إسماعيل صِدِّيقَّ نبٌيّ - عليه السلام -
إسماعيل صِدِّيقَّ نبٌيّ - عليه السلام -
إِسماعيلُ هو ابنُ إِبراهيمَ البكر، وإِسحاقُ هو أَخوه، وهو عَمُّ يعقوب،
أَبو بني إسرائيل، وذَكَرَ القرآنُ أَنَّ إِبراهيمَ وإِسماعيلَ وإِسحاقَ ويعقوبَ كانوا
أَنبياء - صلى الله عليهم وسلم -.
وقد نَصَّ القرآنُ على نبوةِ إِسماعيلَ - عليه السلام - في أَكثر من آية، منها قولُه تعالى: (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا (54) وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا (55) .
واعترضَ الفادي على القول بنبوةِ إِسماعيلَ - صلى الله عليه وسلم -، واعتبرَ هذا من أَخطاءِ القرآنِ التاريخية، وحاكَمَ القرآنَ إِلى أَسفارِ العهدِ القديمِ.
قال: "ونحنُ نسأَل:
كيفَ يكونُ إسماعيلُ نبيّاً، والتوراةُ تصفُه في سِفْرِ التكوينِ بقولِها: " وإنَّه يكونُ إِنسانأ وَحْشِيّاً، يَدُهُ على كلِّ واحدٍ ويَدُ كُلِّ واحدٍ عليه؟
[تكوين: 16/ 12،] .
لقد كانَ الفادي مُخْطِئاً في محاكمةِ القرآنِ لأسفارِ العهدِ القديمِ، لأَنَّ
تلكَ الأَسفارَ من تأليفِ الأَحبار، وما ذَكَروهُ فيها من كلامٍ مشكوكٌ فيه، أَمّا
القرآنُ فهو كلامُ الله، ونَجزمُ بأَنَّ كلَّ ما فيهِ حَقّ وصِدْق، وصحيحٌ وصواب.
وبما أَنَّ القرآنَ صرَّحَ بأَنَّ إِسماعيلَ - صلى الله عليه وسلم - كان رسولاً نبياً، فهو الصوابُ، ونحنُ نُؤمنُ أَنَّ إِسماعيل هو أَحَدُ الأَنبياءِ الكرامِ عليهم الصلاة والسلام.
إِنَّ الخلافَ بَيْنَنا وبينَ الفادي وإِخوانِه النَّصارى كبير، فمرجعيَّتُه التي
يَحتكمُ إِليها هي أَسفارُ الكتابِ المقَدَّس، وكُلُّ ما لم يَرِدْ فيها فهو عندَه خَطَأ،
وهذه المرجعيةُ مرفوضةٌ عندنا..
ومرجعيتُنا التي نحتكمُ إِليها هي القرآنُ، وكلُّ ما ذُكِرَ فيه فهو صَواب، وهذا مرفوضٌ عنْدَه، لأَنه لا يوفنُ أَنَّ القرآنَ من عندِ الله! فكيفَ نَلْتَقي مَعَه؟!.