تأملات مختصرة في أدعية ايام شهر رمضان المبارك ... دعاء اليوم الخامس
بقلم فضيلة الشيخ عبد الحكيم الخزاعي
اللَّهُمَّ اجعَلني فيهِ مِن المُستَغفِرينَ، واجعَلني فيهِ مِن عِبادِكَ الصَّالِحينَ القانِتينَ، واجعَلني فيهِ مِن أوليائِكَ المُقَرَّبينَ، بَرَأفَتِكَ يا أرحَمَ الرَّاحِمينَ
بسمه تعالى
في هذا الدعاء يوجد لدينا مفاهيم مهمة يريد ان يركزها في عقلية وقلب الإنسان الصائم
أولها: الاستغفار فشهر رمضان المبارك هو شهر المغفرة كما قال رسول الله صلى الله عليه وآله اقبل اليكم شهر الله بالمغفرة والرحمة ، ولكن هذه المغفرة لها مفتاح الا وهو الاستغفار فهو الدواء الشافي عن الذنوب قال أمير المؤمنين عليه السلام:
قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام :
" عَلَيْكُمْ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ بِكَثْرَةِ الِاسْتِغْفَارِ وَ الدُّعَاءِ . فَأَمَّا الدُّعَاءُ فَيُدْفَعُ بِهِ عَنْكُمُ الْبَلَاءُ ، وَ أَمَّا الِاسْتِغْفَارُ فَيَمْحَى ذُنُوبَكُمْ.
فالامام يقول ان محو الذنوب عبر الاستغفار والتعبير لطيف جدا فالمحو هو المسح بحيث لا يبقى للذنوب أثرا ، ولا شك ان افضل الاوقات للاستغفار في شهر رمضان المبارك هو وقت السحر فعن النبي صلى الله عليه وآله: قَالَ: السَّحُورُ بَرَکَةٌ وَ لِلَّـهِ مَلَائِکَةٌ یُصَلُّونَ عَلَی الْمُسْتَغْفِرِینَ بِالْأَسْحارِ وَ عَلَی الْمُتَسَحِّرِینَ وَ أُکْلَةُ السَّحُورِ.
وقوله فيه اما في هذا اليوم او في الشهر كله وعموما قد يخرج الإنسان بنتيجة فيكون من أهل الاستغفار الدائمي الحقيقي حتى في غير شهر رمضان المبارك.
ثانيها: أن يكون من العباد الصالحين فالكل هم عبيد لله لكن قليل هم الصالحين والاقل أيضا القانتين اي الذي يقنتون لله دائما في جميع أحوالهم ، فالقنوت لله يمثل قمةالعبودية والتسليم المطلق لله وفيه اعتراف بصدق بكون الله هو المؤثر في الوجود لاغير .
ثالثاً: يترقى الدعاء إلى طلب الولاية من الله تعالى واي ولاية ولاية المقربين وهذا يزرع في الإنسان المؤمن الهدفية وان يطلب الدرجات العالية على نهج نبي الله ابراهيم عليه السلام حيث يقول واجعلني للمتقين إماما ، والولي القريب من الله تعالى هو الذي لا يغيب عنه الله تعالى طرفة عين فقد سكن الله قلبه واقترب إليه ولا يمكن ان يعيش من دون الذكر الإلهي.
وهذه المقامات مقام الاستغفار والقنوت والولاية إنما تأتي من رحمة الله تعالى فرحمته قريب من المحسنين وشهر رمضان المبارك فيه تتنزل الرحمة والبركة فلا يكون هناك مانع وحاجب عن هذه المقامات إلا نفس الإنسان وكسله وغفلته.
نسال الله ان نكون من أهل ولايته بحق محمد وال محمد