها كلما سال لعاب حقدهم ومكرهم وطغيانهم.
فبالأمس يزيد ، وعبيد الله بن زياد ، وعمر بن سعد، والشمر وحرملة واعوانهم يحيطون بسبط رسول الله صلى الله عليه وآله، ويذبحون اطفاله حتى عبد الله الرضيع، لم ينجُ من ذبحهم وظلمهم
فبَسطَ الحسينُ يديه الشريفتين يجمع دماء رضيعه، و رمى بقطع الدم إلى السماء وتصاعدت الدماء وتقبلها أهل السماء بقبول الألم، ولم تنزل من تلك الدماء الزاكية ولا قطرة واحدة على الأرض.
وردّد الإمام المكلوم لرضيعه المسفوك دمه: (هوّن عليَّ ما نزل بك أنّه بعين الله)
فإنّ الله سميع بصير وهو خير الشاهدين..
ثم شخص ببصره إلى السماء داعياً الله: (يا رب لا يكون هذا الطفل المذبوح أهون عليك من فصيل ناقة صالح، ربّ إن تكن حبستَ عنّا النصرَ من السماء، فاجعل ذلك لما هو خير، وانتقم من هؤلاء الظالمين)
لماذا يُسفك دم بريء طاهر، ممزوج بطهارة النبوة، وعبق الإمامة؟!
واليوم يوغل الصهاينة الإسرائيليون، ومن يدعمهم ويشرعن لهم جرائمهم بسفك دماء أطفال المسلمين ظلما وعدواناً
فإن كنتم تقاتلون الابطال من رجال المقاومة ، ماذنب هؤلاء الأطفال!؟ ...
أين الغيرة والحمية من المسلمين!
أين النخوة والشهامة من العرب!
أين الانصاف من العالم الحر !
أين مجلس الأمن ، والجمعية العامة للأمم المتحدة، وجمعية حقوق الإنسان!
أين من يدعي رعاية الطفولة والاهتمام بها!
أين الغرب وأكاذيبه !
من هذه الجرائم النكراء
الكل ( صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَرْجِعُونَ )
ويبقى الأمل بالله تعالى، واوليائه الصالحين، وبكل من يحمل غيرة على الانسانية والدين، وصدق الله حين وعد: ( وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَ لَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضى لَهُمْ وَ لَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَ مَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ ) النور: 55
ميثم الفريجي
7 محرم الحرام 1443 هج
النجف الأشرف