وجوه ثورة الحسين عليه السلام.
بقلم فضيلة الشيخ عبد الحكيم الخُزاعي
تتعدد القراءات لثورة الحسين عليه السلام بحسب المشارب والاذواق فالثوري يراها ثورية والعقائدي يراها عقائدية والاخلاقي يراها كذلك ، والحقيقة هناك أوجه عديدة لها ويمكن تأويلها بعدة مشارب واتجاهات وكلها حقة ولا تتضارب أو تتصادم بينها ومن ذلك .
أولا: الوجه العقائدي للثورة فهي امتداد لما قاله الإمام علي عليه السلام لما سأله سائل في معركة صفين عن معنى احدية الله فنهره البعض باعتبار أنها معركة وليس محلا للعلم الإلهي فقال الإمام عليه السلام اتركوه أنه الذي نطلبه من القوم ، فالأمام الحسين عليه السلام امتداد لهذا المسار وهو القائل اسير بسيرة ابي وجدي ، ولكن البعد العقائدي هنا ليس نظريا محضا بل هو عملية ربط بالاله مباشرة ودرس عملي في التوحيد والمعاد وتفاصيل الدين .
ثانياً: الوجه العبادي للثورة وهد توضح ذلك جليا فالحسين عليه السلام يطلب من أخيه ابي الفضل العباس أن يمهله القوم ليلة حتى يصلي لله ويقرا القران لانه يحب ذلك ،بل في ساحة المعركة وصلى صلاة الخوف باصحابه وقد استشهد بعض اصحابه وهم يحمونه في الصلاة ويقولون له هل وفينا ويدعو لأحدهم جعلك الله من المصلين.
ثالثاً: الوجه الحقوقي للثورة ،وهو اهم أسبابها الظاهرية فالحقوق قد طمست والحق لم يعد يعمل به وبني أمية عطلوا الحدود واستأثروا بالفيء ،وجعلوا مال الله دولا وعبيده خولا ، فهذه الأسباب الاقتصادية والسياسية والقضائية والاجتماعية جعلت الامام الحسين عليه السلام يخرج بنفسه للثورة.
رابعاً: الوجه الأخلاقي والإنساني وهو وجه بارز ،فقد سقى الامام الحسين عليه السلام اعدائه ماء لما جاءه الحر وأصحابه ، وقد وضع خده على الغلام التركي والعبد الاسود كما فعل مع علي الاكبر عليه السلام ، وقدم انموذجا كاملاً للاخلاق الإنسانية وسيرة عطرة للإسلام المحمدي الأصيل القائم على ( إنما بعث لاتمم مكارم الاخلاق) وقد قال عن علي الاكبر ( برز إليهم أشبه الناس خلقا وخلقا ومنطقا برسول الله) فهي ثورة أخلاقية أصحابها افضل الناس خلقا..
يجب تقديم ثورة عاشوراء بهذه الوجوه وغيرها فهي ثورة عظيمة طافحة بالمثل والقيم العليا في الاسلام.