امتياز برهان الصديقين على سائر براهين إثبات وجود الله

بواسطة |   |   عدد القراءات : 2137
حجم الخط: Decrease font Enlarge font

امتياز برهان الصديقين على سائر براهين إثبات وجود الله:

 

1ـ إن برهان الصديقين أكثر البراهين إحكاماً و هو في غاية المتانة و الثبات، و يفيد أعلى درجات الجزم و اليقين.

 

2ـ يعد هذا البرهان أشرف طريق لمعرفة الله تعالى، لأنه يسلك طريقه إلى معرفة الواجب عن طريق حقيقة الوجود هو الخير المحض و هو منبع سائر الخيرات، في حين تجعل سائر البراهين المخلوقات واسطة لإثبات وجود الله، و المخلوقات مشوبة بالنقص و العدم، بل هي عدم محض قياساً بوجود الحق، و العدم منشأ الشر، بل هو الشر المحض.

 

3ـ إن هذا البرهان هو أبسط البراهين و أسهلها، لأنه لا يحتاج إلى أي واسطة في إثبات وجود الحق و صفاته و أفعاله غير الحق، كما أنه لا يحتاج إلى إبطال الدور و التسلسل.

 

4ـ الاستفادة من الإمكان الوجودي أو الفقر الوجودي و هو مقتضى البساطة و الأصالة، خلافاً لطريقة حكمة المشائين التي تستفيد من الإمكان الذاتي الماهوي.

 

5ـ إن برهان الصديقين هو الوحيد الذي يكفي لمعرفة ذات الحق و توحيد الذات و معرفة صفات الحق و توحيد الصفات، و معرفة الأفعال، و توحيد الأفعال خلافاً للراهين الأخرى.

 

6ـ و بالإضافة لإثبات هذا البرهان أصل وجود الباري فهو يستلزم إثبات أن التوحيد حقه حقيقة و إثبات العلم و القدرة و الإرادة و القيومية و سائر صفات الله و أسمائه الحسنى.

 

و في الختام لا بد لنا أن نعرف أن أهمية برهان الصديقين و شرفه على أساس أصول العرفان لا على أساس المفهوم الذهني الصرف و كذلك فإن المراد من الصديقين هنا هم الذين يستدلون بالله على غيره و ليس الذين يستدلون على الله بغيره، و معنى هذا أن وجود الله أصبح منكشفاً لديهم فلا حاجة للاستدلال عليه بغيره.

 

و هنا يمكن الإشارة إلى بعض النماذج من كلام الأئمة و بيانهم (ع) باعتبارهم المصداق الأكمل للصديقين. و نجد في هذا البيان دليلاً واضحاً على أن معرفة الله مقدمة على معرفة المخلوقات لدى الأئمة و مما يتضح من كلامهم في هذا المجال هو أن الله موجود ظاهر الوجود ومنكشف إلا أنه مجهول نستدل عليه بواسطة الغير. و مع أن الأئمة لم يصلوا إلى هذه الحقيقة عن طريق البرهان و الفلسفة و إنما عرفوا الله عن طريق ذات الله، هناك اختلاف ظريف بين بيان الصديقين (الأئمة و الأولياء) و البيان الفلسفي لبرهان الصديقين، و هذا الفرق قابل لتشخيص و هو ناشئ من اختلاف طرق المعرفة التي تسلك إلى معرفة الحقيقة.

 

1ـ في رواية الجاثليق.. لما سأله الجاثليق أخبرني عرفت الله بمحمد، أم عرفت محمدا بالله عزوجل ؟ -: ما عرفت الله بمحمد (ص)، ولكن عرفت محمدا بالله عزوجل حين خلقه وأحدث فيه الحدود من طول وعرض، فعرفت أنه مدبر مصنوع باستدلال وإلهام منه وإرادة، كما ألهم الملائكة طاعته وعرفهم نفسه بلا شبه ولا كيف..

 

2ـ و يقول الإمام في مكان آخر ما مضمونه : إني قبل أن أرى الاشياء أرى الله ثم أرى الاشياء.

 

3ـ يقول الإمام الحسين (ع) في دعاء عرفة: أ يكون من الظهور لغيرك ما ليس لك حتى يكون هو المظهر لك، متى غبت حتى تحتاج إل دليل يدل عليك، و متى بعدت حتى تكون الآثار هي الموصلة إليك، عميت عين لا تراك عليها دليلاً.

 

و يقول في مكان آخر: أنت الذي تعرفت إلي في كل شيء فرأيتك ظاهراً في كل شيء، و أنت الظاهر لكل شيء

Powered by Vivvo CMS v4.7