النبوة

بواسطة |   |   عدد القراءات : 1271
حجم الخط: Decrease font Enlarge font

النبوة

قلنا أن البشر في فطرته يعشق الكمال ويحن إليه لكنه يخطأ في المصداق فيتصور ماليس كمالا كمالا والأشياء الكاملة هي التي ليس لها زوال وليس فيها أذية وليس فيها منغصات وتدوم أبديا ، وقلنا هي هذه الهداية التكوينية بحيث تكوينيا يشعر بها الإنسان لكن المشكلة أن قد يخطأ والعقل هنا لايسعفه في ذلك فهو وان توصل إلى عنوان عام مثل واجب الوجود لكن الإله الحقيقي اله الأديان بما يحمل من صفات وأسماء وبما يريد من تكاليف وتشريعات مهمة تنقذ الإنسان وتبين هدفه في الحياة العقل لوحده لن ينفع فلابد من وجود انسان كامل آخر غير نفس الإنسان له إطلاق كامل على هذه القضايا من نفس تلك القوة التي دلت عليها الفطرة بحيث تكون مرتبطة بها وتؤيدها بمعاجز حتى نصدقها وقد أسموها العرفاء  (بالإنسان الكامل )فمادام الإنسان يعشق الكمال لابد من وجود انسان كامل يبين له المصداق والا بقي في حيز  الضلال والتشبيه والتعطيل والكفر فالفطرة نفسها تدل وجود هكذا انسان كامل اسمته الشرائع (نبيا )ويسميه أهل العرفان وليا أو إنسانا كاملا وهذا الإنسان الكامل لأيخلو منه زمن إذ الفطرة تبقى تحتاج إلى الموجه فهي تضعف وقد تضمحل فتحتاج في كل زمن إنسانا كاملا يبين لها الأصول والفروع وهذا هو (الإمام )فالفطرة بنفسها تدل على وجود الله وأيضا تدل على وجود الأنبياء وتدل على وجود الإمام

في بيان ان المعاد أمر فطري

قال السيد الخميني في الأربعون حديثا

ان المعاد أو يوم القيامة من الأمور الفطرية المجبولة على طينة البشر وهذا أيضا مثل المقامين السابقين يقصد مقام الذات والصفات ، يمكن البرهنة عليه بطرق كثيرة وأمور فطرية عديدة ونحن هنا نشير إلى بعض منها

اعلم ان من الفطريات الإلهية التي فطرت عليها العائلة البشرية كافة هي فطرة حب الراحة فلو انك في كل أدوار التمدن والتوحش والتدين والعناد رجعت إلى هذا الإنسان الجاهل والعالم والوضيع والشريف والمدني والبدوي وسألته لم كل هذا التعلق المتنوع والأهواء الشتى وماالغاية من تحمل كل هذه المشقات والصعوبات فإنهم جميعا يجيبون بلسان الفطرة إنما كله لأجل راحتهم ، والغاية الأخيرة هي الراحة الأبدية من كل تعب ونصب ولكن الإنسان يتصور أن الراحة هنا في الدنيا لذا يتشبث كل يوم بشي جديد تماما مثل قضية حب الكمال لكنه لن يجده

اذا لابد من آن يكون هناك دار التحقق وعالم الوجود عالم لا تشوب راحته شائبة من ألم وعذاب وتعب راحة مطلقة لأيخالطها شي من العناء سرور دائم  خالص لأ يعتوره حزن ولا هم ذلك العالم هو دار النعيم عالم كرم ذات الله المقدسة

 

Powered by Vivvo CMS v4.7