شريط الأخبار
هل الزلزال الذي وقع مؤخرا في بعض مناطق تركيا وسوريا يعتبر من علامات الظهور؟     اسئلة مهدوية     (‏يعطف الهوى على الهدى إذا عطفوا الهدى على الهوى، ويعطف الرأي على القرآن إذا عطفوا القرآن على الرأي)     هل سيتمكن الناس بعد ظهور الامام المهدي عليه السلام من أن يعملوا المعاصي؟ باعتبار ماهو معروف من دور الامام عليه السلام بعد ظهوره هو تطهير الارض من الظلم ونشر العدل، والمعاصي والذنوب من اوضح صور ظلم الفرد لنفسه ولدينه     بيعة الامام المهدي عليه السلام من تمام اعمال يوم الغدير.     الاسلوب الامثل لتوفير ردود علمية لشبهات احمد الكاتب حول العقيدة المهدوية .     يذكر بعض الناس روايات مضمونها ان مولانا الامام المهدي عليه السلام إذا خرج يقتل تسعين الف عالم في الكوفة ، ويدعي هذا البعض ان مصداق هؤلاء هو: علماء الشيعة الموجودون في العراق ...؟     غيبة الإمام والانتفاع بوجوده المبارك من الأسئلة الموجهة الى قناة المركز للأسئلة المهدوية:     هناك شبهة يتداولها بعض المغرضين مفادها ان الشيعة بعد وفاة الحسن العسكري انقسموا الى أربعة عشرة فرقة.ولم يقل بوجود وولادة وإمامة ومهدوية (محمد بن الحسن) إلا فرقة واحدة وهي شرذمة قليلة من تلك الفرق الأربعة عشر . ماهو ردكم ؟     هل هناك فرق بين لفظي الظهور والخروج الواردين في الروايات الخاصة بالامام المهدي عجل الله فرجه ؟    

عقيدتنا في المهدي دروس مبسطة

بواسطة |   |   عدد القراءات : 1326
حجم الخط: Decrease font Enlarge font

عقيدتنا في المهدي دروس مبسطة

 

مقدمة

 

بسم الله وصل الله على محمد واله اجمعين

 

وبعد :

 

انه لمن دواعي الشرف والسرور  ان اكتب في موضوع  يتناول قضية في غاية من الاهمية والحيوية الا وهي قضية الامام صاحب العصر والزمان عليه الاف التحية والسلام

 

 ان الايمان بوجود المصلح يظهر في اخر الزمان ليس من مختصات الفكر الشيعي الامامي ولا الاسلامي بل هنالك من يؤمن بوجود المصلح من غير المسلمين فالبوذيون يؤمنون بوجود بوذا بروحة في الدلاي لاما عبر نظرية التناسخ وان هنالك بوذا اخر سيظهر في المستقبل اسمه مايتريا

 

والمسيحية تؤمن بخروج عيسى عليه السلام  في اخر الزمان

 

واليهودية  تؤمن ايضا بالمسيح المخلص

 

اذن كل المجتمعات البشرية تقريبا تؤمن بفكرة المصلح الذي يكون على يديه اصلاح الامة وجعلها تسير على جادة الصواب 

 

على هذا فعقيدة الانسان المصلح والمخلص او ما نسميه نحن المسلمون بالمهدي عليه السلام ليس من ابداعات المسلمين

 

ونحن باذن الله سنشرع في كتابنا هذا لبيان ما نعتقده في الامام المهدي عليه السلام من خلال اثنا عشر درسا

 

نبين من خلاله وجه الاحاجة الى المصلح بشكل عام وما هي صفاته وغيبته وظهوره الى غير ذلك مما له علاقة بموضوع البحث

 

الدرس الاول :الغاية من المصاح

 

لرب  سائل يسال عن سر احتياج المجتمعات الانسانية الى المصلح الذي يظهر في اخر الزمان

 

 فما السر الذي يكمن وراء لا بدية وجود المصلح

 

ولم لا يظهر في اول الزمان ليخلص البشرية من الويلات التي تنتظرها

 

الجواب :

 

ان تغيير السلوك البشري من جهة الى اخرى امر في غاية الصعوبة والتعقيد

 

وعملية التغيير هذه لا تأتي على اسس نظرية وهو الوعظ المجرد عن الطابع العملي والممارسة العملية للمصلح

 

فنحن نحتاج في الحقيقة الى ثلاثة اشياء في العملية الاصلاحية

 

الشيء الاول هو الاصلاح النظري وهذا ما يمارسه المصلحون على مستوى التوجيه

 

الشيء الثاني الاصلاح العملي وهو ان يمارس المصلح عملية الاصلاح الفعلي

 

الامر الثالث وهو الاهم من الجميع الا وهو شخصية المصلح وذلك بان تكون شخصية القدوة الحسنة التي تمتلك من القداسة ما تمتلكه كي تنجذب اليها نفوس الناس وتطمأن بها .

