• Post on Facebook
  • Twitter
  • pdf
  • نسخة للطباعة
  • save
الأكثر شعبية

تأملات مختصرة في أدعية ايام شهر رمضان المبارك ... دعاء اليوم ‏السادس

بواسطة |   |   عدد القراءات : 1424
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
تأملات مختصرة في أدعية ايام شهر رمضان المبارك ... دعاء اليوم ‏السادس

 

بقلم فضيلة الشيخ عبد الحكيم الخزاعي

 

اللَّهُمَّ لا تَخذُلني فيهِ لِتَعَرُّضِ مَعصيَتِكَ، وَلا تَضرِبني بِسياطِ نَقِمَتِكَ، وَزَحزِحنيِ فيهِ مِن موجِباتِ سَخَطِكَ، بِمَنِّكَ وَأياديكَ يا مُنتَهى رَغبَةِ الرَّاغِبينَ

 

بسمه تعالى:

اللهم لا تخذلني فيه الخذلان الإلهي من أشد العقوبات الإلهية على الإنسان بحيث يوكله إلى نفسه ولا يحول بينه وبين المعصية ،وسبب الخذلان هو الجهل بل إنه يمد الجهل فعن الامام علي عليه السلام: التوفيق ممد العقل، الخذلان ممد الجهل فالصراع بين جنود العقل والجهل وهذا الصراع يحدد المنتصر فيه أما التوفيق الإلهي أو الخذلان وهذا صراع مستمر في وجود الإنسان عن الامام علي عليه السلام:التوفيق والخذلان يتجاذبان النفس، فأيهما غلب كانت في حيزه ،فالنفس اما في حيز الخذلان أو في حيز التوفيق فتكون أسيرة لأحد الاتجاهين لكنها في التوفيق الإلهي تنطلق في خدمة الله ودينه ،وفي الخذلان تتجه لخدمة الشيطان.

 

ولاتضربني بسياط نقمتك النقمة الإلهية لا يتحملها موجود فالله منتقم لكن ليس كباقي المنتقمين وسياطه ليس كباقي السياط ، فلو سلط الله هذه السياط على الإنسان أردته قتيلا وتكون العقوبة الإلهية هي المؤدب للإنسان وهذا حال الإنسان البعيد عن الله سبحانه وتعالى والذي لم يتعظ بالمواعظ ولم يكن له سمع أو بصر أو قلب .

والإنسان يحتاج إلى أن يزحزحه الله عن موجبات السخط وهي الذنوب والمعاصي وكل ما حرم الله تعالى فلولا العون الإلهي والمدد الإلهي والتوفيق فإن الإنسان يقع في حبائل الشيطان وكيد النفس الإمارة بالسوء ، فهناك موجبات للرحمة وهناك موجبات للسخط الإلهي والإنسان المتقي هو الذي يعرفها ويحذر منها وهذا يحتاج إلى فقه ومعرفة وإرادة قوية .

يا منتهى رغبة الراغبين الله هو الرغبة الحقيقية للإنسان المؤمن وكل النعم الأخرى هي بالعرض وليس بالذات فالله مطلوب لذاته وهو غاية الغايات كما يقول الامام الهي وجدتك اهلا للعبادة فعبدتك ، فهو الغاية القصوى وهو المطلوب الاساسي وكل الاشياء الاخرى سراب ووهم.

والحمد لله رب العالمين

Powered by Vivvo CMS v4.7