• Post on Facebook
  • Twitter
  • pdf
  • نسخة للطباعة
  • save
الأكثر شعبية

ما معنى الأُمِّي والأميين؟

بواسطة |   |   عدد القراءات : 1944
حجم الخط: Decrease font Enlarge font

ما معنى الأُمِّي والأميين؟
وَقَفَ الفادي أَمامَ وَصْفِ الرسولِ - صلى الله عليه واله وسلم - بالنبيِّ الأُمِّي، وهو الوصْفُ الذي وَرَدَ في قولِه تعالى: (الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ) .
وزَعَمَ أَنَّ سبَب وَصفِه بذلك أنه لم يكنْ أَصْلُه يهودياً، ولم يكنْ من أَهلِ
الكتاب؛ لأَنَّ الأُمّيّين عند اليهودِ هم الأُمَمُ من غيرِ اليهود.
وزَعَمَ الفادي أَنَّ القرآن: " جرى على هذا القياس، فسمى اليهودَ والنصارى " أَهْلَ الكتاب "، وما عَداهم " الأُمّيّين ".
فأَهْلُ الكتابِ اسْم علم على اليهودِ والنَّصارى، والأُمّيّون
اسْمُ عَلَمٍ على جَميعِ العَرَبِ وغيرِهم..
ولهذا سُمّيَ محمدٌ بالنبيِّ الأُمّيّ، لأَنه غريب عن الشعب المختار، الذي أَقامَ اللهُ منه جميعَ الأَنبياء وجعلَ خاتمَهم كلمتَه المسيحَ مُخًلِّصَ العالَم ".
وزَعْمُ الفادي مردود، لا تَشهدُ له اللغة، ولا يُؤَيِّدُه المعنى.

إِنَّ " الأُمِّيَّ " منسوبٌ إِلى " الأُمّ "، وهي والدةُ الإِنسانِ التي أَنجبَتْه، تقول:
أُمّ، وأُمِّيّ.
كما تقول: شافع وشافِعِي.
والأُمِّيُّ هو الذي لا يُحسنُ الكتابة؛ لأَنَّ الكتابةَ تَحتاجُ إِلى مَهارةٍ وتدريبٍ وخبرة.
وسُمّيَ الذي لا يُحسنُ الكتابةَ أُمِّيّاً، تَشبيهاً له بحالةِ خروجِه من رَحِمِ أُمِّه؛ لأَنه خَرَجَ وهو جاهل، لا يَعلمُ شيئاً، ثم حَصلَ التعليمَ فيما بَعْد.
قال تعالى: (وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (78) .
وَصَفَ اللهُ رسولَه الخاتَم - صلى الله عليه واله وسلم - بالأُمِّية.
قالَ تعالى: (فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (158) .
لأَنه - صلى الله عليه واله وسلم - لم يَتعلم القراءةَ والكتابة، وهذا الوصْفُ لا يَعْني الذَّمَّ والإِنْقاص، إِنما هو وَصْفٌ لحالةٍ وواقع، فلا يُعابُ الرسولُ - صلى الله عليه واله وسلم - على أُمِّيَّتِه؛ لأَنَه لم تُيَسَّرْ له ظروفُ التعلُّم والكتابة، لا سيَّما أَنَّ الأُميةَ كانتْ منتشرةً في بلادِ العربِ في ذلك العصر، والذين تَعَلَّموا الكتابةَ كانوا قليلين.
وجَعَلَ القرآنُ أُمِّيَّةَ النبيِّ - صلى الله عليه واله وسلم - دَليلاً على أَنَّ القرآنَ كلامُ الله، قال تعالى: (وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ (48) .
ولم تأتِ الأُمِّيَّةُ وَصْفاً لرسولِ الله - صلى الله عليه واله وسلم - وَحْدَه، وإِنما كانَتْ وَصْفاً للعربِ في الجاهلية، وهي إِخبارٌ عن واقِعِهم، وليس ذَمَّاً لهم.
قال تعالى: (هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ) .
وبهذا نَعرفُ خَطَأَ الفادي عندما جَعَلَ الأُمَيّينَ كُلَّ الأَقوامِ من غيرِ
اليهود، مهما كانت أَجناسُهم، عَرَباً أَو عَجَماً.
إِنَّ هؤلاء يُسَمّيهم اليهودُ " أُمَمِيِّين "، والمفرد: أُمَمِيٌّ، وهو منسوبٌ إِلى الأُمَم وليس إِلى الأُمّ.
تقول: أُمَمٌ، وأُمَمِيّ.
والأُمَمُ جمعُ أُمَّة، وهي المجموعةُ من الناس.
وأَطْلَقَ اليهودُ وَصْفَ " الأُمّيين " على العربِ الذين كانوا حولَهم.

وعلى هذا قولُه تعالى: (وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لَا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلَّا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ) .
***

Powered by Vivvo CMS v4.7