 

لان طبيعة النفس الانسانية  تواقة دوما الى الخلود والراحة وتامين كافة حاجاتها ومستلزمات بقائها المادية والمعنوية

 

 قال تعالى ( وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ )[1]

 

وقد ورد في مناجاة زين العابدين عليه السلام وصف النفس للإنسانية بانها ( ميالة إلى اللعب واللهو، مملؤة بالغفلة والسهو )[2]

 

وهذا الميل المطبوع في سريرة الانسان يشكل المنطلق الذي تنطلق منه ظواهره كما نبه عليه امام الموحدين عليه السلام في قوله : ( من أصلح سريرته أصلح الله علانيته )[3]

 

فهنا يبين العلاقة التي لا تنفصم بين باطن الإنسان وظاهره. فتصرفات الإنسان وأفعاله وسلوكه هي انعكاسات لأفكاره ومشاعره وأمانيه، وما يكنه في نفسه، وسريرته " من أصلح سريرته أصلح الله علانيته"

 

إذن هذه العلاقة الوثيقة، هي بين الجزء المخفي لسلوك البشر، سريرتهم، متمثلا بدوافعهم واحتياجاتهم النفسية، وبين الجزء الظاهر، العلني، وهو تصرفاتهم وأفعالهم. فالدوافع المخفية، إذن، هي التي تشكل المحركات الرئيسية لسلوك الإنسان، من أفعال حميدة، وتصرفات مشينة.

 

اذن النفس الانسانية بين طريقين وهي تحاول جاهدة ان تسلك ما يؤمن لها ما تريد

 

 لأجل ذلك نراها تسلك اسرع الطرق واسهلها واقلها كلفة لتحقيق مبتغاها دون ان تبالي ان ذلك سيتعارض مع مصالح الاخرين ويتسبب في حرمانهم حقوقهم بل وحتى اضطهادهم

 

وعلى هذا المنوال سارت البشرية بكل اصرار وعناد فكل انسان يحاول تحقيق مبتغاه بشتى الوسائل اي حتى لو تضرر الاخرون بها فأهم شيء لديهم هو تامين مصالحهم الشخصية وهذا ما دأب عليه الفكر البراغماتي

 

فالحروب العالمية التي وقعت وستقع كلها صراع مصالح وحرب نفوذ الغاية منها هو تامين مصالحهم الشخصية ولا يهم ساسة الحروب شيء سوى جني الاموال ولو كان على حساب دماء الابرياء وآهات الارامل وانين الثكالى ودموع الايتام

 

وفي خضم هذا المعترك الطويل يبرز لنا ضرورة ان يكون هنالك من ينبه الانسان والمجتمع على خطر هذا السلوك

 

وهنا يبرز دور  المصلحين الاجتماعيين والانبياء والرسل

 

الا ان هذا لوحده لا يكفي ولا يوصلنا الى درجة القضاء على النزعة البراغماتية لدى الانسان والمجتمع

 

من هنا يبرز دور التنبيه العملي لهذه الامم وهي ان تترك تمارس ما تراه

 

صحيحا من النظم السياسية والاقتصادية والاجتماعية حتى اذا تيقنت فشلها جميعا وبالممارسة العملية

 

عندها ستصبو هذه المجتمعات الى كلام الانسان المصلح والقائد الالهي

 

وعليه اصبح الجواب واضحا عن سبب تأخر المصلح ولِمَ يظهر في اخر الزمان .

 

مع انه توجد فوائد اخرى غير ما ذكرناه فيما سبق سأطرحها في خضم الجواب عن السؤال التالي .

 

 ما هي الفائدة من غيبة الامام عليه السلام ؟.

 

نقول : لدينا جوابان .

 

الجواب الاول : نقضي . والجواب الثاني : حلي .

 

اما الجواب الاول : وهو النقضي :

 

اذا اشكلتم علينا بغيبة الامام فسنشكل عليكم بغيبة الانبياء لان غيبة الامام عليه السلام لم تكن بدعة انما غاب انبياء قبله كثيرون واليك الخبر .

 

1- نبي الله ادريس عليه السلام فقد حدثتنا الروايات عن طريق اهل البيت انه غاب عن اهل قريته عشرون عاما في كهف الجبل ووكل الله به ملك ياتيه بطعامه كل مساء( تنحى عن القرية التي كان فيها وكان أهلها يعبثون ، وأخبرهم بأن الله سبحانه يحبس عنهم المطر بدعائه ، وآوى إلى كهف ، ووكل الله سبحانه به ملكا يأتيه بطعامه كل مساء ، فمكثوا بعده عشرين سنة لم يمطروا )[4]

 

2- نبي الله صالح عليه السلام قد غاب عن قومه وهو كهلا فعاد اليهم وهو شيخ كبير ما عرفه احد من قومه (عن الصدوق، عن ابن الوليد، عن الصفار، عن ابن أبي الخطاب، عن ابن أسباط، عن ابن أبي عمير، عن الشحام، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن صالحا عليه السلام غاب عن قومه زمانا، وكان يوم غاب كهلا " حسن الجسم، وافر اللحية، ربعة من الرجال ، فلما رجع إلى قومه لم يعرفوه )[5]

