زيارة الأربعين مسيرة حضارية انسانية عالمية
بقلم فضيلة الشيخ ميثم الفريجي
رسالة الى المؤسسات العالمية ذات الصلة بالحضارة والانسانية وثقافة الشعوب ، ونحن على اعتاب زيارة الاربعين للإمام الحسين (عليه السلام) سيد شباب اهل الجنة، و سبط رسول الإنسانية والرحمة (صلى الله عليه واله)، حيث يجتمع المسلمون من بقاع الارض المختلفة ، وبلغات وألوان متعدّدة ، وأزياء وجنسيات متنوعة ؛ تجمعهم كلمة الله تبارك وتعالى ، وحبُّهم وولائهم لنبيهم ، وأهل بيته صلوات الله عليهم ، وإيماناً منهم بقضية الامام الحسين (عليه السلام) ؛ الذي أحيا في القلوب والعقول عنصر التحرّر من الطاغوت ، والشيطان ، والنفس الامارة بالسوء ، ودعى الى أنْ يعيش الانسان حراً كريماً عزيزاً في مجتمع تسوده العدالة الاجتماعية ، ويعمل بقانون السماء الذي اختطه الله تعالى لعباده ، وبلَّغه أنبياؤه ورسله الكرام ، ليعمَّ الخير والسلام والسعادة على ربوع المعمورة
فكانت هذه الجموع المليونية التي غصّت بهم ارض المقدسات ؛ عراق الصمود ، والولاء ، والاباء ، وفتح المؤمنون قلوبهم وبيوتهم ومواكبهم خدمة لهم وإيماناً بما هدفوه من زيارتهم
فأستحق هذا التجمع ، وهذه المسيرة المباركة ان تكون هي الأكبر والأضخم في العالم الحديث من حيث العُدَّة ، والعدد ، والهدف ، وقد اعترف بذلك بعض المتابعين من الغرب ودعى الى تضمينها في موسوعة غينيس
(Guinness World Records)
للأرقام القياسية ، وكلُّ ذلك من دون انْ يلحظ ايّ خرق أو تلكأ على كافة المستويات الأمنية والخدمية بالرغم من الظروف المعروفة التي يمر بها العراق ، بينما يعجز الغرب والدول المتقدمة من تنظيم فعّاليات اقل بكثير من هذا العدد مع ما لديهم من طاقات وامكانيات متطورة ولا تكاد تخلو من التلكآت .
فهنيئا للزائرين الكرام هذا الحب والولاء لسبط النبي (صلى الله عليه وآله)، وسيد الشهداء الحسين الشهيد صلوات الله عليه ، وهنيئا لكلّ من يساهم في إنجاح هذه الزيارة العظيمة من دون استثناء والقائمة تطول ان أردنا ان نحصي ولهم الشكر جميعا قال تعالى :(( وَأَمَّا ٱلَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَٱللَّهُ لاَ يُحِبُّ ٱلظَّالِمِينَ )) آل عمران : 57
ميثم الفريجي
3 صفر الخير 1444 هـ
النجف الأشرف