• Post on Facebook
  • Twitter
  • pdf
  • نسخة للطباعة
  • save

ما هو أصل الكعبة؟

بواسطة |   |   عدد القراءات : 1026
حجم الخط: Decrease font Enlarge font

ما هو أصل الكعبة؟
أَخبرَ اللهُ في القرآنِ أَنَّ إِبراهيمَ وإِسماعيلَ - عليهما السلام - هما اللَّذان بَنَيا الكعبة قال تعالى: (وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ (125) وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ قَالَ وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (126) وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (127) .
إِبراهيمُ وإِسماعيلُ - عليهما السلام - هما اللَّذان بَنَيا بَيْتَ اللهِ الحرام، وكانا
يَدْعُوانِ اللهَ وهما يَرْفَعان قواعدَ البيت، وجَعَلَ اللهُ البيتَ الحرامَ مثابةً للناسِ
وأَمْناً، يأتونَه زائرين مُصَلّين، وحاجّين ومعتَمِرين، من كلِّ مكانٍ في الأَرض.
ويُخَطِّئُ الفادي المفترِي القرآنَ في كلامِه عن بناءِ الكعبة، ويُحاكمُ القرآنَ
إِلى أَسفارِ كتابِه المقَدَّس، وبما أَنَّ الأَحبارَ لم يَذْكُروا مجيء إِبراهيمَ إِلى بلادِ
الحجاز، فإِنَّ القرآنَ مخطئٌ في كلامِه عن مجيئِه إِلى الحجاز!.
قالَ المفترِي: " ولكنَّ الكتابَ المقَدَّسَ يُعَلِّمُنا أَنَ إِبراهيمَ دُعِيَ من أُورِ
الكلْدانيين إِلى أَرضِ كنعان، وهُناك بَنى مَذْبَحاً للرّبّ.
ولم يَرِدْ ذكْرٌ لذهابِه إِلى

بلادِ العَرَب، ولا ذِكْرٌ لبنائِه هو وإِسماعيل الكعبة، ولكنَّه تَغَرَّبَ في أَرضِ
كنعان، التي وَعَدَهُ اللهُ وَوَعَدَ بها نَسْلَه ".
وكَلامُ الفادي تَحَكُّمٌ في التاريخِ، ووصايةٌ عليه، فالأَصْلُ عنْدَه أَسفارُ
الكتابِ المقدس، فكلُّ ما وردَ فيها فهو عنْدَه الصواب، وكل ما سَكَتَتْ عنه
تلك الأَسفارُ فهو الخطأ! وهذا تَحَكُّمٌ مَرْدود، فلم يَذْكُرِ الكتابُ المقَدَّسُ كُلَّ
أَحداثِ التاريخِ الماضي، حتى نُخَطِّئ أَيَّ حَدَثٍ لم يَرِدْ فيهِ!.
هذا إِذا كانَتْ أَسْفارُ الكتاب المقَدّس - بعهدَيْه القديمِ والجديد - صحيحةً
صادقة، فكيفَ إِذا كانتْ تلكَ الأًسْفارُ مشكوكاً فيها، لأَن الأَحبارَ الكاذبين هم الذين كتَبوها؟
وهم ليسوا أُمَناءَ على التاريخ!!.
إِنَّ المرجعَ في أَحْداثِ التاريخ الماضي هو القرآنُ الكريم، لأَنه كَلامُ اللهِ
المحفوظُ الثابت، وكَلُّ ما فيه حَقٌّ وصِدْقٌ وصواب، وبما أَنَّ القرآنَ أَخبَرَنا
بصريح آياتِه أَنَّ إِبراهيمَ هاجَرَ إِلى الأَرضِ المقَدَّسَة، فهذا الخَبَرُ صحيح، وبما
أَنه أَخْبَرَنا أَنَّ إِبراهيمَ أَتَى إِلى بلادِ الحجاز، فهذا الخَبَرُ صحيح، وبما أَنه
أَخْبَرَنا أَنَّ إِبراهيمَ وإِسماعيل - عليهما السلام - هما اللَّذان بَنَيا الكعبة، فهذا الخَبَرُ صحيح..
واعتراضُ الفادي على هذا مردود، وتخطئَتُه كلامَ القرآن هي الخطأ
الفادحُ الذي وَقَعَ هو فيه!!.
ويتكلمُ الفادي المفترِي عن الكعبةِ كلاماً فاجِراً خطيراً، يقومُ على
الكذبِ والافتراء.
اللهُ أَخبرَ أَنَّ إِبراهيمَ وإِسماعيلَ - عليهما السلام - هما اللَّذان بَنَيا الكعبة، والفادي يَنْفي ذلك ويُخَطِّئُه ويُكَذِّبُه.
واللهُ أَخبرَ أَنَّ الكعبةَ أَوَّلُ بيتٍ وُضِعَ للناسِ لعبادةِ اللهِ.
قال تعالى: (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ (96) فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ) .
والفادي المفترِي يُكَذِّبُ ذلك، ويَعتبرُ الكعبةَ بيتاً بُنِيَ لعبادةِ كوكبِ زُحَل! قالَ في فقرة قبيحةٍ فاجرة: " ونحنُ نَسأَلُ: كيف تكونُ