 

3- الخضر عليه السلام غائب ايضا حتى ساعتنا هذه ولم يعرفه احد الا موسى الكليم عليه السلام

 

4- نبي الله موسى عليه السلام قد غاب في بيت فرعون منذ ولادته الى ثلاثين سنة حينما خرج الى المدينة ورأى رجلين يقتتلان ( وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِّنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلانِ هَذَا مِن شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِن شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ )

 

وغاب قرابة العشرين عاما في اهل مدين عندما هرب من فرعون

 

5- عيسى عليه السلام قد غيبه الله بشخصه الى ساعتنا هذه

 

6- نبي الله يوسف عليه السلام قد غاب عن الناس في بيت العزيز وفي السجن عشرات السنين دون ان يتعرف عليه احد قط

 

7 – يونس عليه السلام قد غاب عن قومه ثمانية وعشرين يوما ( أبو عبيدة: قلت لأبي جعفر عليه السلام: كم كان غاب يونس عن قومه حتى رجع إليهم بالنبوة والرسالة فآمنوا به وصدقوه ؟ قال: أربعة أسابيع سبعا منها في ذهابه إلى البحر، وسبعا في بطن الحوت، وسبعا تحت الشجرة بالعراء، وسبعا منها في رجوعه إلى قومه، فقلت له: وما هذه الاسابيع شهورا أو أيام أو ساعات ؟ فقال: يا أبا عبيدة إن العذاب أتاهم يوم الاربعاء في النصف من شوال وصرف عنهم من يومهم ذلك فانطلق يونس مغاضبا فمضى يوم الخميس سبعة أيام في مسيره إلى البحر، وسبعة أيام في بطن الحوت، وسبعة أيام تحت الشجرة بالعراء، وسبعة أيام في رجوعه إلى قومه، فكان ذهابه ورجوعه ثمانية وعشرين يوما ) [6]

 

اذن لم تكن غيبة الامام المنتظر عليه السلام بدعة من القول او امرا غريبا لم يحصل مثله فمن اراد ان ينقض علينا لينقض على غيرنا

 

اما الجواب الحلي فهو :

 

ان الغيبة غيبتان , غيبة بالشخص , وغيبة بالعنوان , اما الاولى :  فكانت لعيسى عليه السلام .

 

واما الثانية فهي لكل الانبياء الذين ذكرتهم .

 

هل غيبة الامام المهدي كغيبة عيس ام كغيبة باقي الانبياء عليهم السلام ؟ .

 

 وبقول اخر هل كانت غيبة الامام شخصية ام عنوانية ؟.

 

ان مما لا شك فيه وبحسب الادلة التي بين ايدينا ان غيبته  غيبة عنوانية لا شخصية من هنا ينطلق الجواب على هذه الشبهة وهي ما فائدة امام غائب .

 

والفوائد جمه اوجزها في نقاط .

 

1- هو يمارس ما اوكل اليه من مهام لكن دون ان يعرفه احد

 

ومن مهامه عليه السلام هداية الناس عن طريق ما يفيض علينا من وجوده المقدس وهو المسمى بالهداية الامرية وهي الهداية التي تؤثر في روح الانسان مباشرة دون مدة او مادة

 

2- ان البشرية لابد وان تصل الى مرحلة من القناعة بان نظامها العالمي فاشل ولابد من التفكير بالبديل وهذا يحتاج الى زمن طويل جدا حتى يتحقق ذلك

 

3- ان نفس الامام عليه السلام يستفيد من هذه الغيبة وهو انه سيزداد خبرة بعد خبرة عندما يعايش الانظمة المتعاقبة وعلى مر الدهور فان طبيعة  المهمة التي انيطت به الا وهي قيادة العالم اجمع و تغيير كافة نظمه السياسية والاجتماعية والاقتصادية والعقائدية لهي مهمه فائقة الخطورة  لم تسند الى أي نبي من انبياء الله السابقين وهي مهمة تحتاج الى خبرة عالية مأخوذة من الممارسة العملية والمعايشة الواقعية لتلك الثقافات والخبرة غير العلم كما هو واضح فان الامام عليه السلام هو اعلم من وجد الا ان الخبرة شيء والعلم اخر

 

واوضح ذلك بمجوعة امثلة من القران الكريم ليتسنى للقارئ الكريم فهم ما ارومه .

 

المثال الاول : ان ادم نبي ومعصوم وقد اخرج من الجنة التي كان فيها بسبب اغواء الشيطان

 

فلو اننا ارجعنا ادم الى نفس تلك الجنة التي كان فيها مع احتفاظه بالخبرة التي اكتسبها من تعامله مع ابليس

 

وفرضنا ان ابليس عاود  عليه الكرة فهل تعتقدون ان ادم سيعاود الاكل من تلك الشجرة ؟.

 

الجواب كلا , والف كلا ,

 

لماذا ؟ ما الذي تغير؟ اليس ادم نبي في الحالتين ؟ ومعصوم فيهما ؟

 

انها الخبروية .

