حول انتشار الإسلامِ في العالم
حول انتشار الإسلامِ في العالم
وقفَ الفادي أَمامَ سورةِ النصر، التي تُبَشَرُ بنصْرِ الإِسلامِ وانتشارِه؟
قال تعالى: (إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1) وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا (2) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا (3) .
واعترضَ الفادي على السورة، واعتبرَ انتشارَ الإِسلامِ ليسَ فَضلاً من الله،
ولا دليلاً على أَنه من عندِ الله، ولذلك عَلَّقَ على ذلك قائلاً: " ونحنُ نسأل: إِذا كانَ من المعلومِ أَنَّ الناسَ بطبيعتِهم مُقَلِّدون، وأَنَّ تَأَثُّرَ الجماعاتِ والقبائل بَعضهم من بعض، قادَ العربَ وغيرَهم للدُّخول في الإِسلام ...
واعتبرَ المسلمونَ أَنَّ هذا تيسيرٌ من الله لم يَخطرْ على بال أَحَد، وأَنَ هذا شهادةٌ للإِسلام ...
فماذا يقولُ المسلمون في انتشارِ الدينِ الوثنيّ، وعَدَدُ أَتْباعِه
أَضعافُ المتدينين بدينِ محمد، وله من الأَديرةِ والمعابد ما لا يُحصى عَدّاً.
وكثيرٌ منها غايةٌ في الجَمالِ والغِنى، وهو ممتدٌّ من غربِ الهندِ إِلى حدودِ
سَيْبيريا، فهل تكونُ الوثنيةُ من عندِ الله؟ ".
للمفتري تفسيرٌ خَبيثٌ لسرعةِ انتشارِ الإِسلام قُبيلَ وَفاةِ رسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يُخالفُ التفسيرَ الصحيحَ، الذي يتفقُ مع المنطقِ والمنهجيةِ! إِنه يَعْزو ذلك إِلى البُعْدِ القَبَلِيّ والعَشائري، فالناسُ في العُرْفِ القبليّ يَتَّبِعونَ شيخَ القبيلة، ولا يُناقشونه ولا يَعترضونَ عليه، ولهذا قَلَّدَ رجالُ القبائلِ الأَقوياءَ منهم، الذين دَخَلوا في الإِسلام، وتابَعَ الناسُ شُيوخَ قبائلِهم!!.
ولو كانَ كَلامُه صحيحاً لأَسلمَ الناسُ في الجزيرةِ العربيةِ منذُ السنواتِ
الأُولى..
لقد حارَبَتْ قُريشٌ الإِسلامَ عشرينَ سنةً بكلِّ ما أُوتيتْ من قوة، ولم
تَدخُلْ في الإسلامِ إِلاّ بعدَ هزيمتِها أمامَه.
وإنَّ الله هو الذي جاءَ بالنصرِ والفتح، وهو الذي شَرَحَ له صُدورَ
الناس، فصاروا يَدخلونَ فيه أَفواجاً، وهو الذي وَعَدَ المسلمينَ بذلك قبلَ
تَحَقُّقِه ومجيئِه في أَكثرَ من آية، منها قوله تعالى: (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا) .
ومنها قوله تعالى: (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا (28) .
وقولُ الفادي: إِنَّ الوثنيين أَضعافُ عدِد المسلمين، كَذِبٌ وافتراء،
فالمسلمونَ هم الملةُ الثانيةُ في العَدَدِ بعد النصارى!.
وما زالَ الدينُ الإِسلاميّ قَويّاً، رغمَ تصعيد الأَعداء حربَهم له، وكُلُّ يومٍ
يدخل فيه أَفرادٌ جُدُد في مختلفِ بِقاع العالمِ، مع أَنه لا توجَدُ دولة تحملُه
وتُطبقُه بصدقٍ في هذا الزمان، فهو دينٌ زاحفٌ، رغم أنفِ الأعداءِ وكثرةِ
المعَوِّقات!.
وقد أَخبرَنا رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنَ الإِسلام سينتشرُ في الأَرض كُلِّها، ويدخلُ كلَّ بيتٍ عليها، وسيبلغُ ما بَلَغُ الليلُ والنهار، وسيَقضي على كُلِّ الأَديانِ الباطلة..
ونقول للفادي: حَلِّلْ كما تَشاء، ومُتْ بغَيْظِك!!.