الكعبةُ بيتَ الله، وبيتَ المثوبة، وبيتَ الأَمن، وهي بيتُ الأَوْثان؟
! وقد بُنيتْ أَولَ الأَمْرِ لعبادِةِ كوكبِ زُحَل؟
! وكان كلُّ مَن استولى عليَها يقهَرُ أَهْلَها، ليمارسوا شعائِرَ مذهبه! وفي أَيامِ محمدٍ كان في الكعبةِ ثلاثمئَةٍ وستون صَنَماً، لكلّ حيٍّ من أَحياءِ العرب صَنم! وقد شَدُّوا أَقدامَها بالرصاص فجاءَ محمدٌ ومعه قَضيب، وجعلَ يَهوي به على كلِّ صنَم منها، فيسقطُ الصنمُ إِلى الأَرض، وهو يقول: جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقاً ".
من أَينَ جاءَ المفترِي بكذبتِه الكُبرى، من أَنَّ الكعبةَ بُنيتْ لعبادةِ زُحَل
أَوَّلاً؟ !
لقد بُنيتِ الكعبةُ لعبادةِ الله، لا لتكونَ بيتاً للأصنام، ودَعا بانيها الأَولُ
إِبراهيمُ - صلى الله عليه وسلم - الله أَنْ يجعلَ مكةَ كلَّها آمنة، لأَنها بَلَدُ الكعبة، وسأَلَه أَنْ يُبعدَ عن بنيه عبادةَ الأَصنام.
قال تعالى: (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ (35) .
ويتوقَّحُ المفْتري فيُكَذِّبُ كلامَ اللهِ تكذيباً صريحاً.
فاللهُ يقول: (وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى) ..
والفاجر يُكَذِّبُ ذلك قائلاً: " كيفَ تكونُ الكعبةُ بيتَ الله، وبيتَ المثوبة، وبيتَ الأَمن، وهي بيتُ الأَوثان، وقد بنيتْ أَوَّلَ الأَمْرِ لعبادةِ كوكبِ زُحَل؟! ".
إِننا نؤمنُ بكلام اللهِ ونُصَدقُه ونثقُ به، ونكفرُ بكلِّ كلامٍ يُكَذِّبُه ويتناقَضُ
معه، فالكعَبةُ هي أَولُ بيتٍ وُضِعَ لعبادةِ اللهِ في الأَرض، والذي بناها هو
إِبراهيمُ وإسماعيلُ - صلى الله عليهما وسلم -، وجَعَلها اللهُ مثابةً للناسِ وأَمْناً، وبقيَتْ خالصةً لعبادةِ اللهِ وحْدَه عِدةَ قُرون، وحَوْلَها المؤمنون العابدون لله ...
ثم طَرَأَ عليها الشركُ بالله، وأُدخلتْ فيها الأَصنام، وكانَ أَوَّلَ مَنْ أَدْخَلَ
الأَصنامَ إِليها هو " سالمُ بن عمرو الخزاعي "، وكانَ زعيمَ أَهْلِ مكة، وتَوَجَّهَ
إِلى البلقاءِ في الشامِ للعلاج، وأَقامَ في " رَبَّةِ عَمّون " - مدينة عمان حالياً - فترة من الزمن، ورأى فيها تماثيلَ وأَصناماً جميلة، أَعجبَه منظرُها، فحملها معه إِلى مكة، وَوَضعَها في الكعبة، ودَعا قومَه إِلى عبادتِها فاستَجابوا له.
وكان هذا بعدَ عِدة قُرونٍ من وفاةِ إِبراهيمَ وإِسماعيلَ - صلى الله عليهما وسلم.