 

المثال ثاني : ما جاء في خبر الخصمين الذين دخلا على داوود ( إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ )[7]

 

( عن أبي الصلت الهروي، عن الرضا (عليه السلام)  إن داود (عليه السلام) عجل على المدعى عليه فقال: * (لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه)  ولم يسأل المدعي البينة على ذلك، ولم يقبل على المدعى عليه فيقول له: ما تقول، فكان هذا خطيئة رسم الحكم)[8].

 

فلو ان الخصم او غيرهم عاودوا الكرة على داوود فهل سيقع في نفس ما وقع فيه مسبقا ؟ .

 

الجواب بالنفي طبعا .

 

وهنا ما الذي تغير , فداوود هو النبي داوود المعصوم الاواب في الحالتين

 

المثال رابع : ما جرى لموسى مع الخضر عليه السلام ( فَوَجَدَا عَبْدًا مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْمًا (65) قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا (66) قَالَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (67) وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا (68) قَالَ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ صَابِرًا وَلا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا (69) قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلا تَسْأَلْنِي عَن شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا (70) فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا (71) قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (72) قَالَ لا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا (73) فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا لَقِيَا غُلامًا فَقَتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَّقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُّكْرًا (74) قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِي صَبْرًا (75) قَالَ إِن سَأَلْتُكَ عَن شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلا تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِن لَّدُنِّي عُذْرًا (76) فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَن يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنقَضَّ فَأَقَامَهُ قَالَ لَوْ شِئْتَ لاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا (77) قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا (78) )[9]

 

 ان موسى عليه السلام حينما سار مع الخضر بأمر من الله كان يعلم بان ما عند الخضر من العلوم غير موجودة عنده وهو العلم ببواطن الامور وحقائقها مع ان موسى هو الاعلم قطعا لأنه النبي الرسول وهو من اولي العزم . وهذا واضح الا انه لم يكن معتادا ولا خبيرا بهكذا نوع من التعامل مع الناس وهو معاملة الاخرين على اساس بواطنهم وحقائقهم التي هي في علم الله , فالقصة القرآنية تحدثنا ان الخضر قد اشترط على الكليم ان لا يعترض عليه ولا يساله عن أي شيء حتى يفسر له بعد ذلك كل ما وقع ( قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلا تَسْأَلْنِي عَن شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا ) وقد قبل موسى بذلك من قبل ( قَالَ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ صَابِرًا وَلا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا )

 

ومع كل هذا نجد ان موسى ينسى ما اشترطه  على نفسه من عدم السؤال وعدم الاعتراض والسبب هو عدم اعتياده لهكذا نوع من التعامل أي ليس لديه خبرة في هكذا لون من التعامل  لأنه مكلف بغير ما كلف به الخضر. لذلك نراه يعترض عليه حين خرق السفينة التي اقلتهم (أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا  ) مع ان موسى يعلم باليقين ان الخضر لا يفعل ذلك عصيانا منه ابدا . ثم يصدر التنبه من الخضر ( قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا ) ويصدر الاعتذار من موسى ( قَالَ لا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا ) .

 

 

 

ثم يقتل الخضر الغلام فتثور ثائرة موسى (فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا لَقِيَا غُلامًا فَقَتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَّقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُّكْرًا ) ويعود الخضر لتنبه الكليم ( قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِي صَبْرًا ) ويعود موسى للاعتذار مرة ثانية ( قَالَ إِن سَأَلْتُكَ عَن شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلا تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِن لَّدُنِّي عُذْرًا ) الى ان يصلا الى اهل القرية الذين لم يضيفوهما وقد اخذ الجوع منهما مأخذه فوجد الجدار تقول القصة ( فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَن يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنقَضَّ فَأَقَامَهُ ) هنا يعاود موسى الاعتراض الا انه بأسلوب اخف حدة ( قَالَ لَوْ شِئْتَ لاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا ) وهكذا ينهي المعلم جولته التدريسية لتلميذه العظيم موسى الكليم عليه السلام بقوله ( قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا )

 

4- حفظه للدين من تلاعب المندسين فيه ومرادنا من الدين هو الدين الواقعي الذي جاء به رسول الله فهو محفوظ عنده صلوات الله عليه

 

5- استعداد الامة وتهيؤها للظهور فان الامة كلما طالت غيبته عليه السلام شعرت بتقصيرها عن نصرته وهذا ما يشكل دافعا يجعلها متهيئة لظهوره المبارك

 

6- لو سلمنا جدلا بن لا فائدة من امام غائب الا ان عدم الفائدة الفعلية غير عدم الفائدة مطلقا وابدا , وذلك بن نقول لو لم يكن للإمام فائدة في غيبته الان فهذا لا يعني انه ليس له فائدة في المستقبل بعد ان ثبت لنا بالقطع واليقين ان له مهمة في المستقبل وانه سيملأ الارض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا

 

ومن باب التوضيح ليس الا  نسال هذا السوال : ما فائدة الاموال المجمدة في البنك المركزي او المدخرة في بيوت الناس وهم لا يستخدمونها فعلا بل هي مكدسة ومدخرة ليوم حاجتها ؟.

