لماذا نزور ضريح أمير المؤمنين (عليه السلام) في ذكرى وفاة النبي (صلى الله عليه واله)؟
بقلم فضيلة الشيخ ميثم الفريجي
لما بين هذين العظيمين الصالحين من شدة الاتصال و كمال الاتحاد بحيث يكون من زار أمير المؤمنين (عليه السلام) كمن زار رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
فقد ورد عنه (صلى الله عليه وآله): (خلقت أنا وعلي بن أبي طالب من نور واحد، نسبح الله يمنة العرش قبل أن يخلق آدم بألفي عام) و ( أنا وعلي من نور واحد، وأنا وإياه شيء واحد، وإنه مني وأنا منه، لحمه لحمي، ودمه دمي، يريبني ما أرابه، ويريبه ما أرابني)
ويشهد لذلك قوله تعالى : ( فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ وَ نِساءَنا وَ نِساءَكُمْ وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكاذِبِينَ) ال عمران: 61
فهو نفس رسول الله بصريح القرآن الكريم
كما تشهد لذلك الأخبار والروايات العديدة:
منها : ما رواه الشيخ محمد بن المشهدي عن الصادق (عليه السلام) قال: (إنّ رجلاً من الاعراب أتى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: يا رسول الله إنّ داري بعيد من دارك، وإنني أشتاق إلى زيارتك ورؤيتك فأقدم إليك زائراً فلا يتيسر رؤيتك فأزور علي بن أبي طالب (عليه السلام) فيؤنسني بحديثه ومواعظه ثمّ أعود مغتماً محزوناً لما أيست من زيارتك فقال: من زار عليا (عليه السلام) فقد زارني ومن أحبه فقد أحبني ومن عاداه فقد عاداني بلّغه عني إلى قومك ومن أتاه زائراً فقد أتاني وإني مجزيه يوم القيامة وجبريل وصالح المؤمنين)
ومنها: في الحديث المعتبر عن الصادق (عليه السلام) قال: (إذا زرت جانب النجف فزر عظام آدم (عليه السلام) وبدن نوح (عليه السلام) وجسد علي بن أبي طالب (عليه السلام) تزور بذلك الآباء الماضين ومحمداً (صلى الله عليه وآله وسلم) خاتم النبيين وعلياً أفضل الأوصياء)
مضافا الى أنّ زيارة الأمير (عليه السلام) مستحبّة في كلّ الأيّام واللّيالي.
وهي فرصة وطاعة مفتوحة لكل من لا يتسنّى له زيارةُ الرسول (صلّى الله عليه وآله) في يوم وفاته، ان يحققها في زيارة امير المؤمنين (عليه السلام) فهو نفسُ وذاتُ رسول الله بنصّ القرآن الكريم، فمن زاره زار رسول الله (عليهما أفضل الصلاة والسلام).
ولا شك إنّ أمير المؤمنين (عليه السلام) هو باب العلم والمعرفة الذي ندخل على رسول (صلى الله عليه وآله) من خلاله كما في الحديث: (أنا مدينة العلم وعليّ بابها) و (ادخلوا البيوت من أبوابها)
ميثم الفريجي
27 صفر 1444 هج
النجف الاشرف