حول النبي ذي الكفل - عليه السلام -

بواسطة |   |   عدد القراءات : 1161
حجم الخط: Decrease font Enlarge font

حول النبي ذي الكفل - عليه السلام -
ذو الكِفْلِ نبيّ من الأَنبياء، عليهم الصلاة والسلام، وقد ذَكَرَهُ القرآنُ
ضمنَ الأَنبياء.
قال تعالى: (وَإِسْمَاعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ كُلٌّ مِنَ الصَّابِرِينَ (85) .
وقال تعالى: (وَاذْكُرْ إِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَذَا الْكِفْلِ وَكُلٌّ مِنَ الْأَخْيَارِ (48) .
وذَهَبَ الفادي إِلى تفسيرِ البيضاويِّ لينظرَ فيما أَوردَه عن قصةِ ذي
الكِفْلِ، ليشكِّكَ في ذِكْرِ القرآنِ له.
قال: " قالَ البيضاويُّ في تفسيرِ سورةِ (ص) : ذو الكِفْلِ ابنُ عَمِّ الْيَسَع، أَو
بِشْرُ بنُ أَيّوب، واخْتُلِفَ في نبوتِه ولَقَبِه.
فقيل: فَرَّ إِليه مئةٌ من أنبياءِ بني إِسرائيلَ من القَتْل، فآواهُم وكَفِلَهم.
وقيلَ: كُفِلَ برجلٍ عملَ صالحاً، وكان يُصَلي كُلَ يومٍ مئةَ صلاة ".
وقالَ البيضاويُّ في تفسيرِ سورةِ الأَنبياءِ: " ذو الكفلِ يَعْني إِلياس، وقيل:
يوشع، وقيل: زَكريا، سُمِّي به لأَنه كانَ ذا حَظ من اللهِ تعالى، أَو تَكَفَّلَ
أُمَتَه! ".
وجاءَ في بعضِ التفاسير أَنَّ ذا الكفلِ نبيّ من بَني إِسرائيل، وحكايَتُه أَنَّ
مَلِكاً أَوحى اللهُ إِليه إِنّي أُريدُ قَبْضَ روحِك، فاعْرِضْ مُلْكَكَ على بَني إِسرائيل، فمنْ تَكَفَّلَ أَنْ يُصَلِّيَ الليلَ ولا يَفْترَ، ويَصومَ النهارَ ولا يُفْطِر، ويَقضيَ بينَ الناسِ ولا يَغْضَب، فادْفَع إِليه مُلْكَكَ، فَفَعَلَ ذلك..
فقامَ شابّ، فقال: أَنا أَتكفَّلُ لك بهذا..
فتكفَّلَ وَوَفّى، فَشَكَرَ اللهُ له، ونَبَّأَه..
وسُمِّيَ ذا الكفل.. ".
وعَلَّقَ الفادي على ما نَقَلَه بتخطئةِ القرآن، قال: " ولا تَذْكُرُ التوراةُ ذا
الكفل، ولكنها تذكُرُ أَنَّ الرجلَ الذي عالَ مئةً من الأَنبياءِ هو عوبديا، وزيرُ
الملك أَخْآب، وكان يخشى الرَّبَّ جِدّاً، وخَبَّأَ هؤلاء المئة وَقْتَ أَنْ قَتَلت

الملكةُ إِيزابلُ أَنبياءَ الرب ".
لم يُفَصل القرآنُ الحديثَ عن ذي الكفل، واكْتَفى بذكْرِهِ ضِمنَ الأَنبياء،
وكُلّ ما يتعلَّقُ بنبوَّتِه وقِصَّتِه فهو من مبهماتِ القرآن، التي لا نعرفُ عنها شيئاً، ولا نملكُ الوسيلةَ لبيانِها، وكلُّ ما نقولُه عنه: إِنَ ذا الكفل نبيٌّ من أَنبياءِ بني إِسرائيل.
وهذا مَعْناهُ أَنْ نتوقَفَ في ما حكاهُ البيضاويُّ والمفسِّرونَ الآخرون عن
قصته، كما نتوقَّفُ في كُلِّ ما تذكُرُه الإِسرائيلياتُ، فلا نُصَدِّقُه ولا نُكَذِّبُه،
والتوقُّفُ يعني أَنْ لا نذكُرَه ولا نعتمدَه ولا نقولَ به.
أَما منهجُ الفادي المفترِي في النظرِ إِلى ما ذَكَرَهُ القرآنُ، فإِنه منهج خاطئٌ
مردود، فهو يُحاكمُ القرآنَ إِلى التوراة، فما وافَقَ التوراةَ صَدَّقَه، وما لم تذكُرْه التوراةُ خَطَّأَهُ وكَذَّبَهُ ورَدَّه.
ولذلك لا يَعتبرُ ذا الكِفْلِ نبيَّاً، لأَنَّ التوراةَ لم تذكُرْ ذلك!.
ذو الكفلِ في نظر الفادي ليسَ نبياً، والقراَنُ أَخْطَأَ عندما ذَكَرَهُ مع
الأنبياء! أَما نحنُ فإِننا نؤمنُ أَنَّ ذا الكفلِ نبيٌّ من أَنبياءِ بني إِسرائيل، لأَنَّ اللهَ
أَخْبَرَنا عنه في القرآن، وتَفاصيلُ قِصتِه من مبهماتِ القرآن، ومَنْ أَنكرَ كونَه نبياً فهو كافر بالله لأَنه كَذَّبَ القرآنَ!!.

Powered by Vivvo CMS v4.7