 

فهل هذا العمل يسقط النقد عن قيمته ويجعله لا قيمة له ؟ .

 

7- ان من المقطوع به ان اهل البيت امان لأهل الارض من العذاب ولا شك ان الامام المهدي عجل الله فرجه من اهل البيت عليهم السلام فقد ورد في حديث جابر الأنصاري ( رض ) عن النبي ( ص ) أنه قال: النجوم أمان لأهل السماء، فإذا ذهبتْ أتاها ما يوعدون، وأنا أمان

 

لأصحابي ما كنتُ، فإذا ذهبتُ أتاهم ما يوعدون، وأهل بيتي أمان لأمتي، فإذا ذهب أهل بيتي أتاهم ما يوعدون ). قال الحاكم في المستدرك هذا حديث صحيح ولم يخرجاه [10]

 

8 – ما دليل اخصم على ان الامام لا ينتفع به احد ولا يمكن لاحد ان يلتقي به ؟ هل لديهم دليل على ذلك فليبرزوه لنا ؟

 

هل دليلهم على ذلك انهم هم لم يلتقوا به ؟ وجوابنا على هذا , بانه من الطبيعي انكم لا يمكنكم اللقاء به والا فماذا اختفى ؟  اليس بسبب بطش اعدائه

 

وان قلتم لم يلتقي به احد , فهذا باطل يقينا لان هنالك الكثير من الصالحين ممن رووا رؤياهم له صلوات الله عليه .

 

9- لو سلمنا بان الامام الغائب لا نفع فيه  الا ان هذا لا ينقض الفائدة من اصل تنصيب الامام . واوضح ذلك بمثال : لو فرضنا ان الامام موجود ويراه الجميع وهو منصوب من قبل الله وقد امرنا الله بالرجوع اليه , الا اننا لم نرجع اليه ابدا , فهل هذا مناقض لأصل وجود الامام ؟ .

 

ويقول اخر : ان ارسال الانبياء والائمة من قبل الله هو لطف من الله بعباده حتى لا يضلوا وهذا اللطف واجب على الله بحكم العقل  الا ان هذا الوجوب تشريعي وليس تكويني كما هو معلوم , والا لزم الجبر . فللناس ان تؤمن بالرسل ولها ان تكفر بها وهذا معنى الوجوب التشريعي كوجوب الحج والصوم والصلاة الى غيرها .

 

اما الوجوب التكويني فهو الوجوب الذي لا يمكن لاحد ان يتخلف عنه تكوينا كعصمة الملائكة .

 

اعود الى صلب الموضوع , ان نصب الامام الذي هو واجب على الله من باب اللطف و اللطف واجب على الله بحكم العقل فهل هذا الوجوب تكويني ( أي ان الامام يجب ان يكون باقيا الى ان تقوم الساعة كعصمة الملائكة  )  ام تشريعي  ( بان ينصب فقط من قبل الله ويجري على يده المعاجز ) وليس من الضروري ان يكون باقيا الى ان تقوم الساعة فهذا امر موكول الى العباد ان شاءوا ابقوه او قتلوه ان شاهوا اطاعوه او عصوه ( وهذا معنى الوجوب التشريعي ) .

 

الجواب بكل وضوح هو الثاني وان الوجب بحكم العقل الذي هو من باب اللطف هو وجوب تشريعي لا تكويني . وعليه فالإشكال غير وارد من الاساس , بل هو مغالطة وليس بإشكال حقيقي

 

الدرس الثاني صفات المصلح

 

صفات المصلح

 

حتى يكون المصلح  مصلحا حقيقيا يجب ان يتمتع بصفات المصلح الواقعي التي لا تكاد تتوفر الا عند النوادر في المجتمعات الانسانية على مر العصور واستطيع ان اجمل صفاته في بعض النقاط

 

النقطة الاولى : ان تكون هذه الشخصية قادرة على تحقيق توازن بين قدراتها الذاتية وبين التحرك الميداني , ان هذه النقطة تعد من اهم النقاط التي يجب ان تتوفر في المصلح وهو يسير لتحقيق اهداف حركته الاصلاحية .

 

لقد راينا الكثير من المصلحين بين من فشل في تحقيق غايته الاصلاحية وبين من تحرك خطوة واحدة قد لا تتناسب مع حجم التضحية بل قد لا تتناسب وحركته الاصلاحية مع ان هؤلاء يمتلكون امكانيات علمية هائلة ويمتلكون شخصيات متماسكة والسبب في كل ذلك يعود الى عدم التوازن بين القدرة الذاتية للمصلح وبين التحرك على مستوى الميدان .

