أسطورة خاتم سليمان

بواسطة |   |   عدد القراءات : 1614
حجم الخط: Decrease font Enlarge font

أسطورة خاتم سليمان
حَمَّلَ الفادي المسلمين أُكذوبةَ خاتَمِ سليمانَ - عليه السلام -، التي ذَكَرَها بعضُ المَفسِّرينَ، الذينَ يَذْكرُونَ الإِسرائيلياتِ والخرافاتِ والأَساطير، وذلك أَثناءَ تفسيرِهم لقولِ الله - عز وجل -: (وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَدًا ثُمَّ أَنَابَ (34) قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ (35) .
قالَ: " قالَ مفسرو المسلمين: إِنَّ سُليمانَ قَتَلَ مَلِكَ صَيْدون، وأَخَذَ ابْنَتَهُ
جَرادَةَ لجَمالِها، فكانَتْ تَبْكي في بيتِ سليمانَ على أَبيها.
فأَوصى سليمانُ الشياطينَ، فعَمِلوا تِمثالاً لأَبيها، وضعَتْه أَمامَها، وكانتْ تسجدُ له أَربعين يوماً ...
وكان لسليمانَ خاتمٌ يلبسُه، وكان إِذا دَخَلَ للطهارةِ يُعْطِيه لزوجتِه
أَمينة! فَمَرَّةً دخلَ للطهارة، وظهَرَ الشيطانُ لأَمينَة في شكْلِ سُليمان، وأَخَذَ
الخاتم، وجَلَسَ على سَريرِ الملِك، وتَزَوَّجَ بنساءِ سليمان، واستمرَّ في المُلْكِ
أَربعين يوماً، وسليمانُ مطرودٌ، يستنكرُه كلُّ مَنْ رآه..
وطارَ الشيطان، وسَقَطَ منه الخاتمُ في البحر، وصادَ الصَّيّادون سَمَكاً، وأَعْطوا سليمانَ سمكتَيْن أُجْرَةً له، على خدمتِه في حَمْلِ السَّمَك، فَوَجَدَ الخاتمَ في جوفِ السمكة، ولما لبسَه عادَ إِليه المُلْك! "..
وعَلَّق الفادي على هذه الأُسطورةِ بقوله: " فما معنى هذا الخاتم
السحري، الذي مَنْ يلبسُه من الإِنسِ أَو الجنِّ يَصيرُ مَلِكاً؟
وكيفَ يتزوَّجُ الشيطانُ النِّساءَ وهو من الأَرواح؟
ومتى كان سليمانُ الملكُ شَحّاذاً وحَمّالَ سَمَكٍ أَرْبعين يوماً؟! ".

إِنَّ هذا الكلامَ مردودٌ مكذوب، لم يَرِدْ في كتابِ الله، ولا في حديثِ
رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، ولم يقلْه واحد من الصحابةِ أَو التابعين، وهو من الإِسرائيلياتِ والخرافاتِ والأَساطيرِ الباطلة، التي لا يَجوزُ أَنْ نُفَسِّرَ بها كلامَ الله..
وسامَحَ اللهُ الإِخباريّينَ والرواةَ من المسلمين، الذين أَجازوا
لأَنفسِهم تفسيرَ كلامِ اللهِ بهذا الهراءِ التافه، حتى يأتيَ إِنسان مُغْرِض مثلُ
الفادي يجعلُه مَطْعَناً يوجِّهُه إِلى كتابِ الله - عز وجل -.
ثم إِنَّ هذا الكلامَ الباطِلَ يَطعنُ في نبوةِ سليمانَ - صلى الله عليه وسلم - وعصمتِه وإِيمانه، ويُصوِّرُهُ بصورةِ الذي يَرضى بالشِّرْكِ بالله في بيته، بل يَرضى أَنْ يَصنعَ الأَصنامَ لامرأتِه المشركة، ويَدْعوها لعِبَادَتِها، إِنَّ هذا لا يفعَلُه مسلمٌ عادي، فكيفَ يفعلُه النبيُّ الملكُ القويُّ سليمانُ - صلى الله عليه وسلم -؟!.
وما هو هذا الخاتمُ السحريُّ الذي كان يَحكمُ به سليمانُ الإِنسَ والجنّ؟
وكيفَ يرضى اللهُ أَنْ يُسْلَبَ سُليمانُ الملكَ؟
وأَنْ يَحلَّ محلَّه شيطانٌ رجيم؟
وكيفَ يَطَأُ ويُجامعُ هذا الشيطانُ الكافرُ أَزواجَ سليمانَ واحدةً واحدة؟
وكيف؟ وكيف؟ وكيف؟ ...
إِنَّنا نبرأُ إِلى الله من هذه الأُسطورةِ المكذوبة، ونُبَرِّئُ سليمانَ - عليه السلام - منها!.

Powered by Vivvo CMS v4.7