بقلم: نافع علوان الشاهين

١-السورة سلوى للمؤمنين لانهم ينتفعون بالصبر والمواعظ ويتشوقون للحكمة والعلم ولامثال هذه القصص القرانية المسلية (نتلو عليك من نبأ موسى وهارون بالحق لقوم يؤمنون) الاية٢ .

٢-السورة مشحونة بالامل والوعد الحق حتى افرد احد الباحثين كتاباً في تفسيرها اسماه (عواطف الاملين من سورة القصص المباركة)  لكثرة ماورد فيها من ايات تشير للامل ومشاعر الاملين. 

(ونريد ان نمن على الذين استضعفوا في الارض ونجعلهم ائمة ونجعلهم الوارثين)  الاية٥

(ونمكن لهم في الارض ) الاية ٦

(لاتخافي ولاتحزني انا رادوه اليك وحاعلوه من المرسلين)  الاية ٧

٣-في السورة تحذير من النزق والطيش وسرعة التصرف والانفعال السريع قبل استكمال العدة لذلك وبخ النبي موسى(ع)الذي من شيعته لما رأه ثانيه يتصارع مع قبطي (انك لغوي مبين) الاية١٨ 

فلا قيمة لمثل هذه الاشتباكات التي لاتضر ولاتنفع اذا كان المؤمنون قلة وغير مستجمعون لعدتهم وعددهم للنزال. 

٤-في السورة اشارة واضحة لجواز التمويه والتنكر التي قد يحتاج لهما العاملون للوصول لاهدافهم ولكسب بعض المكاسب التي تخدم قضيتهم وفقاً للموازين الشرعية كما في الاية(وقالت لاخته قصيه فبصرت به عن جُنب وهم لايشعرون )الاية١١

٥-كثرة الدعاء التي رافقت النبي مرسى(ع) خلال حياته قبل وبعد النبوة والتي تبدو واضحة في هذه السورة وهذا ما ينبغي ان يكون عليه العاملون الرساليون

(قال رب اني ظلمت نفسي فاغفر لي)  الاية١٦

(قال رب نجني من القوم الظالمين)  الاية٢١

(قال رب اني لما انزلت الي من خير فقير)  الاية ٢٤

٦-في السورة تكليف يقضي بضرورة الاسراع بالنصيحة والسعي الجاد لذلك تحت اقصى الظروف واصعبها كما فعل مؤمن ال فرعون-حزقيال- حين سعى لتخليص النبي موسى(ع) من القتل (وجاء رجل من اقصى المدينة يسعى)  الاية٢٠

٧-ان الرسالي ليكون منتجاً يتوجب عليه الاستماع للنصيحة وخاصة اذا كانت من الامين الثقة المشفق وهكذا فعل النبي موسى(ع) حين نصحه مؤمن ال فرعون-حزقيال-بالخروج من المدينة(فاخرج اني لك من الناصحين) الاية ٢٠

٨-في السورة شرح لمقومات يجب ان يمتلكها المبلغ والداعية والرسالي وقد جسدها النبي موسى(ع) منها: 

أ-تحمله اعباء الامة فالة الرئاسة سعة الصدر وطلبه من الله ان يشرح صدره لذلك

ب-طلب المستشار الناصح(واخي هارون هو افصح مني لساناً فارسله معي ردءاً يصدقني) الاية ٣٤

ج-استماع النصيحة كما تقدم في النقطة اعلاه

٩-في السورة تحديد للكافر الظالم التي يجب على الامة الخروج عليه لو اجتمعت فيه الصفات التي اجتمعت بفرعون وهي: 

أ-علوه في الارض. 

 ب-جعل الناس فرقاً وشيعاً

ج- استضعاف الطوائف

 د-يذبح الرجال 

ه- يستحي النساء

(وان فرعون علا في الارض وجعل اهلها شيعاً يستضعف طائفة منهم يذبح ابنائهم ويستحي نسائهم انه كان من المفسدين)  الاية ٣

١٠-في السورة حث شديد للتمسك بالاخلاق الفاضلة في احلك الظروف وحتى عند الهجرة وترك الديار وهكذا فعل النبي موسى(ع) حين خرج من بلده فتراه يحافظ على الامانة حين السقي لبنات شعيب واختيار ابعد الاجلين حين رعى الاغنام للنبي شعيب(ع) (ان خير من استئجرت القوي الامين)  الاية ٢٦

١١-في السورة درس للنساء والرجال للتحلي بالخلق لرفيع في التعامل مع الجنس الاخر دون الخضوع بالقول وهذا ما بينته الاية(فجاءته احداهما تمشي على استحياء)  الاية ٢٥

