إستحباب زيارة الامام الحسين (عليه السلام) مشياً على الأقدام
بقلم فضيلة الشيخ ميثم الفريجي
وردت روايات كثيرة في بيان الأجر والثواب لمن زار الأمام الحسين(عليه السلام) ماشياً على الاقدام ، وقد جاءت مطلقة في كلِّ زمانٍ ، ومن أيِّ مكانٍ ، وعلى ايِّ حالٍ ، ولا شك أنَّ في ذلك احياءً لذكر الامام الحسين وأهدافه ، وهو من أشرف الشعائر التي واظب عليها أصحاب الائمة ( عليهم السلام ) ، والشواهد كثيرة على ذلك حتى أصبحت سيرة بين المتشرعة يتسارعون اليها في كلِّ حينٍ ، ويكفيها أنّها تعبِّر عن مزيد احترام وتبجيل وتقدير واخلاص للأمام (عليه السلام) وأهدافه الحقة حيث يأتي المؤمن متواضعاً ماشياً على قدميه قاطعاً مسافات ليست بالقليلة قربة الى الله تعالى ، ولكي يقدّم النصرة والولاء لتلك الأهداف وصاحبها .
وقد روى الشيخ الأقدم ابن بابوية القمي ( رضوان الله عليه ) في كتابه الموسوم كامل الزيارات روايات عديدة في هذا المضمون بأسانيد متصلة عن المعصومين ( عليهم السلام )
منها / عن الحسين بن ثوير بن أبي فاختة ، قال : قال أبو عبد الله (عليه السلام) :
(( يا حسين من خرج من منزله يريد زيارة قبر الحسين بن علي (عليهما السلام) إن كان ماشيا كتب الله له بكل خطوة حسنة ، ومحى عنه سيئة ، حتى إذا صار في الحائر كتبه الله من المفلحين المنجحين، حتى إذا قضى مناسكه كتبه الله من الفائزين، حتى إذا أراد الانصراف أتاه ملك فقال: ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقرؤك السلام ويقول لك: استأنف العمل فقد غفر لك ما مضى ))
ومنها / عن بشير الدهان ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : (( ان الرجل ليخرج إلى قبر الحسين (عليه السلام) فله إذا خرج من أهله بأول خطوة مغفرة ذنوبه ، ثم لم يزل يقدس بكل خطوة حتى يأتيه ، فإذا اتاه ناجاه الله تعالى فقال : عبدي سلني أعطك ، ادعني أجبك ، اطلب مني أعطك ، سلني حاجة اقضها لك ، قال : وقال أبو عبد الله (عليه السلام) : وحق على الله ان يعطي ما بذل ))
عن جابر المكفوف ، عن أبي الصامت ، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) وهو يقول :
(( من أتى قبر الحسين ( عليه السلام ) ماشيا كتب الله له بكل خطوة الف حسنة ومحا عنه الف سيئة ، ورفع له الف درجة ،
فإذا أتيت الفرات فاغتسل وعلّق نعليك وامش حافيا ، وامش مشي العبد الذليل ، فإذا اتيت باب الحائر فكبّر أربعا، ثم امش قليلا ثم كبّر أربعا، ثم ائت رأسه فقف عليه فكبر أربعا وصل عنده، واسأل الله حاجتك )) . .
بتقريب : أن تعليق الثواب على فعل معيّن يكشف عن رجحان ذلك الفعل ، ومطلوبيته شرعاً .
وبذلك تصلح هذه الروايات كدليل على مطلوبية الزيارة مشياً على الاقدام ومحبوبيتها عند الشارع المقدس
مضافا الى ما ورد من أنَّ : (خير الامور أحمزها) ، ومن السيرة العقلائية الجارية على تبجيل القادة العظام في حياة الناس ومن مثل سيد الشهداء (عليه السلام) يستحق ذلك