 

النقطة الثانية : بما اننا نتحدث عن الاصلاح الواقعي لا الشكلي , الاصلاح الذي ينعكس على حركة الفرد والمجتمع في النشأتين اذن نحن نتحدث عن مشروع عظيم لعظم غايته وهدفه فلابد وان تتوفر في قائد المشروع صفات لا تتوفر في غيره وهي صفات القائد الاوحدي التي لا يمكن كسبها كسائر المهارات بل هي صفات اقرب الى الالهام من غيره الامر الذي يجعل قائد الاصلاح الحقيقي فردا نادر الوجود وكلما اتسع الهدف ضاق لباس الاصلاح على لابسيه الى ان يصل الى مرحلة لا يصلح الا على واحد فرد وبما اننا نتحدث عن اصلاح المجتمع ككل اي كل ما على وجه المعمورة في اسسه الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والعقائدية والثقافية اذا لابد وان يكون المصلح الاهيا مسددا من السماء وهذا الثوب لا يليق بغير الامام الغائب عليه السلام فهو الامام الموعود بذلك .

 

العوامل المساعدة في تحقق الاصلاح :

 

هنالك مجموعة من العوامل التي يجب ان تتوفر كعوامل مساعدة لإنجاح المهمة الاصلاحية والتي بدونها قد لا يتحقق اصلاحا اصلا او قد يتحقق الا انه يبدوا باهة اعرجا وانا سامر على اهمها .

 

العامل الاول : الكوادر الكفؤة التي لها القدرة على تحمل المسؤولية التي ستناط بها , اذ ان المصلح مهما ملك من ملكات الريادة سيبقى عاجزا متحيرا ازاء هذه المهمة فالكوادر تعتبر ادوات المصلح في عمليته الاصلاحية , تماما كالجراح الماهر الذي لا يملك ادوات الجراحة فانه سيقف عاجزا امام المريض ولا يمكنه اجراء اية عملية جراحية .

 

اننا نرى ان ائمتنا الاطهار لم يغفلوا هاذا الركن المهم لحركتهم لذلك نرى الامام الباقر والصادق قد انهمكوا في اعداد الكوادر المتخصصة بمجرد ان سنحت لهم الفرصة لذلك وهذا ما تبينه لنا جملة من الروايات .

 

1- محمد بن عمر الكشي في كتاب ( الرجال ) عن حمدويه ابن نصير ، عن يعقوب بن يزيد ، محمد بن أبي عمير ، عن جميل بن دراج ، قال : سمعت أبا عبدالله ( عليه السلام ) يقول : بشر المخبتين بالجنة : بريد بن معاوية العجلي ، وأبو بصير ليث بن البختري المرادي ، ومحمد بن مسلم ، وزرارة ، أربعة نجباء ، امناء الله على حلاله وحرامه ، لو لا هؤلاء انقطعت آثار النبوة ، واندرست [11].

 

وهؤلاء العلماء هم من اعداد الائمة عليهم السلام وثمرة جهودهم المباركة

 

 2 - وعن جعفر بن محمد بن معروف ، عن محمد بن الحسين ابن أبي الخطاب ، عن جعفر بن بشير ، عن أبان بن تغلب ، عن أبي بصير : أن أبا عبدالله قال له ـ في حديث ـ : لولا زرارة ونظراؤه  لظننت أن أحاديث أبي ( عليه السلام ) ستذهب[12] .

 

ان الكوادر المعدة للمشروع الاهي يجب ان تتمتع بصفة اخرى قد تكون اهم من الكفاءة الا وهي صفة الايمان بالله والاخلاص له والايمان بحقانية الوعد الالهي الذي وعد به عباده الصالحين بالنصر المبين .

 

قال تعالى : (قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُواْ إِنَّ الأَرْضَ لِلّهِ يُورِثُهَا      مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ )[13]             

 

 وقال تعالى : ( وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ )[14]    

 

وقال تعالى : ( وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ  إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُونَ  وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ )[15]

 

وقال تعالى : ( إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ )[16]

 

واما الامام صاحب العصر والزمان عليه السلام فقد اعد الله له كوادر من نوع خاص يتلاءمون مع طبيعة وحجم وعظم تلك المهمة العظمى , اناس لهم ما لهم من الصفات والقابليات بل والكرامات عن الله ما تجعل الكثير من الاولياء والصالحين يغبطونهم على تلك النعمة التي هم فيها , كما ان الله سيهيئ له بعض الظروف التي سرعان ما تكتمل بسرعة مذهلة وهذا  كله بتأييد من السماء والتأييد لا يعني بالضرورة ان يتدخل الاعجاز الاهي لنصرة بل سينصره الله بأسباب طبيعية وسيهيئ له كل الاسباب العادية لتحقيق نصره فقد روي عن النبي صل الله عليه واله انه قال : ( المهدي منا اهل البيت يصلحه الله في ليلة ) [17]

 

العامل الثاني : الامة المستهدفة في هذا المشروع , فما لم تكن هذه الامة او جزاء مغيرا منها ايجابية في تفاعلها مع الحركة الاصلاحية ستذهب كل جهود الاصلاح ادراج الرياح . لقد اعطانا القران نماذج عديدة عن هذه الامم التي قضت على الكثير من المشاريع الاصلاحية كأمة نوح وامة لوط وغيرهما من الامم السالفة .  

