حول ناقة صالح - عليه السلام -

بواسطة |   |   عدد القراءات : 1325
حجم الخط: Decrease font Enlarge font

حول ناقة صالح - عليه السلام -
لما بَعَثَ اللهُ صالِحاً - عليه السلام - رسولاً إِلى قومِ ثَمودَ آتاهُ الناقةَ آية، وطَلَبَ منهم أَنْ لا يَمَسّوها بسوء، لكنَهم لم يَستجيبوا له، ولما عَقَروها وَقَعَ بهم العَذاب..
قال تعالى: (وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (73) .
ولما أَرادَ الفادي أَنْ يتعرفَ على قصةِ الناقةِ ذَهَبَ إِلى المفسّرين
المولَعين بذكْرِ التفاصيلِ المستمدَّةِ من الإِسرائيليات، والتي لا دليلَ عليها من
الكتابِ والسُّنَّة، وأَخَذَ منهم تلك التفاصيل، ثم رَدَّها وأَنكَرَها، بحجَّةِ مخالفتِها للعلمِ والعَقْل، وحَمَّلَها للقرآن، وخَطَّأَه بسببها، مع أَنَّ القرآنَ لم يَقُلْ بها!.
زَعَمَ هؤلاءِ أَنَّ قومَ ثمودَ طَلَبوا من صالحٍ - عليه السلام - آية، فأَخْرَجَ لهم ناقَةً من الصَّخرة، وأَخرجَ من الصخرةِ ابنَها، فآمَنَ به بعضُهم وكَفَرَ به آخرون، وكانت الناقةُ تُخيفُ أَنعامَهم، وتَشربُ ماءَهم، وهم في المقابلِ يَشْرَبون لَبَنَها، فاتَّفَقوا على قَتْلِها واقتسام لَحْمها، ولما قَتَلوها أَخْفَت الأَرضُ داخلَها ابنَها، وبعدَ ثلاثةِ أَيام وَقَعَ بهم العذابُ، وأَنْجى اللهُ صالحاً - عليه السلام - إِلى فلسطين.
وعَلَّقَ الفادي على ذلكَ بقوله: " هل من المعقولِ أَنَّ الصخرةَ تَلِدُ ناقة؟
وأَنَّ الناقةَ تَشربُ كُلَّ البئر، وتُطعمُ كُلَّ المدينة؟
وهل من المعقولِ أَنه عندما تتسبَّبُ الناقةُ في أَذِيَّة المدينة بَطرْدِ الأَنعامِ شِتاءً وصَيفاً، فيذبَحُها الناس،

فيُهلكُ اللهُ المدينةَ كُلَّها مقابلَ ذبْح نَاقة؟
وهلْ من المعقولِ أَنْ تَسمعَ الصخرةُ رُغاءَ الفَصيل، فتنشقَّ ويدخلَ فيها، ويَعودَ جُزْءاً من الصخرة كما كان؟
أَليسَ هذا أَشبهَ بحكاياتِ أَلْفِ لَيْلَةٍ ولَيْلَة؟! "  .
الواجبُ علينا أَنْ نبقى مع حديثِ القرآنِ عن ناقةِ صالح - عليه السلام -، لا سيما أَنه لا يوجَدُ حَديثٌ صحيحٌ عن رسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يُفَصِّلُ ما أَجْملَه القرآنُ عنها، ولا يجوزُ لنا أَنْ نَذهبَ إِلى الأَساطيرِ والرواياتِ غير الصحيحة، كما فَعَلَ الفادي الجاهل!.
لم يَقُل القرآنُ: إِنَّ الناقةَ خرجَتْ من الصخرة، وأَنَّ ابْنَها خَرَجَ منها
بَعْدَها، ولم يَقُل القرآن: إِنّ الناقةَ كانت تُلاحِقُ وتُطارِدُ أَنعامَ ثَمود، ولم يَقُل
القرآنُ: إِنَّ ابْنَها عادَ إِلى الصخرةِ بعدَ ذبْحِ أُمِّه، ولم يُفَصل القرآنُ كيفيةَ ذبْحِ الناقة، ولم يَقُل القرآنُ: إِنَّ وجوهَ قومِ ثمودَ اصْفَرَّتْ في اليومِ الأَوَّلِ بعدَ ذبْح الناقة، واحمَرَّتْ في اليومِ الثاني، واسْوَدَّتْ في اليومِ الثالث.
وبهذا تُصبحُ كلّ الأَسئلةِ الإِنكاريةِ التي أَثارَها الفادي لاغية، لأَنَّها تُوَجَّهُ إِلى التفاصيلِ الأُسطورية، ولا تُوَجَّهُ إِلى القرآن!.
كُلُّ ما قالَه القرآنُ: إِنَّ اللهَ جَعَلَ الناقةَ آيةً لقومِ ثمود، ولا نَعرفُ كيفَ
كانَتْ آية، وأَنهم لم يَلْتَزِموا بتحذيرِ صالحٍ لهم من ذَبْحها، وأَنهم عُذِّبوا بعدَ
ثَلاثةِ أَيامٍ من ذَبْحِها!!.
***

Powered by Vivvo CMS v4.7