امرأة فرعون تتبنَّى موسى - عليه السلام -
امرأة فرعون تتبنَّى موسى - عليه السلام -
أَخْبَرَنا اللهُ في القرآنِ أَنَّ امرأةَ فرعونَ رَأَت الطفلَ موسى في التابوت، فأَحَبَّتْهُ وتَبَنَّتْه، وطلبتْ من زوجِها فرعونَ أَنْ يَتَبَنّاهُ ولا يَقْتُلَه، فاستَجابَ لها.
قال تعالى: (وَقَالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ لَا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (9) .
وقال تعالى: (وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَيْكَ مَرَّةً أُخْرَى (37) إِذْ أَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّكَ مَا يُوحَى (38) أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِي وَعَدُوٌّ لَهُ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي (39) .
أُخرَى* إَذ أَوْحَيْنَاَ إِكَ أُقِكَ مَا يُوحَى*
ولكنَّ الفادي يُخَطِّئُ القرآنَ في هذا الكلام، ويُحاكِمُه إِلى الكتابِ
المقَدس، وبما أَنه خالَفَ ما في الكتابِ المقَدَّس، فما وَرَدَ في الثاني هو
الصَّواب، وما وَرَدَ في القرآنِ هو الخطأ!!.
ذَكَرَ الكتابُ المقَدَّسُ أَنَّ التي رأَتْ موسى هي ابنةُ فرعون وليستِ
امرأَتَه.
قال الفادي: "ويُعَلمُنا الكتابُ المقدسُ أَنَّ ابنةَ فرعونَ هي التي نَزَلَتْ
إِلى نهرِ النيلِ لِتَغْتَسِل، لأَنهم كانوا يَعتبرونَه إِلهاً، يُطَهِّرُهُم من النجاسَة.
فرأَتْ سُفْطاً من البَرَدى بين الحَلْفاء، ففتَحَتْه، فإذا صبيٌّ يَبْكي، فأَخذتْه ابنةُ فرعونَ ابْناً لها.
لكنَها لم تكنْ زوجةَ فرعون ...
وقال موسى في سِفْرِ الخروج: إِنها ابنةُ فرعون، وهو أَعلمُ بمَنْ رَبَّتْه ... " (1) .
الراجحُ والصحيحُ والمعتمدُ عندنا أَنَّ التي أَخَذَتْ موسى الرضيعَ وتَبَنَّتْهُ
وَرَبَّتْه هي امرأةُ فرعون كما ذَكَرَ القرآن، وليستْ ابنتَه كما ذَكَرَ الأَحْبارُ في
العهد القديم، ومن المعلومِ أَنه إِذا تعارضَ ما في القرآنِ مع ما وَرَد في
الكتابِ المقَدَّس، فالصحيحُ هو ما وَرَدَ في القرآنِ، لأَنَّهً هو كلامُ الله المحفوظُ
الثابتُ، ويُتْرَكُ ما وَرَدَ في الكتابِ المَقدَّس، لأَنه هو الخطأ!!.
***