من اجوبة الاسئلة القرانية على قـناة سؤالك القراني على التلكرام
الشيخ عماد مجوت العلياوي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في الآية المباركم من سورة الزمر:
قال تعالى: {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاءَ اللَّهُ ۖ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَىٰ فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنظُرُونَ} سورة الزمر، أية: 68
لماذا قدم الله تعالى السماوات على الارض؟
جزاكم الله تعالى بكل خير
#سؤالك_القرآني
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته حياك الله
قد أقترنت السموات بالأرض في ما يقرب من مائة وثلاث وثمانين موضعا في القرآن الكريم كلها تقدم ذكر السموات على الأرض إلا في مواضع وهي:﴿تَنزيلًا مِمَّن خَلَقَ الأَرضَ وَالسَّماواتِ العُلَى﴾[طه: ٤]. وقوله تعالى : ﴿وَما قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدرِهِ وَالأَرضُ جَميعًا قَبضَتُهُ يَومَ القِيامَةِ وَالسَّماواتُ مَطوِيّاتٌ بِيَمينِهِ سُبحانَهُ وَتَعالى عَمّا يُشرِكونَ﴾[الزمر: ٦٧].
وكذلك قوله تعالى : ﴿وَنُفِخَ فِي الصّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّماواتِ وَمَن فِي الأَرضِ إِلّا مَن شاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فيهِ أُخرى فَإِذا هُم قِيامٌ يَنظُرونَ﴾[الزمر: ٦٨] . وقوله تعالى : ﴿يَومَ تُبَدَّلُ الأَرضُ غَيرَ الأَرضِ وَالسَّماواتُ وَبَرَزوا لِلَّهِ الواحِدِ القَهّارِ﴾[إبراهيم: ٤٨] .
وجميع الموارد الأخرى المتقدم فيها اذا كان الأمر الإلهي شامل لمن في السماوت والأرض فإنه يبدأ بأهل السماء كما في علم الغيب ، والرزق ، وكذلك النفخ في قوله تعالى : ﴿وَيَومَ يُنفَخُ فِي الصّورِ فَفَزِعَ مَن فِي السَّماواتِ وَمَن فِي الأَرضِ إِلّا مَن شاءَ اللَّهُ وَكُلٌّ أَتَوهُ داخِرينَ﴾[النمل: ٨٧]. فيكون البدأ بأهل السماوات لأن أمره تعالى يتنزل من العرش إلى السماء ثم إلى الأرض، فحيث صدر عنه تعالى النفخ شمل أهل السماء أولا ثم الأرض فكانت أثاره التي هي الصعق أولا ظاهرة على أهل السماء أولا ثم الأرض.
ولا يعني هذا التفاوت الزمني في أمره تعالى لأن أمره كن فيكون : ﴿وَما أَمرُنا إِلّا واحِدَةٌ كَلَمحٍ بِالبَصَرِ﴾[القمر: ٥٠] .بلا تفاوت ومنه أمر الساعة :﴿وَلِلَّهِ غَيبُ السَّماواتِ وَالأَرضِ وَما أَمرُ السّاعَةِ إِلّا كَلَمحِ البَصَرِ أَو هُوَ أَقرَبُ إِنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ﴾[النحل: ٧٧] . بل الترتب الوجودي لاستحقاق الأمر الإلهي.