 

المصلح والدعايات المضادة :

 

لا شك وبحسب التجربة والممارسة العملية والنقل التاريخي والروائي ان بجانب كل دعوة حق هنالك دعوة باطل وهذه سنة من سنن المجتمعات والدعوة الاصلاحية للإمام عليه السلام لم تخرج من هكذا سنة .

 

فقد واجهة هذه الدعوة منذ بزوغها الى ساعتنا هذه الكثير من ادعيائها الدجالين الذين ينتهزون الفرصة تلو الاخرى للضحك على عقول البسطاء من الناس وعن طريق ما يحمله الناس من الاندفاع العاطفي والاستعداد للتضحية في سبيل  القضية المهدوية .

 

كل ذلك بهدف التشويش على اصل القضية لمحاولة عزل الناس عنها وجعلها فكرة مدفونة في بطون الكتب وامهات المصنفات كي يبقى الحال على ما هو عليه .على هذا فلا نستغرب من المحاولات التي تحاول رسم صورة دموية لثورة الامام المصلح وانه يقتل اكثر من في الارض وانه سيدمر الكثير من البلدان الى غير ذلك من الاراجيف الى نسجها خيال المغرضين المنتفعين من بقاء الامام غائبا .

 

ومن هنا يبرز دور الكادر الموطئ للإمام دولته وذلك عن طريف محاربة هذه الافكار البائسة واظهار الحقائق للناس ومحاولة تصفية الارث التاريخي للإمام المهدي عليه السلام كي يميز الناس بين ما هو غث وبين ما هو سمين , حتي يتبع من يتبع عن بصيرة من امره ويضل من اراد واختار الضلال عن بينة من امره ايضا , عندها سيميز ما هو مع الاصلاح من مما هو بالضد منه كي ينقى المجتمع من حالة النفاق الامر الذي سيسهل عملية الاصلاح ويجعلها في متناول اليد وبوقت قياسي صونا للجهود وللوقت الثمين من الضياع والهدر

 

 

 

 

 

الدرس التاسع علامات الظهور:

 

هنالك علامات لظهور القائم عليه السلام رسمها رسول الله صلى الله عليه واله والائمة من بعده حتى لا تقع الامة في شراك توقيتات الموقتين وهي على نوعين .

 

علائم حتمية وعلائم غير حتمية .

 

وبما ان الكتاب مبني على الاختصار فسأتحدث عن العلائم الحتمية فقط

 

 وهي خمسة :

 

العلامة الاولى : الصيحة السماوية :

 

أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد بهذا الاسناد، عن هشام بن سالم، عن زرارة قال: " قلت لأبى عبدالله(عليه السلام) النداء حق؟ قال: إي والله حتى يسمعه كل قوم بلسانهم.[18]

 

وقال(عليه السلام): لا يكون هذا الامر حتى يذهب تسعة أعشار الناس

 

وفي حديث آخر : ينادي مناد من السماء باسم القائم ، فيسمع ما بين المشرق والمغرب فلا يبقى راقد إلاّ قام ، ولا قائم إلاّ قعد ، ولا قاعد إلاّ قام على رجليه من ذلك الصوت ، وهو صوت جبرئيل الروح الأمين ( عليه السلام ) [19]

 

العلامة الثانية : خروج السفياني :

 

وفيه مجموعة روايات اذكر منها روايتان .

 

1 - و بهذا الإسناد، عن خلاد، عن جعفر بن محمد )عليهما السلام(، قال السفياني لا بد منه، و لا يخرج إلا في رجب[20]

 

2 - أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا علي بن الحسن، عن يعقوب ابن يزيد، عن زياد القندي، عن غير واحد من أصحابه، عن أبي عبدالله(عليه السلام) أنه قال: " قلنا له: السفياني من المحتوم؟ فقال: نعم، وقتل النفس الزكية من المحتوم، والقائم من المحتوم، وخسف البيداء من المحتوم، وكف تطلع من السماء من المحتوم، والنداء من السماء من المحتوم فقلت: وأي شئ يكون النداء؟ فقال: مناد ينادي باسم القائم واسم أبيه (عليهما السلام)[21]

 

٣ ـ خسف البيداء :

 

البيداء اسم للمفازة التي لا شيء فيها ، وهي اسم أرض خاصة بين مكة والمدينة ، على ميل أي ١٨٦۰ متراً  من ذي الحليفة نحو مكة .

