• Post on Facebook
  • Twitter
  • pdf
  • نسخة للطباعة
  • save
الأكثر شعبية

السيدة زينب {عليها السلام} نموذج المرأة القوية .. الحلقة الاولى ..دورها في النهضة الحسينية

بواسطة |   |   عدد القراءات : 1601
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
السيدة زينب {عليها السلام} نموذج المرأة القوية .. الحلقة الاولى ..دورها في النهضة الحسينية

دور السيدة زينب (عليها السلام) في النهضة الحسينية .. الحلقة الاولى

 بقلم : الحاجة ابتسام الحميداوي

الله خلق المرأة وأعطاها قدرات وإمكانيات تؤهلها للارتقاء في سلم التكامل سواء كانت قدرات عقلية او نفسية او روحية كما أعطى الرجل ذلك دون تفاوت أو اختلاف بينهما وان كان يوجد اختلاف في وظيفة كل منهما في الحياة الدنيا

 

اسباب عدم التكامل عند المرأة

لكن ما يجعل الكثير من النساء لا تسير في طريق التكامل العقلي والروحي هو:

1) جهلها بما منحها الله سبحانه من قابليات وقدرات كبيرة:

فالكثير من النساء تعتقد انها كائن ضعيف لا تمتلك القدرات العقلية او الروحية التي يمتلكها الرجل وأنها غير قادرة على التكامل والرقي.

2) تغيب القدوة والمثل النسوي الأعلى:

فالتاريخ الإسلامي لا يسلط الأضواء على دور المرأة القدوة وإذا سلط الأضواء عليها فلا يظهر صورتها الحقيقية الكاملة وإنما يظهر صورة مشوهة وضعيفة لا تكون صالحة للاقتداء. 

من هنا نحن نريد بيان وتوضيح قابليات وإمكانيات المرأة التي تؤهلها للتكامل والسعادة الدنيوية والاخروية من خلال بيان قدوة نسوية ومثل اسلامي أعلى وإبراز الصورة الحقيقية لسمات هذه الشخصية ليمكن الاقتداء بها، لذلك سنتكلم عن العنصر النسوي القيادي الكامل المتمثل بحفيدة رسول الله العقيلة زينب ع من خلال دورها في النهضة الحسينية، لنتعرف على إمكانيات وقدرات المرأة التي انعم بها الله عز وجل عليها.

 

دور السيدة زينب في النهضة الحسينية:

1) الدور الإعلامي: فقد أوضحت فيه

*        حقيقة وإبعاد وأهداف الثورة الحسينية من خلال بيان أن الحسين ع واصحابه اصحاب حق نهضوا من أجل أعلاء كلمة التوحيد وتثبيت الدين في النفوس لذلك نالوا وسام الشهادة، فقد قالت في خطبتي الكوفة والشام

{هؤلاء قوم كتب الله عليهم القتل فبرزوا إلى مضاجعهم}[1]

((ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون))[2]

 (الحمد لله الذي ختم لأولنا بالسعادة ولأخرنا بالشهادة )[3]

*       كشفت حقيقة ما حصل من انتهاكات وبينت عظيم الجريمة التي جرت

فقد حاول يزيد وأعوانه إخفاء حقيقة ما جرى في كربلاء، واشاعوا ان الحسين ع واصحابه خوارج وليسوا آل بيت رسول الله صلى الله عليه واله وسلم

(أتدرون يا أهل الكوفة أي كبدٍ لرسول الله فريتم وأي دم له سفكتم واي حرمة له انتهكتم لقد جئتم شيئا ادا تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا)

*       استنهاض الأمة وزرع روح اللوعة والندم وبث روح الثورة فيها

(إلا فالعجب كل العجب لقتل حزب الله النجباء بحزب الشيطان الطلقاء)

(فو الله لا تمحو ذكرنا ولا تميت وحينا ولا تدرك أمدنا ولا يرحض عنك عارها وشنارها)

(أ من العدل يا ابن الطلقاء تخديرك حرائرك وامائك وسوقك بنات رسول الله سبايا قد هتكت ستورهن وأبديت وجوههن)

(وهل رأيك إلا فند وأيامك إلا عدد وجمعك إلا بدد يوم ينادي المنادي ألا لعنة الله على الظالمين)

 

2) الحفاظ على المعصوم من القتل

فقد تعرض الإمام السجاد للقتل أكثر من مرة إحداها عندما حاول الشمر قتله فتعلقت به قائلة (لا يقتل حتى أقتل دونه)[4]

وكذلك أنقذته من القتل في مجلس ابن زياد عندما أمر عبيد الله بن زياد بقتله فتعلقت به وقالت (يا ابن زياد حسبك من دمائنا ما سفكت والله لا أفارقه فإن قتلته فاقتلني معه)[5]

 

3) بث العلوم والمعارف والرجوع إليها في الأحكام

أورد الصدوق رواية عن السيدة حكيمة اخت الإمام الحسن العسكري ع، قال: حدثني احمد بن إبراهيم قال: دخلت على حكيمة بنت محمد بن علي الرضا اخت ابي الحسن صاحب العسكر عليهم السلام في سنة اثنين وستين ومائتين فكلمتها من وراء حجاب وسألتها عن دينها فسمت لي من تأتم بهم، ثم قالت: والحجة ابن الحسن بن علي فسمته، فقلت لها: جعلني الله فداك معاينة او خبرا؟ فقالت: خبرا عن ابي محمد عليه السلام كتب به الى امه، فقلت لها: فاين الولد؟ فقالت: مستور، فقلت: الى من تفزع الشيعة؟ فقالت: لي الى الجدة ام ابي محمد عليه السلام فقلت لها: اقتدي بمن وصيته الى امرأة؟ فقالت: اقتداءٍ بالحسين بن علي عليهما السلام فإن الحسين بن علي أوصى الى اخته زينب بنت علي في الظاهر فكان ما يخرج عن علي بن الحسين من علم ينسب الى زينب سترا على علي بن الحسين عليهما السلام)