١٢- في السورة درس لكل مؤمن واعي ورسالي ان لاتوقفه الاعراف الاجتماعيه والتقاليد العشائريه ان يخطب الثقة الامين القوي لابنته كما فعل النبي شعيب(ع) ( قال اني اريد ان انكحك احدى ابنتي هاتين)  الاية ٢٧

١٣-في السورة اشارة  واضحة للدور الايجابي الذي كان يلعبه موسى(ع)  في قصر فرعون فاستطاع بحنكته ورساليته ووعيه ان يزرع له انصار مقربين من الحاكم وهما زوجة فرعون اسيا بنت مزاحم والعضو في برلمان فرعون الحكومي مؤمن ال فرعون وهذا توظيف نافع لاستغلال القوى الناعمة لزعزة اركان الظلمة(وقال امراءة فرعون قرت عين لي ولك لاتقتلوه)  الاية٩

١٤-السورة تبين ان فرعون الغير متدين والملحد كما يسميه البعض اليوم كان طائفي ومستضعف للاقليات وارهابي يقتل الاطفال ودكتاتوري يقصي خصومه بالقتل وهذا ينفع شبابنا في مناقشاتهم حول الايمان والالحاد ففرعون من رموز الالحاد والتمدن فهو غير متدين وفي ذلك نصرٌ للمؤمنين.  

١٥-في السورة اشارة واضحة انه ليس الظالم والكافر فقط يزيغا عن امر الله بل تصل النوبة للعالم وللتاجر كما تقص السورة قضية قارون المقرب من النبي موسى(ع) ولكنه بغى (ان قارون كان من قوم موسى فبغى)  الاية ٧٦ 

ففي السورة تحذير من الركون للدنيا والخلود اليها والاغترار بالمال الوفير والعلم الكثير فقارون كان عالم وتاجر !

١٦-ان الوحي الالهي والالهام الرباني قد يناله اي كادح ومؤمن وفي السورة حث للتعرض لتلكم الالطاف والالهامات والنفحات والوحي الرباني لكل طالب للحقيقة شريطة ان يطهر وعائه كما نالت ذلك ام موسى(واوحي

ا الى ام موسى ان ارضعيه) الاية

١٧-في السورة اعجاز بلاغي يصلح ان يكون رداً للمتطاولين على بلاغة القران كما في الاية (واوحينا الى ام موسى ان ارضعيه فاذا خفت عليه فالقيه في اليم ولاتخافي ولاتحزني انا رادوه اليك وجاعلوه من المرسلين) الاية٧

 ففيها خبران: واوحينا الى ام موسى +اذا خفت عليه

وفيها امران: ارضعيه + القيه

ونهيان: لاتخافي +لاتحزني 

وبشارتان :انا رادوه اليك +وجاعلوه من المرسلين 

١٨-في السورة درس للرسالين بان الداعية المخلص تحفظه يد الله وقد يعيش في كنف الظالمين وبوصايتهم كما عاش النبي موسى(ع) في قصر فرعون (فالتقطه ال فرعون ليكون لهم عدواً وحزناً) الاية ٨ 

فليستشعروا ذلك وليجعلوا نياتهم خالصة لله والله هو المتكفل بالنصر ولكن ذلك لايعني ان يعيش الرساليون على حرير الاماني بل عليهم توخي الحذر دوماً وان يتعالوا على الطغاة بذكاء احد،وانضباط اشد وتضحيات سخية. 

١٩-السورة تعطي للرسالين درساً بان لايستعجلوا النصر وانه لايأتي حتى حين فقد تتدخل يد القدرة الالهية منذ اول الامر لادارة المعركة ولكن النصر الالهي لم يتم تمامه الا بعد استعلام الايمان في قلوب الذين امنوا بموسى(ع) وجهروا بكلمة الحق في وجه الطغيان كما فعلت زوجة فرعون حين جهرت بايمانها ومؤمن ال فرعون. 

٢٠-سورة القصص من سور الطواسين الثلاث(الشعراء والنمل والقصص) وتسلسلها في المصحف الشريف ٢٨ وعدد اياتها ٨٨ وهي سورة مكية وورد في فضل قرأتها عن النبي محمد(ص واله) : من قرأ طسم-القصص-اعطي من الاجر عشر حسنات بعدد من صدق بموسى وكذب به ولم يبقى ملك في السماوات والارض الا شهد له يوم القيامة انه كان صادقاً. 

…… .

المصادر

١-مقاصد السور في القران الكريم-السيد محمد تقي المدرسي. 

٢-تفسير التحرير والتنوير-الطاهر بن عاشور. 

٣-عواطف الاملين في سورة القصص المباركة-عماد علي الهلالي. 

٤-تفسير في ظلال القران-سيد قطب. 

٥-التفسير المعين-محمد هويدي. 

٦-في رحاب قصص الانبياء والمرسلين دروس وعبر -عبود الراضي.