• Post on Facebook
  • Twitter
  • pdf
  • نسخة للطباعة
  • save
الأكثر شعبية

هل أثبت الرسول - صلى الله عليه واله وسلم - أقوال أهل الكتاب في القرآن؟

بواسطة |   |   عدد القراءات : 1236
حجم الخط: Decrease font Enlarge font

هل أثبت الرسول - صلى الله عليه واله وسلم - أقوال أهل الكتاب في القرآن؟
اخْتارَ الفادي المفترِي عِنواناً مُثيراً هو: " اقتبسَ أَقوالَ أَهْلِ الكتاب " زَعَمَ
أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه واله وسلم - كان يأخذُ أَقوالَ اليهودِ والنصارى، ويَضَعُها في القرآن، ويزعم أَنَّ اللهَ أَوحى إِليه بها.
واعترضَ على قولِ اللهِ وَبَئ: (وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ (103) .
نَقَلَ المجرمُ عن بعضِ المسلمين ما قيلَ عن سببِ نُزولِ الآية، وتَعيينِ
الأَشخاصِ الذين اتَّهمهم المشركون بتأْليفِ القرآن، وأَنَّ الرسولَ - صلى الله عليه واله وسلم - أَخَذَ القرآنَ منهم..
والذين نَقَلَ عنهم هم ابنُ عباس - رضي الله عنهما -، ومحمدُ بنُ إِسحاق
صاحب السيرة، والبيضاويُّ صاحبُ التفسير.
والأَعاجمُ في مكة الذين اتُّهِموا بتأليفِ القرآنِ بالأَعجمية، وعَلَّموهُ
للرسولِ - صلى الله عليه واله وسلم - فصاغَهُ بالعربية هم: الحَدّادُ النصراني " بَلْعام "، و " يَعيش " غلامُ بني المغيرة، و " جَبْر " الغلامُ الروميُّ لبعضِ بني الحضرميّ، و " يَسار " الغلامُ الفارسي من عينِ التمر، وكان جَبر ويَسار حَدّادَيْن يصنعانِ السّيوفَ في مكة، والغُلام " عائش " النصراني، عبدٌ لحويطبِ بن عبد العزى، و " عَدّاس " غلامُ عتبةَ بن ربيعة.
وبعدَما ذَكَرَ أَسماءَ هؤلاءِ عَلَّقَ المفترِي على القصةِ بقوله: " ونحن نسأل:

اتهمَ العربُ محمداً أَنه يتعلمُ الأَخبارَ من غيرِه ثم ينسبُها لنفسِه، ويزعمُ أَنها
وحيٌ إِليه من الله، فلماذا لم يُقدم لهم البرهانَ أَنه يتلقى أَقوالَه منْ الله رأْساً؟
إِنَّ رَدَّه أَنَّ الذي يَسمعُ أَقوالَه أَعجميٌّ اعترافٌ بالاقتباس " لأَنه صاغَ ما سمعَ
من معانٍ بأُسلوبه العربيِّ الفصيح ".
زعمَ الكفارُ أَنَّ القرآنَ ليس كلامَ الله، وإِنما هو من تأليفِ بَشَرٍ كان يُعَلِّمُ
محمداً - صلى الله عليه واله وسلم -، واختلفَ الرواةُ في تحديدِ اسمِ ذلك الشخصِ الأعجمي، ومن الأَسماءِ التي رَدَّدَها الرواة: بلعام ويعيش وجبر ويسار وعداس.
ورَدَّت الآية ُ على هذا الزعمِ المتهافت بأَنَّ لسانَ ذلك الشخصِ
أَعجمي، والقرآنُ لسانٌ عربيٌّ مبين، فكيفَ للأَعجميِّ الذي لا يَعرفُ إِلّا
بضعَ كلماتٍ مكسَّرَةٍ عربية أَنْ يُؤَلِّفَ كلاماً عربيّاً بلغَ الذروةَ في البلاغةِ
والفصاحة؟!.
وهذا الرَّدُّ لم يُعجب الفادي المفترِي، وقد رَدَّدَ اتهاماتِ المشركين،
وادَّعى أَنَّ الرسولَ - صلى الله عليه واله وسلم - لم يُقَدّم للكفارِ البرهانَ على أَنه يتلقّى القرآنَ من الله!
وهذا ادّعاءٌ باطل، فكلُّ القرآنِ دليلٌ على أَنه كلامُ الله، وكُلُّ حياةِ الرسولِ - صلى الله عليه واله وسلم - دليلٌ على أَنَّ القرآنَ وحيٌ من اللهِ إِليه، وأَنه رسولُ الله - صلى الله عليه واله وسلم -.
وتكفي الإِشارةُ إِلى آياتِ التحدي، التي طالَبَ اللهُ فيها الكفّارَ بالإِتيانِ
بعشْرِ سورٍ أَو بسورةٍ مثلِ القرآن، فإِنْ عَجَزوا عن ذلك فليعلموا أَنه من
عندِ الله.
قالَ الله: (أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (13) فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا أُنْزِلَ بِعِلْمِ اللَّهِ وَأَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (14) .
ومن جهلِ الفادي أَنه لم يعرفْ معنى قولِه تعالى: (لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ) حيثُ ادَّعى أَنه اعتراف بالأَخْذِ عن الأَعجمي: " إِنَّ رَدَّه

بأَنَّ الذي يَسمعُ أَقوالَه أَعجميٌّ اعترافٌ بالاقتباس، وأَنه صاغَ ما سمعَ من
معانٍ بأُسلوبِه العربيِّ الفصيح! ".
لم يَعترف الرسولُ -
صلى الله عليه واله وسلم - بأَنه يَسمعُ كلامَ الأَعجميِّ جبر أو يسار أَو غيرهما، باللغةِ الأَعجمية، ويأخذُ المعنى منه، ويقتبسُ الفكرةَ منه، ثم يصوغُ ذلك المعنى الأَعجميَّ بلسانِه العربي!.
إِنَّ معنى قوله تعالى: (لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ) : لسانُ الشخصِ الذي يَميلونَ إليه، ويَنسبونَ إِليه تأليفَ القرآن، ويَدَّعونَ أَنه من عندِه،
أَعجمي، فكيفَ للأَعجميّ أَنْ يأتي بهذا البجانِ العربيِّ المبين؟.
وقَدَّمَ الفادي المفترِي دَليلاً على أَنَّ محمداً -
صلى الله عليه واله وسلم - اقتبسَ الأَفكارَ القرآنيةَ من الأَعجميّ في مكة، ثم صاغَها بالعربية، هو انتشارُ قصص التوراةِ والإِنجيلِ في بلادِ العرب، وورودُها في أَشعارِ بعضِ الشعراء، وذَكَرَ أَبياتاً لأُميةَ بن أَبي الصلت زَعَمَ أَنه أَخَذَها من سِفْرِ التكوين، وأَبياتاً للسموأل زعم أنه أخذها من سفر الخروج.
كما ادَّعى أَنَّ النصرانيةَ كانتْ منتشرةً في بلادِ العَرَب، وكان لها كنائسُ
في نجران، وأَنَّ " قِسَّ بن ساعدة " كان نصرانياً، ولذلك انتشر الفكر النصراني في بلاد العرب.
وفَرْقٌ بين انتشارِ بعضِ الأَفْكارِ اليهوديةِ والنصرانيةِ في بعضِ بلادِ
العرب، وبينَ إِنزالِ القرآن على رسولِ الله -
صلى الله عليه واله وسلم -.
***

Powered by Vivvo CMS v4.7