عيد المرأة
بقلم فضيلة الشيخ ميثم الفريجي
بسمه تعالى
من النافع والمفيد ان يخصّص يوم لقضايا مهمّة في حياة الشعوب ومن اروع تلك الايام هو( يوم المرأة)، ذلك اليوم الذي يحمل في طياته احتفاءً بتلك المخلوقة التي خصّها الله تعالى بجماله ورحمته وعطفه وحنانه و التي كانت ولازالت منتجة للرجال والنساء معاً .
☀قال تعالى : (( وَوَصَّيْنَا ٱلإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَىٰ وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ ٱشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ ٱلْمَصِيرُ )) العنكبوت :8
وقد كرّم الاسلام المرأة وجعلها شقيقة الرجل ، ومتساوية معه في الحقوق والواجبات ، وفتح أمامها فرص العمل والعطاء فشغلت مجالات واسعة من حياة المجتمعات
ومن أجمل ما أوصى الرجال به : ( رفقا بالقوارير ) ، و( وما أكرمهن الا كريم ، وما أهانهن الا لئيم ) ، و( خيركم خيركم لاهله وأنا خيركم لاهله ) ونحو ذلك كثير...
فالمرأة : هي الام الحنون ، والأخت المصون ، والزوجة الصالحة ، والبنت البارّة فصدق من قال : هي نصف المجتمع ، بل كله مع ملاحظة ما أنيط بها من مسؤولية الانتاج والتربية ورعاية الأُسرة
وقد قيل : ( وراء كل رجل عظيم امرأة عظيمة ) قد تكون اماً او زوجة ً او اختاً او بنتاً او نحو ذلك
لذا استحقت أن يُبارك لها في عيدها فكل عام وهي بألف خير وسلام ، وان كنّا نعتقد ان كل يوم من ايام هذا الزمن المتصرم مدين لهذه المخلوقة المباركة
وقد زانها الله تبارك وتعالى وكرّمها بزينة العفة والحياء والطهارة فخصّها بتحفة من السماء أسماها الحجاب
فهنيئا لأولئك النساء الصالحات المطيعات لله تعالى العاملات بوصايا القرآن الكريم والسنة المباركة ؛ ليكنَّ ممَّن خصهنَّ الحق تعالى في قوله
☀ (( إِنَّ ٱلْمُسْلِمِينَ وَٱلْمُسْلِمَاتِ وَٱلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْمُؤْمِنَاتِ وَٱلْقَانِتِينَ وَٱلْقَانِتَاتِ وَٱلصَّادِقِينَ وَٱلصَّادِقَاتِ وَٱلصَّابِرِينَ وَٱلصَّابِرَاتِ وَٱلْخَاشِعِينَ وَٱلْخَاشِعَاتِ وَٱلْمُتَصَدِّقِينَ وَٱلْمُتَصَدِّقَات وٱلصَّائِمِينَ وٱلصَّائِمَاتِ وَٱلْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَٱلْحَافِـظَاتِ وَٱلذَّاكِـرِينَ ٱللَّهَ كَثِيراً وَٱلذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ ٱللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً ))
وقد أنتجت البشرية نماذج متعددة يحقُّ الاقتداء بها والسير على نهجها كالسيدة الطاهرة مريم العذراء ، والسيدة الكريمة ام المؤمنين خديجة بنت خويلد ، وسيدة النساء فاطمة الزهراء عليها السلام ، وغيرهن
و كنَّا نتمنى ان يُجعل هذا اليوم مقرونا بولادة إحداهن تأكيدا على ما تتحلى به المرأة من قابليات تمكنها من الريادة في مجتمعها بمقدار ما حباها الله به
ولا يفوتنا ان نؤكِّد على ان افضل من أعطى للمرأة حقها بكرامة وعزة وآباء هو الدين الاسلامي الحنيف ونبيه الكريم وقادته المعصومون (صلوات الله عليهم اجمعين )
ويكفي ان تنظر الى وصاياهم بالنساء فينجلي عنك الغبار لتخرج بنتيجة مفادها :
(( ان سمو المرأة وتمام زينتها وكمال نجاحها بعفتها وحيائها وطهارتها وحجابها فتكون السيدة الاولى والاخيرة في عالمها ))