وما زالَ المشركون يَضَعون الأَصنامَ فيها، ويزيدونَ أَعْدادَها، حتى
وَصَلَتْ عند بعثةِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - إلى ثلاثمئةٍ وستّين صَنَماً!! ولكنَّ الشركَ طارئٌ على الكعبة، بعد أَنْ بقيتْ قُروناً عديدة بيتاً للإِيمانِ والتوحيد.
ثم إِنَّ الرسولَ - صلى الله عليه وسلم - أَعادَ الكعبةَ مثابةً للناسِ وأَمْناً، وبيتاً لعبادةِ الله، وطهرَها للطائفينَ والعاكفينَ والرُّكَّعِ السُّجود..
ولما دخلَها يومَ فتْحِ مكةَ في العشرين من رمضان في السنةِ الثامنةِ للهجرة حَطَّمَ الأَصنامَ كُلَّها، وهو يتلو قولَه تعالى: (وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا (81) .
وواصلَ الفادي المجرمُ شَتْمَ الإِسلامِ والرسول - صلى الله عليه وسلم -، عندما اتهم شعائِرَ الحجّ والعمرةِ بأَنها من مُخَلَّفاتِ الوثنيّين عابِدي الأَصنام.
قال: ".. ولما استولى محمدٌ على البيتِ أَبقى فيه أَغْلَبَ الشعائرِ الوثنية كما هي، كالحَجِّ، والطواف، والإحرام، والاعتمار، ورجمِ الحجارة، وتقبيل الحجرِ الأَسود، والنحر، وغير ذلك!.. ".
ومن بابِ الخداعِ والدَّجلِ والتمويه أَحالَ الفادي المفترِي على بعضِ
الكتب التي أَلَّفها مسلمون، مثل كتاب تاريخِ الكعبة للخربوطلي، هو كتاب: الكعبة على مر العصور، للدكتور علي حسني الخربوطلي،، والجذور التاريخية للشريعة الإسلامية لعبد الكريم الخليل.
واتِّهامُ الإِسلام بأَنه استمرار للدياناتِ السابقة رَدَّدَهُ اليهودُ والنَّصارى
والمستشرقون، وزَعَموا فيه أَنَّ القرآنَ مُسْتَمَدٌّ من التوراةِ والإِنجيل، وأَنَّ
الإِسلامَ مأخوذٌ من اليهودية والنصرانية، وأَنَّ الأَحكامَ الإسلاميةَ مأخوذة من
الشرائعِ السابقة، وأَنَّ مناسكَ وشَعائرَ الحجِّ والعمرة، مأخوذةٌ من ممارساتِ
العربِ الوثنيين الجاهليّين قبلَ الإِسلام.
فما قالَه الفادي المفترِي هنا حولَ الحجِّ والعمرةِ استمرار في الأَكاذيبِ
التي رَدَّدَهَا إِخوانُه المفترون الكاذبون الكافرون.

ونحن نوقنُ أَنَّ القرآنَ كلامُ الله، وأَنَّ الإِسلامَ دينُ الله، وأَنَّ أَحكامَ
الإِسلامِ من عند الله!!.

Powered by Vivvo CMS v4.7