تأملات مختصرة في أدعية ايام شهر رمضان المبارك ... دعاء اليوم الرابع
✍️️ بقلم فضيلة الشيخ عبد الحكيم الخزاعي
اللَّهُمَّ قَوِّني فيهِ عَلى إقامَةِ أمرِكَ، وَأذِقني فيهِ حَلاوَةَ ذِكرِكَ، وَأوزِعني فيهِ لأَداءِ شُكرِكَ بِكَرَمِكَ، وَاحفَظني فيهِ بِحِفظِكَ وَسَترِكَ، يا أبصَرَ النَّاظِرينَ.
بسمه تعالى :
لازال العبد يترقى في مطالبه وتاخذه الأدعية نحو الكمال وفي هذا الدعاء يسأل عدة أمور.
أولها: القوة في إقامة الأمر في شهر رمضان المبارك والأمر هو كل ما يرتبط بالدين الإلهي وهكذا في شهر رمضان المبارك هناك أمر إلهي خاص في الصيام والذكر والدعاء وتلاوة القرآن الكريم والعبد يحتاج إلى القوة فيه من الله سبحانه وتعالى والقوة محبوبة عند الله تعالى فالمؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف والله يريد ان نعد القوة إلى الاعداء واعدوا لهم ما استطعتم من قوة.
ثانياً: ان يذوق حلاوة الذكر فهناك من لا يذكر وهناك من يذكر ولا يذوق لذة الذكر وهناك من يتذوق ويعيش حالة من اللذة المعنوية التي لا تقاس بها لذة أخرى .
والطاعة والطهارة والابتعاد عن الذنوب سبب لتذوق لذة المناجاة ففي حديث عن نبي الله موسى عليه السلام ان الله أخبره بانه عذب عبدا باشد العذاب بقوله تعالى ( لقد سلبت منه لذة دعائي ومناجاتي) .
وما اعذب طعم حب الله تعالى وما اطيب ذكره على القلوب الوالهة وما أشده على القلوب المنافقة.
ثالثا: أداء الشكر لله رب العالمين بان يشكره لتوفيقه للطاعة وكذلك بقاءه في شهر رمضان المبارك للصوم ويشكره على كل نعمة مادية ومعنوية والمعرفة الحقيقية لمصدر النعمة هي الشكر الحقيقي بعد الذكر والعبد مهما شكر يحتاج إلى شكر جديد كلما قلت لك الحمد وجب علي أن أقول لك الحمد فعليه أن يعترف بالتقصير والقصور لعل الله يكتبه في جملة الشاكرين والشكر هو سبب الزيادة والتوفيق الإلهي.
رابعاً: يسأل الله الحفظ فالله هو الحافظ لاغير يحفظه في نفسه وفي أهله وفي ماله وفي دينه يحفظه من الوقوع في الذنوب والمعاصي فالله هو الحافظ والساتر وهو ابصر الناظرين.
والحمد لله رب العالمين.