وصايا للنساء المؤمنات في زيارة الأربعين
![وصايا للنساء المؤمنات في زيارة الأربعين](https://imam-sadiq-c.com/thumbnail.php?file=2023-08-25/٢٠٢٣٠٨٢٥_١٦٠٤٥٩_1692969453.jpg&size=article_medium)
بقلم فضيلة الشيخ ميثم الفريجي دامت توفيقاته
بسمه تعالى
الحجاب الشرعي والستر والعفة وعدم الاختلاط ذلك زينة النساء المواليات التوّاقات للتأسي بالسيدة الزهراء وأبنتها العقيلة زينب (عليهما السلام) .
لا شك أن الزيارة مستحبة للنساء كما هي كذلك من الرجال ، فالروايات مطلقة في أصل الزيارة وفضلها وما يترتب عليها من الأجر والثواب ، بل كل ما ذكر فيها من آداب وأحكام وتعاليم يشمل النساء كما هو شامل للرجال ، مضافا الى ورود بعض الروايات الخاصة بالنساء في هذا المعنى فقد روى ابن قولويه ، عن أُم سعيد الأحمسية ، قالت : دخلت المدينة فاكتريت حمارا على أن أطوف على قبور الشهداء ، فقلت : لا بل ابدأ بابن رسول الله (صلى الله عليه وآله) فأدخل عليه ، فأبطأت على المكاري قليلا فهتف بي ، فقال لي أبو عبد الله (عليه السلام): ما هذا يا أم سعيد ؟ ، قلت : جعلت فداك تكاريت حمارا لأدور على قبر الشهداء
قال: ( فلا أخبرك بسيد الشهداء ؟ قلت : بلى ، قال : الحسين بن علي (عليهما السلام) ، قلت : وإنه لسيد الشهداء ؟ قال : نعم
قلت : فما لمن زاره ؟ قال : حجة وعمرة ، ومن الخير هكذا وهكذا )
وشاء الله تعالى ان يفتح آفاق رحمته لعباده المخلصين من خلال عقيدة الانتماء لسيد الشهداء الحسين ( عليه السلام ) ، فنوّع وعدّد وأجْزل الثواب لزواره من القرب والبعد ، فأنْ حالت ظروف المرأة دون الوصول الى الضريح الشريف ، فيمكنها الزيارة من بعد بنفس الألفاظ التي جاءت بلسان الامام الصادق ( عليه السلام ) في زيارة الاربعين ، وستُكتب لها الزيارة ويسجّل الله تعالى لها الاجر والثواب بقدر نيتها (( ولدينا مزيد )) ، بل سيتضاعف لها الاجر والثواب لحفاظها على خدرها وسترها مادام لا يوجد معها محرم يرعاها في زيارتها ، وهذا شيء عظيم وكبير عند االامام الحسين (عليه السلام ) سيد العفة ورائدها ، فسيقبلها من زواره ويرعاها بشفاعته بأذن الله تعالى .
والمرأة المؤمنة الصالحة هي التي تمتثل للشريعة وتطبّق أحكامها ، فقبل ان تخرج لأداء الاستحباب الشرعي في زيارة الامام الحسين (عليه السلام) عليها ان تلتفت الى واجباتها الشرعية : ان لا تخرج من بيتها الّا بأذن زوجها ، وأن تراعي حجابها الشرعي بأحوط صوره ، وأن تبتعد عن الاختلاط غير المحمود .
وأعلمي أختي الزائرة الكريمة :
إن الحجاب بالمعنى الشرعي الصحيح يمثّل سلوكاً عفيفاً طاهراً نقياً تتحلّى به المرأة في وسط مجتمعها ابتداءً من الستر المطلوب الى ترك مظاهر الزينة المحرمة ، والظهور بالملابس المثيرة للفتنة ، والريبة ، والّلذة وانتهاءً بتمسّكها بالحياء ، والعفة ، والحشمة المطلوبة ، لتأخذ مكانتها التي أرادها الله تعالى بها : أماً صالحة ، وزوجة عفيفة ، وبنتاً بارة ، وأختاً كريمة ، وصانعةً للأجيال ، وبهذا استحقّت المرأة المؤمنة أن تكون محلَّ اهتمام ، ورعاية الشرع الحنيف ، ويتأكّد هذا المعنى عندما تكون في طريق العقة والغيرة والطهارة طريق ابي الاحرار الامام الحسين (عليه السلام) .
وفي عقيدتي : أن النساء اللاتي يزرْنَ الامام الحسين ( عليه السلام ) من بعد ، او من بيوتهم مع الحفاظ على عفتهن وسترهن ، لعدم توفّر المحرم لهنَّ ، او عدم اجتماع الشرائط التي تهيأ لهنَّ الجو المناسب لخروجهنَّ فيتأسفْنَ لذلك مع سلامة عقيدتهنَّ ، واخلاصهنَّ ؛ فلْيعلمْنَ انَّ الله تعالى ، ورسوله الكريم ، وأهل بيته صلوات الله عليهم يُحبّون فعلهنّ ، فسترفع زيارتهنَّ الى السماء وتتباهى بها الملائكة لأنها محفوفة بعطر الستر ، والعفة ، والطهارة ، والعقيدة الصالحة والأخلاص فهنيئا لهنَّ هذا العفاف وهذه الزيارة المباركة ، والله ولي التوفيق .