يقول الصدوق: كانت زينب ع لها نيابة خاصة من الإمام الحسين وكان الناس يرجعون إليها في الحلال والحرام حتى برأ زين العابدين من مرضه.[6]

 

سمات المرأة القوية

١) العلم: والدليل على علم السيدة زينب ع عدة أمور منها:

*       قول السجاد ع: (أنت والله عالمة غير معلمة وفهمه غير مفهمة)[7]

*       قولها في خطبة الكوفة: (الحمد لله والصلاة على ابي محمد واله الطيبين الطاهرين)

وهذا منتهى البلاغة فإنها بهذا الافتتاح عرفت نفسها لتلك الجماهير بأنها بنت رسول الله وأرادت التأكيد على مسألة بنوة اولاد السيدة فاطمة لرسول الله كما في صريح اية المباهلة (فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم)[8]، بينما في الشام قالت: (الحمد لله رب العالمين والصلاة على جدي سيد المرسلين) بهذه الجملة عرفت نفسها للحاضرين أنها حفيدة رسول الله حتى يعرف الحاضرون أن هذه العائلة المسبية الأسيرة هي من ذراري رسول الله لا من بلاد الكفر والشرك، هذا الاختلاف بين قولها (ابي محمد) في الكوفة و(جدي سيد المرسلين) في الشام، لان اهل الكوفة يعلمون ان هؤلاء السبايا هم اهل بيت النبي ص فأرادت التأكيد على هذا النسب بقولها ابي بينما اهل الشام لا يعلمون نسبهم وانما يظنون انهم خوارج فلذلك قالت جدي رسول الله

*       قولها ليزيد: (حين صفا لك ملكنا وخلص لك سلطاننا) حيث اردت التأكيد على مسالة الخلافة المغصوبة فأنت يا يزيد تحكم باسم خلافة رسول الله ورسول الله جدنا.

*       قولها لابن زياد: (ثكلتك أمك يا ابن مرجانة) بصيغة الإهانة والتصغير له ولكن عندما حاول قتل الإمام السجاد قالت له: (يا بن زياد كفاك من دمائنا ما سفكت) ولم تقل يا ابن مرجانة كي لا تثير حفيظته فيصر على قتل الإمام.

*       علمها بتفسير الآيات القرآنية وموارد تطبيقها:

·       بدأت خطبتها في الشام بالآية (ثم كان عاقبة الذين أساؤا السوء ان كذبوا بآيات الله وكانوا بها يستهزئون)[9]

 

أي بسبب تراكم الذنوب والمعاصي في ملف أعمالك حصل منك التكذيب بآيات الله وظهر منك الاستهزاء بالمقدسات الدينية مشيرة إلى الأبيات التي قالها يزيد

لعبت هاشم بالملك فلا خبر جاء ولا وحي نزل

·       (أظننت يا يزيد حين أخذت علينا أقطار الأرض وآفاق السماء فأصبحنا نساق كما تسأل الأسارى ان بنا على الله هوانا وبك عليه كرامة وان ذلك لعظم خطرك عنده فشمخت بأنفك ونظرت في عطفك جذلان مسرورا….فمهلا مهلا انسيت قول الله تعالى ولا يحسبن الذين كفروا أنما نملي لهم خيرا لأنفسهم إنما نملي لهم ليزدادوا اثما ولهم عذاب مهين[10] )

وهنا تشير الى السنة الإلهية لعذاب الكافرين وهي سنة الاملاء والامهال: أي نطيل لهم المدة والمجال أو نطيل أعمارهم ونجعل الساحة مفتوحة أمامهم ليس ذلك خير لأنفسهم وإنما لتكون عاقبة أمرهم هي ازدياد الإثم والمعاصي في ملف أعمالهم.

 



[1]ـ الملهوف على قتلى الطفوف، رضي الدين ابي القاسم علي بن موسى بن جعفر بن طاووس(ت664ه)، تحقيق الشيخ فارس تبريزيان، دار الاسوة للطباعة والنشر، ط4، 1425ه، ص55.

[2]ـ آل عمران/ 169

[3]ـ الاحتجاج، ابي منصور احمد بن علي الطبرسي، تحقيق السيد محمد باقر الخرسان، مطابع النعمان، النجف الاشرف، ط1، 1385ه، ج2، ص38

[4]ـ مقتل الامام الحسين، عبد الرزاق المقرم، العتبة الحسينية المقدسة، كربلاء، ط1، 1436ه، ص301

[5]ـ بحار الانوار الجامعة لدرر اخبار الائمة الاطهار، الشيخ محمد باقر المجلسي، مؤسسة الوفاء، بيروت، ط2، 1403ه، ج45، ص117

[6]ـ كمال الدين وتمام النعمة، الشيخ الصدوق ابي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي (ت 381ه)، مؤسسة النشر الاسلامي، قم، ط1، 1405ه، ج1، ص535

[7]ـ زينب الكبرى بنت الامام امير المؤمنين علي بن ابي طالب، الشيخ جعفر النقدي (ت 1951م)، منشورات المكتبة الحيدرية، النجف،ط4، 1964م، ص100

[8]ـ ال عمران/ 61

[9]ـ الروم/ 10

[10]ـال عمران/ 178

Powered by Vivvo CMS v4.7