 

 تقول الروايات :

 

ثم يقبل على القائم رجل وجهه الى قفاه وقفاه الى صدره ويقف بين يديه فيقول انا واخي بشير امرني ملك من الملائكة ان الحق بك وابشرك بهلاك السفياني بالبيداء فيقول له القائم بين قصتك وقصة اخيك نذير فيقول الرجل كنت واخي نذيرا في جيش السفياني فخربنا الدنيا من دمشق الى الزوراء وتركناهم حمما وخربنا الكوفة وخربنا المدينة و روثت ابغالنا في مسجد رسول الله وخرجنا منها نريد مكة وعددنا ثلاثمائة الف رجل نريد مكة والمدينة وخراب البيت العتيق وقتل اهله فلما صرنا بالبيداء عرسنا بها فصاح صائح يا بيداء بيدي بالقوم الكافرين فانفجرت الارض وابتلعت ذلك الجيش فو الله ما بقي على الارض عقال ناقة ولا سواه غيري واخي نذير فإذا بملك قد ضرب وجوهنا الى وراء[22]

 

٤ ـ خروج اليماني

 

وقال:(عليه السلام): لا يقوم القائم(عليه السلام) إلا علي خوف سديد من الناس، زلازل وفتنة وبلاء يصيب الناس، وطاعون قبل ذلك، وسيف قاطع بين العرب، واختلاف شديد في الناس، وتشتت في دينهم وتغير من حالهم حتى يتمنى المتمني الموت صباحا ومساء من عظم ما يرى من كلب الناس وأكل بعضهم بعضا، فخروجه شهر واحد، في يوم واحد، نظام كنظام الخرز يتبع بعضه بعضا فيكون البأس من كل وجه، ويل لمن ناواهم، وليس في الرايات راية أهدى من راية اليماني، هى راية هدى لانه يدعو إلى صاحبكم فإذا خرج اليماني حرم بيع السلاح على الناس وكل مسلم، وإذا خرج اليمانى فانهض إليه، فإن رايته راية هدى، ولا يحل لمسلم أن يلتوي عليه ، فمن فعل ذلك فهو من أهل النار.[23]

 

٥ ـ قتل النفس الزكيّة :

 

وبالإسناد يرفعه إلى أبي بصير، عن أبي جعفر عليه السلام في حديث طويل إلى أن قال: يقول القائم عليه السلام لأصحابه: يا قوم إن أهل مكة لا يريدونني، ولكني مرسل إليهم لاحتج عليهم بما ينبغي لمثلي أن يحتج عليهم. فيدعو رجلا من أصحابه فيقول له: امض إلى أهل مكة فقل: يا أهل مكة أنا رسول فلان إليكم وهو يقول لكم: إنا أهل بيت الرحمة، ومعدن الرسالة والخلافة ونحن ذرية محمد وسلالة النبيين، وأنا قد ظلمنا واضطهدنا، وقهرنا وابتز منا حقنا منذ قبض نبينا إلى يومنا هذا فنحن نستنصركم فانصرونا. فإذا تكلم هذا الفتى بهذا الكلام أتوا إليه فذبحوه بين الركن والمقام، وهي النفس الزكية، فإذا بلغ ذلك الامام قال لأصحابه: ألا أخبرتكم أن أهل مكة لا يريدوننا، فلا يدعونه حتى يخرج فيهبط من عقبة طوى في ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا عدة أهل بدر حتى يأتي المسجد الحرام، فيصلي فيه عند مقام إبراهيم أربع ركعات، ويسند ظهره إلى الحجر الاسود، ثم يحمد الله ويثني عليه، ويذكر النبي صلى الله عليه وآله ويصلي عليه ويتكلم بكلام لم يتكلم به أحد من الناس. فيكون أول من يضرب على يده ويبايعه جبرئيل وميكائيل[24]

 

الى هنا تم الكلام عن علامات الظهور الحتمية والله ولي التوفيق

 

 

[1] - العاديات /  8

 

[2] - الصحيفة السجادية ج 10 / ص 6

 

[3] - بحار الانوار ج 68 / ص 181

 

[4] - الخرائج والجرائح لقطب الدين الراوندي ج 2 / ص 423

 

[5] - البحار ج 11 / ص 387

 

[6] - البحار ج 14 / 398

 

[7] - صاد / 34

 

[8] - وسائل الشيعة ج 27 / 65

 

[9] - الكهف / 65 – 78

 

[10] - المستدرك على الصحيحين للحاكم النيسابوري ج 2 / 448

 

[11] - الوسائل ج 27 / ص 142

 

[12] - م . ن

 

[13] - الاعراف / 128

 

[14] - الروم / 47

 

[15] - الصافات / 171

 

[16] - غافر / 51

 

[17] - المصنف لابن ابي شيبة ج 15 / 197 / ح 19490

 

[18] - الغيبة للنعماني ج 21 / ص 6

 

[19] - م . ن

 

[20] - امالي الطوسي ج 2 / ص 270

 

[21] - غيبة النعماني ج 20 / ص 13

 

[22] - الهداية الكبرى- الحسين بن حمدان الخصيبي (ص: 354)

 

[23] - الغيبة النعماني (20/ 10)

 

[24] - بحار الأنوار - العلامة المجلسي (52/ 307، بترقيم الشاملة آليا)

 

 

Powered by Vivvo CMS v4.7