الدليل العرفاني على وجود الله
الدليل العرفاني على وجود الله
ممالاشك فيه أن المنهج الفلسفي يختلف عن المنهج العرفاني إذ الأول يعتمد على معطيات وكشف العقل بينما الثاني يعتمد على كشف القلب والسير والسلوك والعلم الباطني ولكن وجد هناك علم يسمى العرفان النظري مهمته إقامة الأدلة على ماتم كشفه قلبا ومحاولة عقلنته
واس الأدلة العرفانية هو الكشف والعلم الباطني الحضوري والفطرة لذا يقول صدر المتألهين قدس في كتابه المبدأ والمعاد بعد أن أقام الأدلة على وجود الله فلسفيا مشيرا إلى مسألة مهمة وهي أن وجود الله مسألة فطرية ضرورية لا برهانية دليلية وهذا يتماشى مع ماورد في الدعاء كيف يستدل عليك بما هو في وجوده مفتقر إليك (دليل الفقر )
يقول في ص 38 :بل وجود الله تعالى كما قيل أمر فطري فإن العبد عند الوقوع في الأهوال وصعاب الأحوال يتوكل بحسب الجبلة على الله تعالى ويتوجه توجها غريزيا إلى مسبب الأسباب ومسهل الأمور الصعاب وان لم يتفطن لذلك ولذلك ترى أكثر ((العرفاء ))مستدلين على إثبات وجوده وتدبيره للمخلوقات بالحالة المشاهدة عند الوقوع في الأمور الهائلة كالغرق والحرق
إذن عمدة الدليل عند أكثرية العرفاء هو الدليل الفطري وقد أشار في كتابه الشواهد الربوبية أيضا إلى ذلك
ماهي الفطرة :يقول السيد الخميني في الأربعون حديث هي الكيفية والحالة التي خلق الله الناس عليها وتتعد من لوازم الوجود فتخرمت فطرتهم بهذه المعرفة في أصل الخلق
أحكام الفطرة :يقول السيد الخميني في الأربعون حديثا :لابد أن تعرف بأن ماهو من أحكام الفطرة لايمكن أن يختلف عليه اثنان من ناحية أنها من لوازم الوجود وقد تخمرت في أصل الخلقة فالجميع من الجاهل والمتوحش والمتحضر والمدني والبدوي مجمعون على ذلك وليس ثمة منفذ للعادات والمذاهب والطرق المختلفة للتسلل اليها والاخلال بها ، أن اختلاف البلاد والأهواء والمانوسات والآراء والعادات التي توجب وتسبب الخلاف والاختلاف في كل شي حتى في أحكام العقل ليس لها مثل هذا التأثير ابدا في الأمور الفطرية فكل امر يختلف فيه يجب إخراجه من الأمور الفطرية نعم القطرة قابلة للضعف ولكنها لا تضمحل ابدا فإذا كان العقل يحتاج الدليل فالفطرة تحتاج التنبيه لذا تكون الأدلة وفق المنهج العرفاني منبهات لا أدلة وتذكير (ذكر إنما انت مذكر )
والدليل الفطري يعتمد على قضية عقلية استقرائية تقول اي احتياج في الطبيعة يوجد ما يسده فوجود الخوف يدل على وجود الأمن العطش على وجود الماء الجوع على وجود الطعام وهكذا ، والإضطرار لقوة عليا والاشتياق اليها والتاله لها واحتياجها ف الشدة يدل على وجودها. ..