اركان الزياة في روايات اهل البيت عليهم السلام
روى ابن قولويه بإسناد متصل قوي عن الإمام الصادق قال: من زار الحسين(عليه السلام) عارفاً بحقه يأتمّ به، غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر. كامل الزيارات ص ٢٦٤.
تتحدث هذه الرواية وغيرها من الروايات التي أخرجها العلماء في مصنفاتهم أمثال الشيخ الكليني قدس سره والشيخ الطوسي قدس سره والشيخ الصدوق وابن قولويه وغيرهم قدس الله أسرارهم جميعا عن اركان زيارة الامام الحسين عليه السلام وهذه الأركان ليست مختصة بزيارته عليه السلام بل تشمل كل الائمة ولكنها جاءت في زيارته كثيرا باعتبار ان اهل البيت عليهم السلام حثوا على زيارته كثيرا.
الركن الأول : قوله عليه السلام( عارفا بحقه) وقد فسرتها الروايات الأخرى بان تعرف انه امام مفترض الطاعة وفيها قيدان تعرف انه امام وهذا يدخل في باب الإمامة والأدلة عليها والدليل على كل امام اي النص عليه ، والقيد الآخر مفترض الطاعة اي طاعته واجبة كطاعة الله وطاعة النبي صلى الله عليه وآله بدليل قوله تعالى ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّـهِ وَ الرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ ذلِكَ خَيْرٌ وَ أَحْسَنُ تَأْوِيلاً) النساء ٥٩ .
الركن الثاني: يأتم به وهي تمثل البعد العملي بعد البعد النظري في قوله ( عارفا بحقه) ومعنى يأتم به أي يتابعه في أفعاله وأخلاقه وآدابه.
والأمر الاول ( عارفا بحقه) يقتضي مراجعة ومعرفة العقيدة والأمر الثاني ( يأتم به) يقتضي معرفة الشريعة والأخلاق والآداب الإسلامية وهذا يعني ان يكون زائر الحسين عليه السلام محتويا على معارف الإسلام، حتى تشمله المغفرة لما تقدم من ذنبه وماتاخر وهذه مرتبة عظيمة وليست بالهينة فقد جاءت في القران الكريم عن النبي صلى الله عليه وآله في سورة الفتح(لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَ ما تَأَخَّرَ وَ يُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَ يَهْدِيَكَ صِراطاً مُسْتَقِيماً) سورة الفتح أية ٢.
فعلى زائر الحسين عليه السلام أن يحصل الأركان حتى يحصل الثواب العظيم وهذا يحتاج إلى مراجعة وتدقيق وان يغتنم فرصة الطريق للمعرفة والمراجعة ومصاحبة الأخيار خصوصا طلبة العلم حتى ينهل من علوم ال محمد صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.
والحمد لله رب العالمين
عبد الحكيم الخزاعي