• Post on Facebook
  • Twitter
  • pdf
  • نسخة للطباعة
  • save

هل أيوب حفيد إسحاق؟

بواسطة |   |   عدد القراءات : 1282
حجم الخط: Decrease font Enlarge font

هل أيوب حفيد إسحاق؟
أَخبرَ اللهُ أَنَّ أَيوبَ من ذريةِ إِبراهيمَ - صلى الله عليه وسلم -.
قال تعالى عن إبراهيم - عليه السلام -:
(وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (84) .
الضميرُ في " له " يَعودُ على إِبراهيمَ - صلى الله عليه وسلم -، لأَنَّ الآياتِ السابقة كانَتْ تتحدَّثُ عنه، وإِسحاقُ ابْنُه، ويَعقُوبُ حَفيدُه، عليهم الصلاة والسلام.
والراجحُ أَنَّ الهاءَ في (ذُرِّيَّتِهِ) تعودُ على إِبراهيمَ - صلى الله عليه وسلم -، فالأَنبياءُ الستةُ المذكورونَ في الآيةِ من ذريتِه، وهم: داودُ وسليمانُ وأَيوبُ ويوسفُ وموسى وهارونُ.

خَلْط الأسماء
ذكروا آيتين من سورة الأنعام، وأوردوا الشبهة على نص الآيتين حيث قالوا:
جاء فى سورة الأنعام (ووهبنا له إسحاق ويعقوب كلاًّ هدينا ونوحاً هدينا من قبل ومن ذريته داود وسليمان وأيوب ويوسف وموسى وهارون وكذلك نجزى المحسنين * وزكريا ويحيى وعيسى وإلياس كل من الصالحين * وإسماعيل واليسع ويونس ولوطاً وكلاًّ فضلنا على العالمين) .
والترتيب التاريخى هو:
أيوب - إبراهيم وابن أخته لوط وابناه إسماعيل وإسحاق وحفيده يعقوب وابن حفيده يوسف ومن بعده موسى - هارون - داود - سليمان - إلياس - اليسع - يونس - زكريا - يحيى - عيسى.
الرد على الشبهة:
1 - إن الضمير فى (ومن ذريته (يعود إلى نوح، ولا يعود إلى إبراهيم وذلك لأن (لوطا (ليس من ذرية إبراهيم، وإنما خرج معه مهاجراً إلى الله، بعدما آمن له. وفى التوراة " ولوطاً ابن أخيه " [تك 12: 5] .
2 - إن الترتيب التاريخى غير حاصل لأسباب منها: أنه يريد بيان فضلهم وصلاحهم؛ ليقتدى الناس بهم.
وفى التوراة أنبياء لا يعرفون تواريخهم ولا يعرفون نسبهم، ومنهم " أيوب " فإن منهم من يقول إنه من العرب ومنهم من يقول إنه من الأدوميين ومنهم من يجعله اسماً فرضيًّا. بل إن الأنبياء أصحاب الأسفار كإشعياء وإرمياء وملاخى وحَبقّوق وميخا؛ لا يعرفون هم أنفسهم السابق منهم عن اللاحق.
وقد جمعوا أسفارهم فى وقت واحد. ففى الكتاب المقدس الصادر عن دار الكتاب المقدس فى الشرق الأوسط سنة 1993م ما نصه: " كانت أول لائحة وضعت فى سبيل " قانونية " العهد القديم وأسفاره تضم أسفار الشريعة الخمسة فى أيام عِزْرا [نح 8: 1] حوالى عام 400 ق. م ثم زاد المعلمون الأسفار النبوية من يشوع والقضاة حتى إشعياء وإرمياء وحوالى سنة90 ق. م التقى معلمو الشريعة اليهود من مختلف البلدان، فى بلدة " يمنية " الواقعة فى " فلسطين " وثبتوا لائحة نهائية وكاملة للأسفار المقدسة.. إلخ . اهـ (شبهات المشككين) .
وهذا نَص على أَنَّ أَيوبَ - عليه السلام - من ذريةِ إِبراهيمَ - عليه السلام -.

والذريةُ ليسوا الأَبناءَ والأَحفادَ فقط، وإِنما هم الأَولادُ الذين يَنْتَسبون له، ولو كان بينَهم وبينَه عدةُ قُرون.
وقد رَفَضَ الفادي اعتبارَ أَيوبَ من ذريةِ إِبراهيم، واعتبرَ هذا من أَخطاءِ
القرآنِ التاريخية.
ونَقَلَ عن البيضاويِّ قولَه: " أَيوبُ بنُ أَموص، من أَسباطِ عيص بنِ
إِسحاق ".
وَرَفَضَ كلامَه قائلاً: " فأَيْنَ أَيوبُ الذي ظَهَرَ في بلادِ العَرَبِ من عصْرِ
إِبراهيمَ وإِسحاقَ والدِ إسرائيل في أَرضِ فلسطين؟
وأَينَ هو أَموصُ والدُ النبيّ أَشعياءَ من أَيوب؟ ".
ذهبَ البيضاويُّ إِلى أَنَّ والدَ أَيوبَ هو أَموص، وأَنَّه من نَسْلِ عيص،
وعيصُ هو حَفيدُ إِبراهيمَ وأَخو يعقوب.
واعترضَ الفادي على كلامِ البيضاوي، وذَهَبَ إِلى أَنَّ أَيوبَ ظَهَرَ في
بلادِ العَرَب، وبينَه وبينَ إِبراهيمَ وإِسحاقَ فترةٌ زُمنيةٌ طويلة!.
ولَسْنا مع البيضاويِّ في ما قالَه عن أَيوبَ - عليه السلام -، لأَنه ذَكَرَ أَسماءً ليس عليها دليلٌ معتمد، فلم يَرِدْ في مصادِرِنا الإسلاميةِ اليقينيةِ، أَنَّ اسْمَ والدِ أَيوبَ هو أموص، وأَنَّ اسْمَ ابنِ إِسحاقَ هو عيص، وأَنَّ أموصَ هو حفيدُ إِسحاق، وأَنَّ أَيوبَ هو ابنُ حفيدِ إسحاق!.
وهذه الأَسماءُ التي أَخَذَها البيضاويُّ عن الإِسرائيلياتِ نتوقَّفُ فيها، فلا
نَنْفيها ولا نُثبتها، ولا يتحملُ القرآنُ مسؤوليةَ ما ذَكَرَه البيضاوي..
وكلُّ ما نقولُه أَنّ أَيوبَ كان من نَسْلِ وذريةِ إِبراهيم - عليه السلام -، مع وجودِ فترةٍ زمنيةٍ طويلةٍ بينهما!!.

 

Powered by Vivvo CMS v4.7