الحفاظ على الثوابت والرد على المشككين
بقلم الشيخ محمد الجوراني
الثوابت الدينية نعني بها ايها الاحبة الاصول العقدية التي وضحها اهل البيت في منهجهم واحاديثهم في ظل التنوع والكثرة الحاصلة في زمن الباقر والصادق من افكار ومذاهب فكرية وفقهية وعقدية ومن قبلهم الائمة قاموا بنفس الدور
فقد احتدم في عصر الإمام الصادق (عليه السلام) الجدال والحوار والنزاع حول عدد من المسائل الكلامية والعقائدية، خصوصاً في مسألة التوحيد، ومسألة القضاء والقدر، ومسألة الجبر والتفويض وغيرها من المسائل العقائدية التي كثر حولها النزاع بين مختلف المدارس العقدية والفكرية.
وقد تصدى الإمام الباقر و الصادق (عليهما السلام) لتوضيح رأي مدرسة أهل البيت حول مختلف القضايا الكلامية، والرد على التيارات المنحرفة، ومواجهة الغلو والغلاة، وتحذير الناس من الانخداع بأصحاب الأفكار المنحرفة.
فالتوحيد وصفات الحق ليس كما يذهب اليها المعتزلة والاشاعرة ولا المرجئة وكذا بقية الاصول ومنها الامامة التي كثر الجدل فيها رغم وضوح ادلتها
اليوم تقريبا نشهد هجمة حداثوية لزعزعة تلك العقائد والثواب التي جاهد في سبيل اقامتها الائمة واصحابهم المخلصين ومن هم على منهجهم اليوم من خلال طرح الشبه والاشكالات والتشكيك بقداسة الائمة والقران وغيرها من الثوابت المهمة والواضحة في الدين
وحتى اشكال سلب الارادة والله خلقنا وعرضنا لهذا الظلم الاجتماعي او السياسي وحاشاه وهو اشكال قديم رد عليه الائمة وكانت مبرراته سياسية اكثر مما تكون عقائدية
فهو الامر بين أمرين كما قال الامام الصادق عليه السلام:
فقد دارت الكثير من المعارك الكلامية بين المدارس والتيارات الكلامية المختلفة حول مفهوم الجبر، ومفهوم التفويض، حتى تحول الأمر إلى مدرسة عقائدية تسمى (المجبرة)، ومدرسة عقائدية تسمى (المفوضة)، وفي ظل هذا الانقسام بين مختلف المدارس الكلامية يومذاك، أوضح الإمام الصادق (عليه السلام) رؤية أهل البيت حول هذا الموضوع الهام قائلاً: «لا جبر ولا تقويض، بل أمر بين أمرين » وعنى بذلك: «أن الله تبارك وتعالى لم يجبر عباده على المعاصي ولم يفوض إليهم أمر الدين حتى يقولوا فيه بآرائهم ومقائسهم فإنه عز وجل قد حدَّ ووظف وشرع وفرض وسن وأكمل لهم الدين، فلا تفويض مع التحديد والتوظيف والشرع والفرض والسنة وإكمال الدين»
وهذا يعني إن الإنسان مطالب بإتيان الأعمال الصالحة، وهو قادر على ذلك، وقد أمره الله عز وجل بذلك، أو حببه إليه، كما نهاه عن فعل المعصية، مع قدرة الإنسان على فعلها، وهو مسؤول عن تصرفاته وأفعاله، وسيثاب إن عمل الصالحات، وسيعاقب إن فعل المعاصي وارتكب الموبقات.
فتم الحفاظ على الثوابت من خلال
بيان معالم الدين الحق وعبر الخطوات التالية
عقائدي في بناء الجماعة الصالحة
وتعليم اصحابه ووصيته بهم ؟!
فمن درر الإمام الباقر عليه السلام انه كان يولي اهتماما بالغا باصحابه من حيث بنائهم فكريا وعقائديا ويركز على الجانب العلمي فيهم
فقد ربط الإمام عليه السلام بين العلم والخير فيقول فيما أوصى به أبنه الإمام الصادق عليه السلام: "يا جعفر أوصيك بأصحابي خيراً، قلت: جعلت فداك والله لأدعنّهم والرجل منهم يكون في المصر فلا يسأل أحد اً"
وكذلك رفض المشروع السياسي الأموي
التخلص من سطوة اليد الاقتصادية الظالمة بما يسمى اليوم العولمة سك النقود كما في قصة عبد الملك بن مروان حين اسنجد بالإمام
وغيرها كثير نسأل الله الحفاظ على الدين وان نكون من جنوده المخلصين
#