وصايا للنساء المؤمنات في زيارة الأربعين
بقلم فضيلة الشيخ ميثم الفريجي دامت توفيقاته
بسمه تعالى
الحجاب الشرعي والستر والعفة وعدم الاختلاط ذلك زينة النساء المواليات التوّاقات للتأسي بالسيدة الزهراء وأبنتها العقيلة زينب (عليهما السلام) .
لا شك أن الزيارة مستحبة للنساء كما هي كذلك من الرجال ، فالروايات مطلقة في أصل الزيارة وفضلها وما يترتب عليها من الأجر والثواب ، بل كل ما ذكر فيها من آداب وأحكام وتعاليم يشمل النساء كما هو شامل للرجال ، مضافا الى ورود بعض الروايات الخاصة بالنساء في هذا المعنى فقد روى ابن قولويه ، عن أُم سعيد الأحمسية ، قالت : دخلت المدينة فاكتريت حمارا على أن أطوف على قبور الشهداء ، فقلت : لا بل ابدأ بابن رسول الله (صلى الله عليه وآله) فأدخل عليه ، فأبطأت على المكاري قليلا فهتف بي ، فقال لي أبو عبد الله (عليه السلام): ما هذا يا أم سعيد ؟ ، قلت : جعلت فداك تكاريت حمارا لأدور على قبر الشهداء
قال: ( فلا أخبرك بسيد الشهداء ؟ قلت : بلى ، قال : الحسين بن علي (عليهما السلام) ، قلت : وإنه لسيد الشهداء ؟ قال : نعم
قلت : فما لمن زاره ؟ قال : حجة وعمرة ، ومن الخير هكذا وهكذا )
وشاء الله تعالى ان يفتح آفاق رحمته لعباده المخلصين من خلال عقيدة الانتماء لسيد الشهداء الحسين ( عليه السلام ) ، فنوّع وعدّد وأجْزل الثواب لزواره من القرب والبعد ، فأنْ حالت ظروف المرأة دون الوصول الى الضريح الشريف ، فيمكنها الزيارة من بعد بنفس الألفاظ التي جاءت بلسان الامام الصادق ( عليه السلام ) في زيارة الاربعين ، وستُكتب لها الزيارة ويسجّل الله تعالى لها الاجر والثواب بقدر نيتها (( ولدينا مزيد )) ، بل سيتضاعف لها الاجر والثواب لحفاظها على خدرها وسترها مادام لا يوجد معها محرم يرعاها في زيارتها ، وهذا شيء عظيم وكبير عند االامام الحسين (عليه السلام ) سيد العفة ورائدها ، فسيقبلها من زواره ويرعاها بشفاعته بأذن الله تعالى .
والمرأة المؤمنة الصالحة هي التي تمتثل للشريعة وتطبّق أحكامها ، فقبل ان تخرج لأداء الاستحباب الشرعي في زيارة الامام الحسين (عليه السلام) عليها ان تلتفت الى واجباتها الشرعية : ان لا تخرج من بيتها الّا بأذن زوجها ، وأن تراعي حجابها الشرعي بأحوط صوره ، وأن تبتعد عن الاختلاط غير المحمود .
وأعلمي أختي الزائرة الكريمة :
إن الحجاب بالمعنى الشرعي الصحيح يمثّل سلوكاً عفيفاً طاهراً نقياً تتحلّى به المرأة في وسط مجتمعها ابتداءً من الستر المطلوب الى ترك مظاهر الزينة المحرمة ، والظهور بالملابس المثيرة للفتنة ، والريبة ، والّلذة وانتهاءً بتمسّكها بالحياء ، والعفة ، والحشمة المطلوبة ، لتأخذ مكانتها التي أرادها الله تعالى بها : أماً صالحة ، وزوجة عفيفة ، وبنتاً بارة ، وأختاً كريمة ، وصانعةً للأجيال ، وبهذا استحقّت المرأة المؤمنة أن تكون محلَّ اهتمام ، ورعاية الشرع الحنيف ، ويتأكّد هذا المعنى عندما تكون في طريق العقة والغيرة والطهارة طريق ابي الاحرار الامام الحسين (عليه السلام) .
وفي عقيدتي : أن النساء اللاتي يزرْنَ الامام الحسين ( عليه السلام ) من بعد ، او من بيوتهم مع الحفاظ على عفتهن وسترهن ، لعدم توفّر المحرم لهنَّ ، او عدم اجتماع الشرائط التي تهيأ لهنَّ الجو المناسب لخروجهنَّ فيتأسفْنَ لذلك مع سلامة عقيدتهنَّ ، واخلاصهنَّ ؛ فلْيعلمْنَ انَّ الله تعالى ، ورسوله الكريم ، وأهل بيته صلوات الله عليهم يُحبّون فعلهنّ ، فسترفع زيارتهنَّ الى السماء وتتباهى بها الملائكة لأنها محفوفة بعطر الستر ، والعفة ، والطهارة ، والعقيدة الصالحة والأخلاص فهنيئا لهنَّ هذا العفاف وهذه الزيارة المباركة ، والله ولي التوفيق .